العلم رمز السيادة الوطنية، فهو يحمل دلالات ومعاني ترمز للوحدة والترابط، وتدعو للتكاتف والانضواء تحت لواء واحد، فلا يمكن سوى أن ينصب هذا العلم، ويرتكز بشموخ وعزة على سارية تحمله عاليا خفاقا فوق هامات السحب. وحين يرفرف العلم مقبلا جبين السماء، تتحرك في النفوس هالة من الأحاسيس الوطنية، التي تفيض مع كل نسيم عليل يذكر بنقاء الأبيض، وعطاء الأخضر، وعنفوان الأسود، ودفقات الأحمر. علم دولة الإمارات، الذي يقف بكل شموخ وعزة يرفرف في سماء أبوظبي على سارية تطل على كاسر الأمواج في أبوظبي، يحمل بين طياته معاني أودعت فيه من خلال ركائز أساسية ثلاث، وهي الزمن والتاريخ والرجال، فهو عظيم بالمعاني التي يحملها؛ فلا نراه مرفرفا إلا على مكان شامخٍ أو بجوار بطل عظيم أو على ذكريات تاريخ وأمجاد بنيت على يد الذين ضحوا بحياتهم ليبقى شامخا، مؤكدا تماسك دولة الإمارات تحت كيان واحد وبروح واحدة. ولسارية العلم، بموقعها المتميز على طرف كاسر الأمواج، في جهة تقابل البحر وتواجه برج بينونة الأزرق، حكاية بدأت خيوطها تشرق حين رفعه قبل أعوام عدة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعدما نسجته أنامل أكثر من 400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، من طلبة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على مدار أكثر من 50 يوماً، في احتفالية بهيجة بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين للدولة. واحتلت سارية العلم، البالغ ارتفاعها 123 متراً، مركز السارية الأطول عالمياً لسنوات عدة، قبل افتتاح ساريتين واحدة في كوريا الشمالية بطول 160 متراً، وأخرى في الأردن بارتفاع 126 متراً، وهي تعد في الوقت ذاته معلما بارزا لدى سكان وزوار أبوظبي، حيث يبلغ طول العلم 30 مترا، وعرضه 15 مترا. وجاء اختيار موقع سارية العلم في هذا المكان، لأن كل من تطأ قدماه هذه الإمارة الساحرة بطبيعتها لابد أن ينعطف وتتجه أنظاره إلى الأماكن الأكثر جمالاً وروعة وهو كاسر الأمواج. ويضم المكان السياحي الجذاب إلى جانب البحر تحفة جمالية ممتعة ولوحة فنية رسمتها أنامل فنان مبدع، لتختلط المياه باللون الأخضر في تناغم مدهش يمتد على طوله نسق من الأبراج والبنايات الشاهقة الحديثة ذات التصاميم العالمية، بأسلوب هندسي أنيق على طراز إسلامي نثرت على امتداده المصابيح لتضفي على جماله جمالا، وتخلق حوله جواً يتسم بالهدوء والصفاء والرومانسية الحالمة.