ليس غريباً أو مستهجناً أن تعلن قناة «العربية» أنها تسعى للوصول إلى شريحة أكبر من المشاهدين والقراء لموقعها الالكتروني في وقت نعيش فيه منافسة إعلامية شرسة للغاية. ومع اقترابها من استكمال العام ال10 من عمرها، ها هي «العربية» تعلن عن إطلاق خدمة جديدة على موقعها الإلكتروني بالغة الإنجليزية، تحت اسم «البث المترجم»، وتتضمن نشرات وبرامج إخبارية وتقارير مترجمة من العربية إلى الانجليزية، موجهة إلى جمهورها ومتابعيها في الولاياتالمتحدة وبريطانيا خصوصاً وبقية الدول الغربية بشكل عام. وتعتزم «العربية» تنظيم منتدى حواري للبحث في هذا الأمر، وكيفية تطوير خدماتها وسياساتها لاجتذاب المزيد من القراء والمشاهدين في دبي، تشارك فيه العديد من الشخصيات الإعلامية البارزة من الدول العربية وبريطانيا والولاياتالمتحدة ودول غربية. ويقول رئيس تحرير الموقع الإنجليزي ل«العربية» فيصل عباس «نتطلع إلى تقديم خدمات مبتكرة ومتميزة من خلال تزويد القارئ والمشاهد بجرعة إخبارية كبيرة جديدة تتسم بالعمق بشأن أحداث المنطقة». ويضيف أن استراتيجية الموقع تتمحور في منح بعد أعمق لفهم قضايا المنطقة، بالتوجه إلى المتحدثين بالإنجليزية حول العالم، من خلال فريق تحرير متمكن يتم من خلال جهوده استكمال ما تبثه شاشة العربية لتعزيز ترجمة شعارها «أن تعرف أكثر» إلى واقع ملموس. ولا يخفى على أحد أن «العربية» واجهت فور ظهورها قبل 10 سنوات سيلاً من الانتقادات اللاذعة التي شككت في إحساسها القومي العربي من خلال إصرارها على نهج معين، واستخدام ألفاظ ومفردات وعبارات في توصيف حالات أو تسمية أوضاع ليس حولها أي جدل أو خلاف، بل إن الامر لم يتوقف عند الانتقاد لدى البعض، وإنما ذهب إلى حد التهجم على القناة وسياستها واتهامها بأنها تغرد خارج سرب الاعلام العربي. لكن إصرار المسؤولين على تطوير إمكانات القناة، والتوسع في التغطية الاخبارية للاحداث إقليمياً وعالمياً، ساعدها في التعويض ومواصلة التقدم حتى احتلت مركزاً متقدماً في قائمة الفضائيات العربية. ويراهن القائمون على القناة وموقعها «العربية نت» على أمور عدة، منها استمرار سياساتهم الطموحة والمحتوى الجيد، انطلاقاً من القناعة بان المضمون الجيد يجد لنفسه سوقاً، لاسيما مع زيادة الاهتمام العالمي بما يجري في العالم العربي خلال السنوات الاخيرة.