قال محللون ماليون، إن محاولات مضاربين استغلال التأثير الإيجابي لفوز الإمارات باستضافة معرض «إكسبو 2020» في دبي، جعلهم يجرون عمليات مضاربة، لتحقيق مكاسب سريعة، ما أدى إلى تقليص وتحجيم المكاسب التي حققتها الأسواق في أول يوم تداول بعد إعلان خبر الفوز، لافتين إلى أن المؤشر العام لسوق دبي المالي قفز في الدقائق الأولى، ليكسر حاجز 2950 نقطة الذي يشكل أعلى النقاط التي سجلها السوق خلال 2013، وليعود إلى النقطة الأعلى منذ خمس سنوات، وتحديداً المستوى الذي وصل إليه في 28 أكتوبر الماضي. وأجمع المحللون على أن أسهم الشركات العقارية ستكون أكثر الأسهم استفادة من «إكسبو 2020»، ولذلك فقد توجهت خارطة النشاط لتلك الأسهم القيادية مجدداً، لافتين إلى أن تلك الأسهم شهدت عمليات مضاربة مكثفة ومحاولات لجني أرباح في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنها تمكنت في النهاية من التماسك، فأغلق سهم «إعمار العقارية» من دون تغير عند مستوى 6.3 دراهم، في حين ارتفع سهم «أرابتك» بنسبة 0.78% فقط إلى 2.6 درهم. ارتفاع مؤشرات دبيوأبوظبي أنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي، تعاملات الأسبوع على ارتفاع نسبته 1.9%، رابحاً 54.75 نقطة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 2945.91 نقطة. وشهدت كمية الأسهم المتداولة في دبي تراجعاً بنسبة 7% إلى 2.4 مليار سهم مقارنة ب2.6 مليار سهم في الأسبوع السابق، في حين ارتفعت قيمة التداولات بنسبة 29% إلى 4.1 مليارات درهم مقارنة ب3.2 مليارات درهم في نهاية الأسبوع السابق. وحقق المؤشر العام لسوق أبوظبي ارتفاعاً بمقدار18 نقطة، وأغلق عند مستوى 3849.84 نقطة. وتفصيلاً، قال المدير العام لشركة «الإماراتدبي الوطني للخدمات المالية»، عبدالله الحوسني، إن «بعض المضاربين حاولوا استغلال التأثير الإيجابي لخبر فوز الإمارات باستضافة (إكسبو 2020) في دبي، لإجراء عمليات مضاربة لتحقيق مكاسب سريعة، فقاموا بالشراء والبيع خلال اليوم الواحد، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في معدلات التداول»، لافتاً إلى أن «سيطرة عمليات المضاربة على الجزء الأكبر من التداولات، حجمت ارتفاعات أسعار الأسهم، تفاعلاً مع الخبر». وأضاف أن «من الظواهر الإيجابية التي شهدتها الأسواق بعد الفوز ب(إكسبو) تغير خريطة النشاط، وتوجه السيولة إلى الأسهم القيادية، بعد فترة كان النشاط فيها مقتصراً على عدد قليل من الأسهم التي تقل قيمتها السوقية عن الدرهم»، متوقعاً أن تشهد الأسواق نشاطاً خلال الأسابيع المقبلة، بدعم من سيولة جديدة، وطلبات شراء من قبل مؤسسات مالية تستهدف تحقيق مزيد من المكاسب قبل نهاية العام الجاري. من جهته، قال المحلل المالي، علاء الدين علي، إن «سوق دبي المالي تفاعل بقوة مع خبر الفوز ب(إكسبو 2020)، إذ قفز المؤشر العام للسوق في الدقائق الأولى، ليكسر حاجز 3000 نقطة، لكن عمليات المضاربة التي حدثت دفعت الأسهم للتخلي عن نسبة كبيرة من المكاسب التي حققتها ليعود المؤشر دون ذلك المستوى». وأكد أن «تخطي قيمة التداولات الخميس الماضي مستوى مليار درهم، يؤشر إلى عودة النشاط،سواء من قبل المؤسسات المالية أو المستثمرين الأفراد، للدخول إلى السوق، أملاً في الاستفادة من المكاسب المتوقعة في الفترة المقبلة». وأشار إلى أن «السيولة التي دخلت السوق اتجهت إلى الأسهم القيادية، لاسيما أسهم الشركات العقارية، وأسهم شركات المقاولات التي يعتقد المستثمرون أنها ستكون أكثر الرابحين من المشروعات المرتبطة ب(إكسبو 2020)». ولفت إلى أن «تلك الأسهم شهدت عمليات مضاربة مكثفة، ومحاولات جني الأرباح، إلا أنها تمكنت في النهاية من التماسك، فأغلق سهم شركة (إعمار العقارية) من دون تغير عند مستوى 6.3 دراهم، في حين ارتفع سهم شركة (أرابتك) بنسبة 0.78% فقط إلى 2.6 درهم». بدوره، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ثنك» للدراسات المالية، فادي الغطيس، إن «المستفيد الأول والأكبر من فوز الإمارات باستضافة (إكسبو 2020) في دبي، هو القطاع العقاري الذي ستوكل إليه مهمة بناء مدن ومشروعات جديدة، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد عموماً، وعلى الأسهم المدرجة في السوق، لاسيما أسهم القطاع العقاري. وأوضح أن «شركات القطاع العقاري في دبي مثل (إعمار)، و(أرابتك)، و(دريك آند سكل) ستحظى بحصة كبرى من المشروعات المنفذة، ولذلك سجل سهم (دبي للاستثمار) ارتفاعات متواصلة منذ بداية العام، ليحتسب الفوز ب(إكسبو) مسبقاً ضمن قيمته السوقية، إذ إن الشركة تمتلك أراضي حول الموقع المقترح لمعرض (إكسبو 2020)».