كتب - أشرف ممتاز: كشف عددٌ من ضحايا الحوادث المروريّة المروّعة عن تجربتهم الخطرة التي واجهوا فيها الموت، واقتربوا منه بسبب السرعة الجنونيّة وعدم الالتزام بربط حزام الأمان. وأكّدوا لالراية أن السرعة الجنونيّة واستعراضات التحدي جعلتهم يقتربون من الموت، وجعلتهم يخوضون تجربة قاسية استمرّت شهورًا وأحيانًا سنوات يعانون خلالها من الغيبوبة أو العجز الكلي أو الجزئي، فضلاً عن الحالة النفسية السيئة وكوابيس الحادث الذي لم يغب عن أذهانهم. وأشاروا إلى أن تجربتهم تقدّم مثالاً حيًا للشباب لتوعيتهم بمخاطر حوادث الطرق، وآثارها الجسديّة والنفسيّة على الضحايا وذويهم، مُطالبين بضرورة تكثيف حملات التوعية بين أوساط الشباب لحمايتهم من حوادث المرور خاصة خلال موسم الإجازات والتخييم. ورصدت الراية عددًا من القصص المأساويّة لعدد من الشباب أثناء علاجهم بمركز إصابات الحوادث بمستشفى حمد العام ممن تعرّضوا لحوادث مروريّة خطيرة كادوا أن يفقدوا أرواحهم على أثرها. شباب يفقد أجمل سنوات العمر من أكثر الحوادث المروّعة التي استقبلها مركز الإصابات كان حادث انقلاب سيارة نتج عنه 4 شباب منهم شقيقين يبلغ عمرهما ما بين 14-16 عامًا وتراوحت إصاباتهم ما بين كسور في الأطراف والحوض، وأصيب أحدهم بكسور مضاعفة في العمود الفقري قد تؤدّي إلى إصابته بالشلل.. وما زال الأربعة يخضعون للعلاج الطبيعي منذ عدّة أشهر. ويقول أحد ضحايا الحادث: حياتنا توقفت تمامًا بعد هذا الحادث الذي أصابنا بدرجات مختلفة من العجز الجزئي، وستستمر آثار ذلك الحادث المؤلم عدّة سنوات تخطف خلالها أجمل سنوات حياتنا. محمد يعاني من العجز والتشوهات تعرّض محمد الذي كان عائدًا من مدينة الإحساء بالسعودية بعد تخرّجه من الشهادة الثانوية بأيام لحادث مروع، حيث كان يقود سيارته بسرعة جنونيّة فتعرّض لحادث انقلاب تعرّض على اثره لإصابات بالغة الخطورة شملت كسورًا حادّة في الأنف وفقدان إحدى عينيه وتشوّهات في مختلف مناطق الوجه. وخضع محمد لعدد كبير من العمليات الجراحيّة والتجميليّة، ورغم تحسّن حالة المصاب إلا أن وجهه لم يعد بصورته الطبيعيّة مجددًا. ويؤكّد الأطباء المُعالجون أن حالة محمد ستحتاج لإجراء العديد من العمليات الجراحيّة التجميليّة في المستقبل. ضحية الاستعراضات بين الحياة والموت في إحدى غرف المركز يرقد شاب يبلغ من العمر 16 عامًا تعرّض منذ فترة إلى حادث انقلاب من "البانشي" أثناء أدائه لفقرات استعراضية مع عدد من أصدقائه بمنطقة سيلين. فبسبب التهوّر والسرعة انقلبت الدراجة وأصيب بإصابات خطيرة نقل على إثرها بالإسعاف إلى مركز إصابات الحوادث بمستشفى حمد العام وهو يُعاني من إصابة بالغة في الرأس وكسور في الكتف والأطراف وتهتك في الطحال ويرقد حاليًا في غيبوبة شبه كاملة بعد إجراء عدّة عمليات جراحية في انتظار معجزة من المولى عزّ وجل، حيث اعتبر الأطباء أن حالته الصحية خطيرة. ويقول أحد أصدقائه : لا نملك إلا الدعاء له بالشفاء وأن تتحقق المعجزة ويتجاوز تلك المرحلة الحرجة، فقد شاهدت الحادث المروّع الذي تعرّض فيه صديقي للانقلاب بالدراجة، وما زال مشهد الحادث أمام عيني وتُطاردني كوابيس ذلك المشهد الأليم. خليفة نجا من الموت بأعجوبة مريض آخر هو خليفة، شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، أصيب في حادث سير مروري، وتمّ إحضاره إلى مركز إصابات الحوادث بكسور في الحوض والأنف والفم ورضوض في الرئتين، مع نزيف في الكبد. وقد وصف خليفة حالته بأنها كانت حرجة، مؤكدًا أهمية تكثيف حملات التوعية للشباب لحمايتهم من السرعة والتهوّر في القيادة التي قد تؤدّي إلي فقدانهم أرواحهم، وهو يشكر أطباء مؤسسة حمد الطبية الذين أنقذوا حياته. خالد العائد للحياة : جنون السرعة قاتل خالد شاب أصيب في حادث سير مروري، وتمّ إحضاره إلى مركز إصابات الحوادث بكسر في الحوض وعدّة كسور في منطقة الكاحل وكسور وتشوّهات في الوجه، وقد أمضى 20 يومًا بالمستشفى تمّ علاجه خلالها من كسور متعدّدة، كما تمّ إخضاعه لجلسات علاج طبيعي بمستشفى حمد العام عقب خروجه من المستشفى. ويقول خالد : رأيت الموت خلال الحادث، ومرّت كل الاحداث التي مرّت في حياتي كشريط سينما خلال تلك اللحظات العصيبة قبل أن أفقد الوعي، ونجوت من الحادث بفضل العناية الإلهية. وحذّر الشباب من القيادة بطيش وتهوّر، ناصحًا إياهم بالتقيّد بالسرعة القانونيّة والحرص على ربط حزام الأمان. وأعرب عن شكره للفريق الطبي الذي تولى علاجه، مؤكدًا أنه الآن لا يتجاوز حدود السرعة القانونيّة مطلقًا ويحرص دائمًا على ربط حزام الأمان أثناء القيادة.