بيروت (وكالات) - تواصلت الاشتباكات أمس لليوم الثالث على التوالي بين منطقتي باب التبانة السنية المعارضة للنظام السوري وجبل محسن العلوية المؤيدة في طرابلس شمال لبنان، حيث أكد مصدر أمني سقوط قتيل وعدد من الجرحى بينهم 12 جنديا من الجيش الذي يعمل على ضبط الوضع، لترتفع حصيلة الضحايا منذ السبت الى 11 قتيلا و92 جريحا. وقالت الحكومة اللبنانية أمس إنها أعطت الجيش المسؤولية الكاملة عن الأمن لمدة ستة أشهر في مدينة طرابلس. وقال نجيب ميقاتي القائم بأعمال رئيس الوزراء لتلفزيون ال.بي.سي اللبناني بعد اجتماع امني في بعبدا "اتفقنا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على تكليف الجيش الإمرة العسكرية لمدة ستة أشهر وجعل طرابلس تحت إشراف الجيش كاملة". وأقفلت معظم المدارس والجامعات والمؤسسات التجارية في طرابلس، حيث تواصلت أعمال القنص على الطريق الدولي السريع وخطوط التماس. في وقت أمر المدعي العام العسكري اللبناني، القاضي صقر صقر بتوقيف 8 أشخاص لتورطهم بالقتال الدائر في طرابلس. وقالت مصادر قضائية، إن صقر، طلب الى جانب توقيف الاشخاص ال 8، التحري عن هوية نحو 60 آخرين ممن يشاركون بالقتال منذ السبت الماضي لاتخاذ الإجراء القانوني بحقهم. من جهة أخرى، أقدم أفراد عائلة في شرق لبنان على احراق خيم لاجئين سوريين في بلدتهم وارغموهم على مغادرتها بعد تفكيك ما تبقى من المخيم، وذلك على خلفية ادعاء بتعرض احد افراد العائلة لاعتداء جنسي قام به سوريون. بينما قال طبيب شرعي كشف على الشاب ان لا أثر لتعرضه لاغتصاب أو لعنف. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" "ان خيم اللاجئين في بلدة قصرنبا، والبالغ عددها اكثر من مئة خيمة تأوي حوالى 400 لاجئ على الأقل، ازيلت بشكل كامل من قطعة الارض حيث كانت منصوبة، بعدما نظم سكان البلدة منذ امس الاول احتجاجات لارغام قاطنيها على المغادرة، تخللها اضرام النار في حوالى 15 خيمة. وهاجم عدد من سكان البلدة المخيم على اثر انتشار اتهام مفاده ان سوريين من قاطني المخيم قاموا بالتعدي جنسيا على شاب معوق من آل الديراني، يبلغ من العمر 29 عاما. وقال احمد عبد المحمود احد سكان المخيم "ان آل الديراني أحرقوا الخيم، ولم يسمحوا لآليات الاطفاء بالوصول لاخماد الحرائق". واضاف "مساء امس تعدوا علينا وضربونا، وسرقوا لنا حاجياتنا واغراضنا.. اتهمونا بالتعدي على الشاب، علما ان الجيش داهم الخيم واوقف نحو 30 شخصا، قبل ان يفرج عنهم جميعا لعدم ثبوت تورطهم". ونفى طبيب شرعي وجود اي اثبات على تعرض الشاب لاعتداء. الا ان اقارب الشاب اصروا على حصول الاعتداء. فيما قال احد سكان البلدة رافضا ذكر اسمه "ان الاعتداء على الشاب ملفق، وان اسباب القضية تعود الى رغبة أصحاب الارض التي أقيم عليها المخيم، وهم من آل الديراني، باستعادتها، ولم يجدوا طريقة أخرى لطرد اللاجئين".