أبوظبي- منّي بونعامه: نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول في مقره في المسرح الوطني أمسية احتفائية بالذكرى الثانية والأربعين لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، شارك فيها كوكبة من الشعراء والمثقفين الإماراتيين والعرب المقيمين وهم: حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحمد المزروعي، رئيس الهيئة الإدارية في فرع أبوظبي، الشاعر أحمد العامري، الشاعر جعبل الخضر، الكاتب تاج الدين عبدالحق رئيس تحرير موقع إرم الإلكتروني، سامح كعوش، خالد بن ققة، حنفي جايل، وأدار الأمسية الشاعر سالم بوجمهور . استهل سالم بو جمهور بتقديم أسمى التهاني والتبريكات باسم اتحاد الكتاب وأدباء الإمارات ومثقفيها إلى الإمارات قيادةً وشعباً بهذه المناسبة المجيدة والذكرى العزيزة لقيام الدولة، متمنياً من الله أن يصبغ نعمة الأمن والأمان والسلام ويديمها على الإمارات الحبيبة، وأن يعيد الذكرى وهي ترفل في ثوب العز والكرامة والتقدم والازدهار . أنشد الشاعر حبيب الصايغ قصيدته: يا دولة فرعها والنجم متصل، التي جال فيها في عمق الإمارات التاريخي محتفياً برموزها الأباة، حيث قال في مطلعها: يا دولة فرعها والنجم متصل أتعبتها فمشت في ركبك الدول وامتد ظلك نحو الشمس في أمل من بعده أمل من بعده أمل هيهات هيهات فالأيام مقبلة عليك يا قِبلة الإقبال والقُبَل إلى أن يقول: تلك الإمارات معنى لا يحدّده مبنى ولو بذل الوصّاف ما بذلوا تلك الإمارات معنى لا يحيط به وصف الذين أجابو قط أو سألوا تلك الإمارات معنى لا يفسّره معنى، فكاد، ولكن أعيت الحيّلُ وتوقف الصايغ عند باني الدولة ومؤسس أمجادها ومفخرة اتحادها المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقال: فالمجد من زايد فالحب خالصة أسماؤه فسماوات وتبتهل فزايد واتحاد البيت في وطن حر وفي فأله الأفلاك تنتقل لا حظ إلا لديه فهو ممسكه كما يشاء فلا حدّ ولا أجل وفي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله يقول الصايغ: إلا خليفة والأيام يأمرها فتستجيب ويدعوها فتمتثل فعل الكرام على قول الكرام على فعل الكرام على القول الذي فعلوا على هوىً وهوايات وأفئدة مزهوة والدم المغرور يشتعل على وفاء على وعي على لغة مهموسة وجناحاها هما الغزل ويقول في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: على محمدها المكتوم ما كتموا أفضاله أمم الدنيا ولا جهلوا عشرون عشرون أو سبعون أو مئة تلك المعالي ومرمى قوسه زحل وأنشد الشاعر محمد نور الدين قصيدة من الشعر النبطي بعنوان: "نحنا خليفة" يقول فيها: سر يا خليفة كيف دربك تمهد تلقى على شرع الوفا نمشي خطاك ناوي على كل القصيد اتمرد وانحت صخور المدح في جاه معناك وش في المعاني فيك ونت تفرّد بيني وبين المجد هيبة محياك انت الوطن يا عهد شعب تجدّد ونحنا خليفة كثر ما نجيب طرواك وقرأ الشاعر أحمد العامري قصيدته (بلاد الأبطال) ويقول فيها: هذي بلاد الخير وبلاد لبطال دار الكرام والأوفياء النجابه كرامة الضيفان . . معلين لدلال واللي لفانا يا هلا ومرحبا به فينا ولا لبلادنا يوزن جبال ومن مس دولتنا سعى في خرابه وقرأ الشاعر جعبل الخضر قصيدة من الشعر النبطي بعنوان "دار التسامح" دار التسامح والتعايش والسلام اللي يزيد عندي وعند الكل هيبتها وكبر جلالها في أمن واستقرار في ظل العقيد ابن العقيد وابن الزعيم اللي عليه نفوسنا يرثالها النادر المرحوم والمعدوم في عصره أكيد والزايد الزايد على كل الملا باكمالها وتغنى الشاعر سامح كعوش بعلم الإمارات وحكامها متوقفاً عند تأسيس الاتحاد وبناء الدولة حيث يقول في مطلع قصيدته "علم الإمارات": تروم الروح ريحاناً وكادي وتبدو البيد أرواحاً تنادي لسبعتهم وقوفاً في تعالٍ لينغرسوا فؤاداً في الفؤاد لسبعتهم بدوراً في سماء ذرى مجدٍ وأسياد العباد الكتاب والأدباء العرب المشاركون في الأمسية أدلوا بدلو في هذه المناسبة السعيدة، محتفين ببناء الاتحاد وسيرة الأمجاد التي أحياها وأرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدمّ الكاتب تاج الدين عبد الحق ورقة تحدّث فيها عن السياق العام للاتحاد والظروف التي اكتنفت تكوّنه نشأته . وقال: "كان مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وهو يقود بدأب، وصبر مسيرة بلاده، يراهن على الزمن في مواجهة من يحاول تصيد الأخطاء، وعرقلة الخطى . كان يرى أن ثبات التجربة واستمرارها يرتبط بمدى استشعار المواطن لثمار الاتحاد، ومدى الفائدة التي يجنيها"، مؤكداً أن "أكبر عوامل نجاح التجربة الاتحادية أنها لم تكن تعبيراً عن طموحات زعامة، كحال التجارب الوحدوية العربية التي انطفأت قبل أن تولد، أو كحال التجارب التي لم تصمد إلا بحد السيف وقوة القهر" . وقال الكاتب خالد بن ققة "ينتابني أحياناً الكثير من المخاوف والهواجس المتعلقة بقلق الهوية إجمالاً وإِشْكَال الانتماء، في ظل تراجع الدولة القطرية ومصير الهوية العربية وهمومها المعاصرة، وإذا ما تجاوزت هذه الهموم الشخصية ونظرت إلى الحياة بوردية فإنني أقول إن اتحاد الإمارات رحمة للعرب جميعاً، وتعويض عن النقص والعجز والقصور الذي نعاني منه، لذلك كلما سافرت إلى دول مجاورة خالجتني رغبة جامحة في العودة إلى الدولة والحنين إليها" . وقال الكاتب حنفي جايل إن قيام الدولة تأسس على مقومات أساسية في أي بناء ينشد الاستمرار والاستقرار والراحة، ومن أهمها الإرادة السياسية والعزيمة القوية التي أخرجت الاتحاد من حلم خامر البناة الأوائل إلى حقيقة وواقع، والثقة الشديدة التي انبنت وتأسست وترسخت بين القيادة والشعب، والعدالة وسيادة القانون، والمساواة بين الجميع، ثم الحكمة التي تجعل من هذا البناء المهيب والصرح الشامخ قدوة يحتذى بها، ونهجاً قويماً في البناء والتطور . وقال حبيب الصايغ إن التجربة الوحدوية الإماراتية تجربة مفعمة بالتنوّع والانفتاح والتعايش، وتجمع العديد من الجنسيات على أرضها، وعلى الرغم من أن هذا البعد يمثّل عنصر ثراء وتنوع في التجربة الإماراتية إلا أنه مع ذلك يطرح إشكالاً حول مستقبل التركيبة السكانية للإمارات . ونادى الصايغ بضرورة تنظيم ندوة تناقش هذا الموضوع الحساس بما ينطوي عليه من محاور ثرية ومهمة، وتخرج بتوصيات من شأنها أن تعمل على تقريب وجهات النظر وتبديد المخاوف، والاحتفال بهذا المناسبة المهيبة والاحتفاء بها لا يمنع من التفكير في مثل هذه الهواجس، بل هو مكمل لها ومتناغم مع سياقها .