الحياة والإنسانية ليسوا كلمتين، انما هما حياتان متكاملتان، من السهل أن تعرف وتتعرف على نفسك وعلى من حولك إذا كانوا جميعا على قيد الحياة أم لا ... جميعهم أحياء أم أموات، جميعهم أصحاء أم مرضى، ولكن هل هم بالفعل على قيد الحياة وإحياء وأصحاء ؟ سؤال قد يبدو غامضا من وجهة نظرك لأنك لم تشغل نفسك به طوال حياتك، سؤال قد يبدو فنيا وذات دلالة سينمائية من وجهة نظر المتابعين، لأنهم لم يسألوا نفسهم عن أي سيناريو أتحدث، أنا يا سادة أحدثكم عن الإنسانية، أحدثكم عن الرحمة، أحدثكم عن الرأفة، أحدثكم عن العفو، أحدثكم عن معنى كلمة إنسان، اننا في زماننا هذا نحتاج الى صدق مع الأنفس، شغلتنا الدنيا وابهرتنا بشتى الطرق بمصابيح العلم والفن والثقافة والرياضة والقراءة والكتابة في كل ما هو جديد، وتناسينا كل ما هو مفيد، لا انكر أنني كنت اول من انشغل وانبهر، ولا انكر أنني ما زلت مبهورا، ولكنني أخطا أحيانا وأصيب دوما عند معرفتي بالخطأ، أن تخليك عن كونك إنسانا لك قيم ومشاعر وأحاسيس ولك قلب ينبض بالرحمة والعفو، لهو شعور قاتم السواد، لن يكون هناك حياة بلا رحمة، فارحم من استطعت، ولن تكون هناك حياة بلا حب، فأحب من استطعت، ولن تكون هناك حياة بلا صدق، فاصدق مع من استطعت، ولن تكون هناك حياة بلا خلق، فتخلق حسن الخلق مع من استطعت، فكل هذا بين يدك الآن، تحت امرتِك، جاهزا وواقفا ينتظر إشارتك للتنفيذ، فلماذا تتردد، أأخذتك العزة في أن تقدم فروض الولاء والطاعة والرحمة والإنسانية والحب والوفاء والإخلاص والرجولة والمروءة والشجاعة والإقدام والعطاء الى كل من حولك، أم انك ممن يشعرون بان الدنيا ملك لهم فقط ولا عزاء للآخرين، لن أقول لك انتبه ولكن أقول لك احترس، مِن مَن ؟؟ أهذا ما يشغلك أن تعرفه..!! ... لن ابخل عليك بان أقول لك: احترس من نفسك خوفا عليها من أن يأتي عليها يوما ما تكون ابعد كل البعد عن كل ما هو يلامس ويحتضن الإنسانية، وقتها حقاً سوف تشعر بانك بلا شعور وبلا رمز، وحينها سوف تظهر على صفحات الآخرين في مواقعهم الاجتماعية بانك موجود الآن، ولكن موجود على قيد الحياة.. لا على قيد الإنسانية.. ولا عزاء لك. محمد دهشان يونس - جدة