وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كلمة عبر مجلة «درع الوطن»، بمناسبة اليوم الوطني أكد فيها حرص الدولة قيادة وحكومة وشعباً على الانفتاح الاقتصادي والثقافي والسياحي والإنساني على مختلف ثقافات وشعوب العالم، وبناء جسور التواصل الدائم كي تصل الدولة إلى العالمية في شتى الاتجاهات. المستقبل الذكي قال صاحب السمو نائب رئيس الدولة، في كلمته، إن مشروع الحكومة الذكية الذي اطلقه سموه كقاطرة لبناء المدينة الذكية والدولة الذكية والمجتمع الذكي، مستقبلي بامتياز، وتابع «فتقدم الدول بات رهن قدرتها على استخدام وسائل الاتصال الحديثة في كل جوانب حياتها وأعمالها وأنشطتها، إن هذه الوسائل التي اندمجت في جهاز بحجم كف اليد تكسب يومياً مساحات جديدة في حياة الدول المتقدمة، وتكسب مساحات أكبر في حياة الأجيال الشابة، وهي اليوم أداة معتمدة في ممارسة الأعمال والهوايات وانجاز المعاملات الحكومية والخاصة، ولابد لمن يريد الوجود في هذا المستقبل الذكي السعي للتكيف مع مقتضياته». وقال سموه «تطلعوا يا أبناء وبنات الإمارات إلى المستقبل بثقة وتفاؤل، فالأرض التي نقف عليها صلبة وقوية، وحصاد سنوات العمل والبناء وفير في المجالات كافة، وأبناء شعبنا ينعمون بثمرات التنمية والتطوير ويشاركون في صنعهما، ودولتنا تنعم بمكانة محترمة بين الدول كافة، وفرضت نفسها نموذجاً للإدارة والتصميم على النجاح بين الدول المتقدمة، حيث واصل اقتصادنا ازدهاره واسترد عافيته وسجل أعلى معدلات النمو في المنطقة، وكان أداؤه من بين الأفضل في العالم، وسجلت التجربة الأولى للحكومة في دورة الميزانية الثلاثية للأعوام 2013-2011 نجاحاً كبيراً، وتطابقت مع الدورة الاستراتيجية للفترة نفسها، ما أدى إلى تحسين استخدام الموارد وتطوير الأداء الحكومي ورفع كفاءة تنفيذ الخطط والمشروعات، وقد أصدرنا ميزانية الدورة الثانية للأعوام 2016 - 2013 بزيادة قدرها 15%، وكما في سابقتها خصصت الدورة الجديدة أكثر من نصف النفقات لمشروعات وبرامج المنافع الاجتماعية للمواطنين والتنمية البشرية التي هي المحور الرئيس لسياسات الحكومة». وقال سموه «في هذا العام سجلت دولتنا أكبر تقدم تحرزه دولة خلال سنة واحدة في أهم مقاييس التنافسية العالمية الصادرة عن منظمات الأممالمتحدة والمؤسسات المعنية. مضيفاً «وقد تبوأت دولتنا مراكز متقدمة في مجالات بالغة الأهمية، إذ حلت في المركز الأول في مؤشرات الكفاءة الحكومية والترابط المجتمعي والقيم والسلوكيات، وحلت في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال متقدمة 12 مرتبة عن تصنيف العام الماضي، وحلت في المركز الرابع عالمياً في الأداء الاقتصادي، والثامن عالمياً في الأداء العام وفق التقرير السنوي للبنك الدولي الصادر في الشهر الماضي، وحلت في المركز الأول عربياً وال14 عالمياً في تقرير الأممالمتحدة لمؤشر السعادة والرضا بين الشعوب لعام 2013، وعشية احتفالنا بيومنا الوطني تكللت مؤشرات تقدم دولتنا وشعبنا بالفوز الباهر في استضافة معرض اكسبو 2020، بعد رحلة طويلة وشاقة تواصلت على مدار العامين الماضيين وتنافسنا فيها مع مدن عريقة في دولة متقدمة". وقال سموه «تعلمون يا أبناء وطني أننا لم نشعر يوماً برهبة من التحديات مهما كانت طبيعتها وأياً كانت سرعة حدوثها، فلم نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تحدٍ واجهناه، بل تعاملنا معه كما يجب، مدركين أن مخاطره تكون دائماً مصحوبة بالفرص، وأن واجبنا هو احتواء المخاطر واغتنام الفرص، وأنا واثق بقدرتنا على اغتنام فرص المستقبل واحتواء مخاطره». وتابع «إن المستقبل ملك لجميع البشر، لكن الذين ينالون حصة فيه هم فقط الذين يلبون نداءه ويتقنون لغته ويحرصون على معرفة سياق حركته واتجاهاته، المستقبل لا يعرف الانتظار ولا التأجيل ولا التراخي، من لا يتقدم إليه ويسعى في عوالمه ويبادر ويبدع سيندب حظه يوماً ويكابد الحسرة والخيبة والتخلف، قرارنا في الإمارات بل خيارنا الوحيد كان وسيظل أن نضع المستقبل في قلب خططنا، وأن نصنعه بأيدينا، وأن نفرض أنفسنا شركاء لصناع المستقبل في عالمنا». واكد سموه المضي في تطوير الخدمات الصحية من حيث الجودة والانتشار. وقال «نريد أن تصل أفضل الخدمات بسهولة ويسر إلى كل مواطن ومواطنة، ونريد أن نصل بمرافقنا الصحية إلى أفضل المستويات العالمية، وعلى الرغم من التقدم الملموس في تنفيذ خطط توفير المساكن للمواطنين، فإن طموحنا أكبر مما تحقق بكثير، وبفضل برنامج الشيخ زايد للإسكان، ومبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، وبرامج الإسكان المحلية سنحقق هذا الطموح بأن تلبى طلبات المستحقين في أقصر وقت ممكن، وأن يحصل المستحق على مسكنه خلال فترة لا تزيد على ثلاث سنوات من تاريخ استحقاق الطلب». وأضاف سموه «نحن نتابع التطورات في إقليمنا وعالمنا ونقوم بما نقدر عليه لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وندعم حق الشعوب في تقرير مستقبلها ونساعد الدول الشقيقة على مواجهة أعباء التنمية، وفي متابعتنا لهذه التطورات نتحسب لأسوأ الاحتمالات ونعد العدة لمواجهتها، معتمدين على قدرتنا الذاتية وثوابتنا السياسية وتلاحمنا الوطني والتفاف شعبنا حول قيادته ورؤاها وسياساتها، وحرص كل مواطن على أمن الوطن وسلامته ومكتسباته».