تحبس منتخبات 32 بلدا عالميا أنفاسها، قبل إعلان القرعة التي ينتظرها كل عشاق الساحرة المستديرة، يوم غد الجمعة، في منتجع كوستا دي سويبو بمدينة باهيا البرازيلية. وتبقى التوقعات مفتوحة على مصراعيها قبل سحب المنتخبات، خصوصا أن منتخبات من العيار الثقيل تفرقت بشكل أولي، على المستويات الأربعة، التي سيتم السحب على أساسها في اليوم المنتظر لكل منتخب، للتعرف إلى خصومه في النهائيات العالمية. وعلى الرغم من أن التوزيع تم على أساس مراتب المنتخبات في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم مع مراعاة عدم تواجد منتخبين من قارتي افريقيا واسيا ضمن مجموعة واحدة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أن يتم وضع البرازيل صاحبة المركز ال11 في المستوى الأول، لأنها البلد المضيف. وبالعودة إلى معظم مجموعات كؤوس العالم الماضية، يتبين أن «فيفا» عادة، ولأسباب اقتصادية كروية خاصة بدور الحضور الجماهيري في إنجاح البطولة، يفضل وقوع البلد المضيف في مجموعة تؤمن له المرور دون صعوبة كبيرة إلى الدور الثاني، خصوصا في حال كان المنتخب له تاريخ كبير في كرة القدم، كما كانت الحال حينما وجدت فرنسا نفسها في مجموعة تضم السعودية والدنمارك وجنوب إفريقيا في نهائيات 1998، وكذلك ألمانيا حينما لعبت مع كوستاريكا والإكوادور وبولندا. ومن المتوقع بشكل كبير أن تجنب القرعة البرازيل منتخبات الوزن الثقيل، لكن الاحتمال لايزال مفتوحا، وهو الأمر الذي يشغل بال البرازيليين، منذ انتهاء ركب المتأهلين للعرس الأكبر لكرة القدم في العالم. ويخشى البرازيليون أن يلتقوا منتخبات عنيدة من بقية المستويات الثلاثة الأخرى، خصوصا مع وجود فرنسا وهولندا وإنجلترا والبرتغال في المستوى الرابع، وتشيلي وفرنسا والإكوادور وغانا في المستوى الثاني، في حين تبقى منتخبات المستوى الثالث الأقل من حيث القوة مقارنة بالمستويات الأخرى. يذكر أن التوزيع الرسمي للمستويات الأربعة في قرعة المونديال، لن يتم بشكل رسمي إلا غدا خلال سحب القرعة كما أعلن عن ذلك أمين عام "فيفا" جيروم فالكه أول من أمس، لكن بشكل عام لن يختلف عن المتوقع الذي تم نشره في كل وسائل الإعلام. ويقول البرازيليون إنه من المتوقع أن يسقطوا في مجموعة حديدية أو مجموعة الموت، كما يحب الكثيرون تسميتها. ولا يحبذ البرازيل اللعب إلى جوار منتخب مثل فرنسا، الذي لا يملك معه تاريخا جيدا، حيث سبق أن أطاحه من كأس العالم 1986 بالمكسيك، كما فاز على راقصي السامبا في نهائي مونديال 1998 بفرنسا بثلاثية قاسية، والمنتخب الهولندي الذي أخرج الفريق البرازيلي من دور الثمانية لمونديال 2010، والمنتخب المكسيكي الذي تغلب عليه في نهائي مسابقة كرة القدم بأولمبياد لندن 2012، ليتوج بالميدالية الذهبية. وقد توقع القرعة المنتخب البرازيلي أيضا في مجموعة واحدة مع المنتخب الإيطالي، الفائز بلقب المونديال أربع مرات سابقة، أو المنتخب الإنجليزي الذي يمثل خطرا أيضا على منتخبات أخرى من أميركا الجنوبية، مثل الأرجنتين وأوروغواي، ومن أوروبا مثل ألمانيا وإسبانيا. وأشار موقع «غلوبوسبورتي» البرازيلي الرياضي على الانترنت، إلى أنه لا يمكن أيضا استبعاد تفضيل القرعة للمنتخب المضيف، وهو ما قد يضعه في مجموعة واحدة مع منتخبات مثل هندوراس أو غانا، أو المنتخب البوسني الوجه الجديد في المونديال. ويتزامن القلق من معايير القرعة، وما يمكن أن تسفر عنه مع ظهور شبح الماضي، الذي يتعلق بمنتخب أوروغواي، والخوف من الوقوع معه في الأدوار الفاصلة، حيث تأكد عدم وقوعه مع المنتخب البرازيلي في الدور الأول، نظرا لاحتلاله المركز السادس في التصنيف العالمي، ووضعه على رأس إحدى المجموعات مثل المنتخب البرازيلي. ولايزال الجميع في البرازيل يتذكرون كارثة «ماراكانازو»، كما يطلقون عليها، والمتعلقة بفوز منتخب أوروغواي 2/1، على نظيره البرازيلي في المباراة الختامية لمونديال 1950، ليتوج بلقب المونديال للمرة الثانية في تاريخه، بينما كان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط في هذه المباراة، ليتوج بلقبه العالمي الأول. ويترقب الجميع حفل سحب القرعة غدا الذي سيشد أنظار العالم.