من منا لا يعرف الدكتور عبد الله فهد النفيسي الذي إستمر و طيلة أكثر من أربعة عقود مالئا للدنيا و شاغلا للناس في الكويت و الخليج العربي ، وبرز وهو الرجل الأكاديمي القح الذي أفنى عصارة عمره و جهده في البحث و الدرس و التنظير كرمز فكري شاخص من الرموز الفكرية البارزة في الخليج العربي بآرائه المثيرة للجدل و التي قد نتفق أو نختلف مع بعضها و لكننا في النهاية لا نملك إلا إحترامها ، في سبعينيات القرن الماضي كان الدكتور النفيسي يقدم برنامجا شهيرا في تلفزيون دولة الكويت إسمه ( المائدة المستديرة ) و كان ذلك البرنامج الحواري جديدا و غريبا على أعراف الإعلام الرسمي المحافظ و المتخلف في المنطقة العربية في وقت كان الإعلام الكويتي يشهد نهضة حضارية و تطورية راقية قبل أن ينكفأ كما أنكفأت أشياء و معادلات كثيرة جدا ، في عام 1978 أصدر النفيسي كتابه المثير للجدل ( الكويت.. الرأي الآخر ) !! وبرزت معه تحولات فكرية كبيرة عاشها الرجل بعد أن إبتعد عن الإعلام الرسمي و أتخذ منحى فكري مغاير بالمرة ، وخلال العقود الأخيرة و بعد تبلور المشروع العدواني الإيراني بصيغته العدوانية و الإنقلابية التي تستهدف عروبة و سيادة المنطقة و أنظمتها السياسية و الإجتماعية و تبلور المد الصفوي العارم عبر الجماعات و الأحزاب و الشخصيات و اللوبيات الصفوية التي ظهرت في الكويت و الخليج العربي خصوصا بعد الإحتلال الأمريكي/ الإيراني للعراق عام 2003، كان للرجل صوته العارم و الهادر في التحذير من تلكم الإتجاهات و في التنبيه لمخاطرها ، و في فضح مخططاتها و كشفها للعالمين بأسلوب حضاري و راقي مستند للبحث و المعرفة و بأدوات أكاديمية محضة ووفق منطق عقلاني واضح و معروف و يشخص بدقة ووفقا لتجارب ميدانية كا أسباب و أشكال و عوامل الأختراق الصفوي لمجتمعات الكويت و الحليج و الجزيرة العربية وشخص الحالة في البحرين و الإمارات و الكويت و اليمن و العراق و السعودية وحتى مصر تشخيصا واقعيا لمعالج حضاري شاخص ، ولكن للأسف تحالفت على الرجل تلك اللوبيات الصفوية الضخمة التي تصدت له و لمشروعه التنويري و التوضيحي و نجحت في تلفيق و إلصاق تهم جزافية و بعيدة كل البعد عن ذهن و فكر و تحركات و أسلوب د. النفيسي وهي تهمة إزدراء طائفة معينة و المساهمة في فتنة طائفية كريهة و التعدي على الوحدة الوطنية في دولة الكويت!! و تحليلات الرجل لا تشمل الكويت فقط بل عموم الشرق العربي و الخليج العربي على وجه الخصوص ؟. د. النفيسي منذ أوائل أيام إنطلاقته الأكاديمية لم يكن مشروع فتنة بل مشروع أبحاث إجتماعية و سياسية معمقة لشؤون و شجون المنطقة و كان كتابه الأول وهو رسالة دكتوراه من بريطانيا بعنوان ( دور الشيعة في تطور العراق السياسي ) في عام 1968 في وقت لم تتبلور فيه بعد خريطة المنطقة السياسية بشكل واضح و لم تستول إيران الشاه بعد وقتذاك على الجزر الخليجية في رأس الخليج العربي و لم تتحدد أشياء كثيرة بعد وقد أعلن النفيسي أكثر من مرة عن تقديره و إحترامه لمراجع الشيعة وخصوصا المرحوم السيد عبد المحسن الحكيم رحمه الله لدوره الكبير في تسهيل مهمته البحثية و التي جاءت كدراسة علمية متميزة في وقت خلت فيه المكتبة العربية من تلكم الأبحاث الأكاديمية الرصينة ، فالنفيسي لم يكن يوما من دعاة الفتنة أو الخائضين في أوحالها وهو بالتالي لا لايمتلك مشروع تفتيتي للمجتمعات ، ولم يدع لإسقاط ألأنظمة أو مساندة الفاشيين كما يفعل بعض رموز التيار الصفوي / السوري في الكويت و الجميع يعرفهم بالإسم و الهوية!! كل ما يفعله النفيسي هو التوضيح و الإفهام لمن لا يفهم لتجليات و مخاطر مشروع صفوي إرهابي تدميري يتناغم مع المشروع الصهيوني و لا علاقة للشيعة و التشيع العلوي به من قريب أو بعيد!! ، كما أن كل المعلومات و الآراء التي ذكرها النفيسي متوفرة في الصحف و الدوريات و صفحات الإنترنت و عوالم صفحات التواصل الإجتماعي ! ، و كل مايثار من طروحات و إتهامات جزافية ضد عبد الله النفيسي ليست سوى هراء محض و مطلق لاعلاقة له بفكر الرجل و توجهاته الوطنية و الإسلامية التي لايخالطنا حولها أي شك ، ما يحصل اليوم هو هجمة ظلامية صفوية حاقدة و متفاعلة و نشيطة و موجهة من رؤوس أموال قوية مصدرها الحرس الثوري الإيراني كما تعلمون ، وعبد الله النفيسي ليس مقصودا بشخصه فقط بل بتوجهاته و بالتيار التنويري الذي يمثله لقمع الأحرار و إتاحة المجال لرموز الصفوية الصهيونية و لوكلائها في التمدد و الهيمنة و من ثم القفز على السلطة في دول الخليج العربي ، الهدف النهائي لكل مايدور هو تقريب يوم إستعراض الحرس الثوري الإرهابي في شوارع الخليج العربي!! وهو الهدف المركزي الذي يقاتل من أجله الصفويون كما فعل الصهاينة تماما بعد مؤتمر بازل الصهيوني الشهير عام 1898 و تمكنوا بعد نصف قرن من تأسيس ( إسرائيل )!... اليوم يكرر التاريخ نفسه بصورة مأساوية في الخليج العربي... فتنبهوا و أستفيقوا أيها العرب قبل أن يكون حالكم كحال عرب الأحواز المحتلة... الحرية للدكتور عبد الله النفيسي و العار كل العار لعملاء الصفيونية من الذين نعرف و تعرفون.