السبت 30 نوفمبر 2013 01:53 مساءً بقلم / نُهى البدوي كالعادة لازلت كغيري من الامهات والأخوات اللواتي تنتابهن حالة من التشاؤم والغلق بعد كل مره يتحدث فيها الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية منذُ ان صعد للرئاسة بانتخابات 21 فبراير 2012 م - عن الانتصارات والنجاحات التي تحققها اليمن في حروبها على الارهاب في اليمن .. وليس في الامر ما يتعلق بالكراهية او عدم الرضا لحديثه .. بل على العكس فالرجل كل يوم يبرهن للداخل والخارج بإعماله وأفعاله انه صادقاً ووفياً مع شعبة ، ومحارباً للإرهاب بكافة صورة وإشكاله ، ويتجلى ذلك من خلال حرصه على ربط القول بالفعل ، وهذا ما يجعل ردة الفعل الصادره من تنظيم القاعدة او من الاطراف التي تتقاطع مصالحها مع بقاء نشاط التنظيم في اليمن تصدر مباشرة بعد نشر اي تصريح له يتعلق بنجاحاته في الحرب على الارهاب في اليمن. هذه المرة بمجرد ان اكملت قراءتي لحوار صحفي مع فخامته نشر في صحيفة (الشرق الاوسط ) بتاريخ 22 نوفمبر 2013 م العدد (12778) .. حتى اقراء رسالة اخبارية بالجوال تنقل خبر اغتيال البرلماني وعضو الحوار الوطني الدكتور عبد الكريم جدبان ، المقرب من جماعة أنصار الله له والذي اغتيل غدراً مساء نفس اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2013 م ، برصاص مسلحين كالعادة يستغلون دراجة نارية ولاذوا بالفرار ، بعد أدائه صلاة العشاء في جامع الشوكاني في العاصمة صنعاء ، والذي اعتبرته واعتبره كثيرون انه جاء كرد مباشر من تنظيم القاعدة او تلك التيارات التي اصبحت مصالحها تتقاطع ، وتتشابك تكاد ان تكون شبه علني هذه الايام مع اهداف القاعدة ، وأنشطتها وبقائها مسيطرة على الساحة السياسية والإعلامية ووصول تأثيراتها السلبية على مجريات الحوار والتسوية السياسية للازمة في اليمن – وبالنظر الى ملابسات وأدوات هذه الجريمة المدانة والمحرمة شرعاً كما جاء في قوله تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" ( 33 ) الاسراء ، يتتبين انها تحمل نفس بصمات ارتكاب جرائم القاعدة ، مع اختلاف وجهات النظر حول السؤال المطروح من المستفيد من الجريمة ؟ ! التي لاشك انه قد يكون هذه المرة المستفيدون من ارتكاب هذه الجريمة كُثر مع التعقيدات التي تشهدها اللحظات الاخيرة لإنهاء الحوار الوطني ، وحرب دماج وغيرها .. لكن كثير من المؤشرات تؤكد انها جريمة مشتركة بنتائجها التي تصب لصالح القاعدة وبعض التيارات ، وهذا امراً خطير اذا ما صحت هذه التوقعات والاتهامات المتبادلة بين الاحزاب التي وصلت الى اروقة مجلس النواب ، وما شهدته جلساته من اتهامات ومشادات كلامية بين اعضاء ابرز الكتل فيه ، وتُكمن خطورته في انتقال تقاطع الاهداف والمصالح الخفيه بين بعض التيارات والتنظيمات الارهابية ، الى مستوى الشراكة في الاهداف وهذا لاشك انه سيؤثر على صناعة المستقبل ، و سيستفيد في الأخير منه تنظيم (القاعدة) لإعادة لملمة اشلائه ، بعد إن بدأ نشاطه في اليمن بالانحسار مقارنة بعامي 2011 و 2012 م ، كما جاء على لسان هادي في الحوار المشار اليه في صحيفة "الشرق الاوسط " لسعيها الحثيث لمعالجة مكامن ضعفها وما الحقته بها هجمات طائرات بدون طيار التي حققت نجاح في القضاء على اعمدتها باستهداف قياداتها ، لتضع امامها عدد من الاهداف لتحقيقها سعياً منها لاستعادة قوتها بعد فشلها في اقامة اماراتها الاسلامية ، ومن تلك الاهداف استقطاب الشباب والعاطلين عن العمل واستغلال الاوضاع غير المستقره في اليمن ، والحروب والنزاعات ، واستمالة الشباب واستقطابهم ، ودغدغة عواطفهم ، لتحقيق تلك الاهداف ، ولتأكيد ما قاله الرئيس هادي في اكثر من مناسبة وآخرها ما جاء في (الشرق الاوسط ) الذي قال فيه "إن نشاط تنظيم القاعدة في اليمن بدأ في ألانحسار مقارنة بعامي 2011 و 2012 ، بفضل جهود السعودية ، ودول الخليج ، و أن عناصره اختارت الهجرة عن اليمن بعد الحملة الأمنية الشرسة التي شنت ضد قواعده في محافظة أبين ، وأن عناصر التنظيم فضلوا الهجرة إلى دول مثل سوريا ومصر وليبيا والمغرب العربي، حيث تعيش هذه الدول اضطرابات " . وما بيان (القاعدة) الذي تلاه القيادي البارز في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ، حارث بن غازي النظاري ، بصوته على اليوتيوب " و وسائل الإعلام في 12 نوفمبر 2013 م ، الذي اتهم فيه الحوثيين (انصار الله) " بشن حرب إبادة على السلفيين بمنطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن .. وتوعد بنصرة السلفيين وتقديم العون لهم والمدد ، وإن الهجوم على مركز دماج بصعدة ، يدل للقريب والبعيد مدى الإجرام الذي تمارسه جماعة الحوثي باسم آل البيت -رضوان الله عليهم - وآل البيت منه براء " ، وما تضمنه ايضاً من عبارات لدغدغة العواطف " نقول لهم إن جرحكم هو جرحنا وإن مأساتكم هي مأساتنا وإن عدوكم هو عدونا .. فلننس كل خلاف ، فاليوم يوم التناصر والتعاضد والاتفاق و الاتحاد على عدو لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة " - إلا تعزيز لما ذهبت اليه قناعة الكثير منا ، بان القاعدة تسعى لاغتنام الفرص لاستمالة السلفيين ، وكسب ودّهم لمعالجة مكامن الخلل ، والضعف الذي يعاني منه التنظيم من خلال استغلال النزاعات ، والحروب والأوضاع غير المستقره ، واستغلال الصراع السياسي ، والديني للتيارات السياسية ، والدينية لتحقيق غايتها وأهدافها القريبة والبعيدة . ورغم الرفض العلني والمطلق من قبل السلفيين لعروض تنظيم القاعدة "إنهاء الاختلاف ونسيان الماضي ، والحث على الاتحاد والتعاضد ، وتوحيد العدو " فإن استمرار ارتكاب بعض الجرائم التي تحمل بصماتها نفس بصمات جرائم تنظيم (القاعدة ) او تؤكد علاقة ارتكابها بالتيارات الصديقة له والتي كان آخرها جريمة اغتيال الدكتور عبد الكريم جدبان باعتبارهم جميعاً المستفيدين منها ، لا يمكن الاغفال عنه كونه يعد اسلوباً وعملاً ممنهجاً ، يتطلب فضحه بعد ان اصبح مؤشراً عن إصرار التنظيم وعزمه على تحقيق اهدافه وبوسائل اكثر خسة ودناءة ، عبر خلاياها النائمة ، التي بها ومن خلالها يساقون كالبهائم الى مقابر المذله والعار لأنهم يباعون ويشترون في سوق النحاسه بأرخص الاثمان ، كالبضائع المهربه التي لا عنوان ولا هوية لها ، لتحقيق اهدافهم ومآربهم ومقاصدهم التي غايتها ادخال اليمن في دوامة الصراعات الهمجية ، واستدامة حالة اللا أمن ، او اللا استقرار ، وإدخال اليمن في اتون حروب دائمة لا تقوم لها قائمه عن طريق كثرة من الوسائل التخريبية لإثارة الفتن والقلاقل والحروب ، وإدخال المجتمع اليمني بكل شرائحه ، وتياراته السياسية والمؤسسات التشريعية ، وحكومة الوفاق في دوامه الانشغال ، وتبادل الاتهامات فيما بينها ، وعدم الالتفات الى القضية المحورية ، و الاساسية لاتخاذ ما يمكن اتخاذه لسد الثغرات ، ومعالجة بعض القضايا والمشكلات وأبرزها "حرب دماج" التي يوفر استمرارها للتنظيم عدد من العوامل المهمة لعل في مقدمتها ، صرف الانظار عنه وعن انشطته ، وهز الاصطفاف المجتمعي الحكومي لمحاربته ، وتحويله لها الى منابع رئيسية للاستقطاب ورفد صفوفه بقوى ودماء جديدة ، وإبقاء هادي وحيداً يحارب الارهاب في اليمن. [email protected]