فبخلاف ما يعتقده كثير من الناخبين الأمريكيين بأنهم يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة فإن كلمة الحسم ترجع للمجمع الانتخابي الذي يتكون من835 مندوبا. وحينما سيتوجه الناخب الأمريكي في الرابع من نوفمبر المقبل إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية, فإنه عمليا لا يختار رئيسه مباشرة, بل يمنح صوته إلي أحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها, وذلك لأن انظام انتخابات الرئاسة الأمريكية يعتمد علي ما يسمي المجمع الانتخابي. ومن أجل الدخول في البيت الأبيض يحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلي072 صوتا, أي النصف زائد واحد علي الأقل من مجمل أصوات أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم835 مندوبا, أي ما يعادل عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. ولكل ولاية أمريكية عداد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس الأمريكي. وتجدر الاشارة هنا إلي أن ولاية كاليفورنيا بصفتها أكبر الولاياتالأمريكية من حيث عددالسكان لها55 صوتا في المجمع, في حين يبلغ عدد أصوات فلوريدا مثلا72 صوتا, بينما تملك ولاية كارولينا الشمالية ثلاثة أصوات فقط. وفي المقابل, لاتحتسب أصوات الناخبين المقيمين في العاصمة الأمريكيةواشنطن رغم أن سكانها من دافعي الضرائب مثل باقي المواطنين الأمريكيين, وتقرر ذلك في عهد الآباء الأوائل في أمريكا. ربما كانوا يعتقدون أن العاصمة واشنطن سوف تكون مجرد مقر للحكومة الأمريكية, وأجهزتها فيما يدلي كل المواطنين بأصواتهم في الولايات التي ينحدرون منها, وباءت حتي الآن كل المحاولات بالفشل لسن قانون يمنح العاصمة واشنطن صوتا داخل المجمع الانتخابي.