اسفرت مواجهات عن اصابة مئة شخص على الاقل في كييف الاحد على هامش تظاهرة مؤيدة لاوروبا شارك فيها اكثر من مئة الف شخص ودعا قادتها الى الصمود حتى استقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. كييف (ا ف ب) الى ذلك، دخل متظاهرون مقر بلدية كييف واحتلوه وفق مراسلة فرانس برس، الامر الذي اكدته ايضا شرطة كييف. واسفرت مواجهات في الحي الحكومي القريب من ساحة الاستقلال حيث نظمت تظاهرة المعارضة، عن نحو مئة جريح في صفوف عناصر الشرطة، وفق ما افادت متحدثة باسم الشرطة فرانس برس. ووقعت هذه المواجهات خصوصا امام مقر الادارة الرئاسية الذي تحرسه القوات الخاصة وحاول مئات من الشبان الملثمين اقتحامه. واستخدمت القوات الخاصة مرارا القنابل الصوتية والغاز ضد هؤلاء المهاجمين الذين استعانوا بجرافة. واصيب مصوران لفرانس برس بجروح طفيفة خلال الحوادث. وخلال عملية لقوات الامن، اصيب ايضا مصور محلي يعمل لحساب قناة يورونيوز في راسه، وفق صحافي لفرانس برس في المكان. ونفى قادة المعارضة اي صلة لهم بهذه الحوادث وتحدثوا عن "استفزاز". وقال ارسيني ياتسينيوك القريب من رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشنكو "ليس للمعارضة اي صلة بما حصل امام الادارة الرئاسية". واكد قيادي معارض اخر هو بيوتر بوروشنكو ان هذه الحوادث تسبب بها "500 شخص مدربين ومجهزين جاءت بهم السلطة لتشويه تحركنا السلمي". وفي ساحة الاستقلال، جرت تظاهرة المعارضة من دون حوادث. وقال اوليغ تياغنيكوك امام الحشد الذي لوح بالاعلام الاوكرانية وبعض الاعلام الاوروبية "سنبقى هنا، سننصب خيما. اعتبارا من اليوم يبدأ الاضراب العام. الثورة بدات في اوكرانيا". ولفتت المعارضة الى مشاركة مئات الالاف في التظاهرة. وهتف المتظاهرون "ثورة" و"كييف انهضي" و"اوكرانيا هي اوروبا". واكد تياغنيكوك ان المعارضة ستحتل هذه الساحة حتى تنحي السلطة الحالية. وهتف قيادي معارض اخر هو فيتالي كليتشكو "على الحكومة والرئيس ان يستقيلا". من جهته، قال ارسيني ياتسينيوك "لقد اراق يانوكوفيتش دماء ابنائنا، عليه ان يتحمل المسؤولية"، في اشارة الى تفريق المتظاهرين بعنف صباح السبت ما اسفر عن ثلاثين جريحا. وكان يانوكوفيتش الاحد في مقره في ضاحية كييف حيث عقد اجتماعا طارئا مع وزير الداخلية فيتالي زاخارتشنكو ورئيس بلدية كييف الكسندر بوبوف والامين العام لمجلس الامن الاوكراني اندري كليويف، وفق ما قالت مصادر حكومية لوكالة ايتار تاس الروسية. واضافت هذه المصادر ان حالة الطوارىء يمكن ان تعلن الاثنين في اوكرانيا. من جانبه، اكد المتحدث باسم رئيس الوزراء فيتالي لوكياننكو ان الوضع "تحت السيطرة". وكانت السلطات حظرت مساء السبت، وحتى السابع من كانون الثاني/يناير، اي تظاهرة قرب المباني الحكومية وخصوصا في ساحة الاستقلال. لكن المتظاهرين تجاوزوا هذا المنع. وفي رسالة تلتها السبت ابنتها افغينيا، دعت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو المسجونة والتي سبق ان طالب الاتحاد الاوروبي بالافراج عنها، الى "الاطاحة" بالسلطة الحالية عبر التظاهر. والمعارضة التي تتهم الرئيس بتجاهل الاتحاد الاوروبي، كانت حشدت عشرات الاف الاشخاص في كييف قبل اسبوع. ورفض يانوكوفيتش الجمعة خلال قمة في فيلنيوس توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي كان يعد له منذ اشهر، ما دفع المعارضين الى اتهامه باعادة البلاد الى الحظيرة الروسية. وكرر الرئيس الاوكراني عزمه على مواصلة التقارب مع الاتحاد الاوروبي في انتظار تجاوز الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به اوكرانيا. لكن رئيس الوزراء ميكولا ازاروف اعلن الاحد ان الرئيس الذي سيزور الصين الاسبوع المقبل، سيتوجه بعدها الى روسيا لتوقيع "خارطة طريق للتعاون". واعرب القادة الاوروبيون الجمعة خلال قمة فيلنيوس عن استيائهم من موقف موسكو التي استخدمت كامل نفوذها لمنع توقيع اتفاق الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي. /2819/