عندما أراد أخي أن يتزوج طلب منا جميعاً أن نشاركه في الاختيار والترشيح، ولم يكن أمامي أفضل من ابنة زميلتي في العمل التي تربطنىي بها علاقات قوية ونتزاور عائليا» ونشأت علاقة صداقة أيضاً بين زوجي وزوجها، وتكاد كل منا تعرف كل شيء عن الأخرى، لذلك لسنا بحاجة إلى جمع معلومات عن بعضنا، وابنتها خريجة جامعية ولا تعمل واثق بأخلاقها، وفي الوقت ذاته اعتبرها مثل ابنتي، ولذلك أجمعت الأسرة على هذا الاختيار وأخي نفسه أعجب بها ووافق بعد أول لقاء، وشعر كل منهما بارتياح نحو الآخر، وتحملت أنا كل مسؤوليات الاتفاقات بين الأسرتين وشاركت في اختيار الأثاث والمفروشات وحتى مكان العرس، وقد كنت سعيدة بالقيام بهذا الدور وبذل هذا المجهود الكبير من أجل أخي الصغير آخر العنقود. الحقوق الزوجية زوجة أخي عمرها أربعة وعشرون عاماً وأخي يكبرها بثلاثة أعوام، ولكن لم أتوقع ان تكون الفتاة بهذه السذاجة وعدم تقدير المواقف وعدم معرفة الحقوق الزوجية، فقد اتخذت منها وسيلة للفضفضة مع أمها وتنقل إليها بشكل تفصيلي كل ما يحدث بينها وبين زوجها، وهي لا تدري أن سراً يذاع في ساعة صفاء مع الأصدقاء او الوالدين او معلومة صغيرة عن العلاقة الخاصة بين الزوجين تؤدى الى الخراب المستعجل للبيوت وتتحول الى خنجر يطعن روابط الثقة والاحترام فى عش الزوجية. ومع كل أسف الجميع الآن يفضفضون سواء فى البيت او في العمل، والرجل والمرأه متهمان بنقل الأسرار العائلية، والسبب الأساسى وراء ذلك الاختلاط الزائد فى العمل وطول الفترة التى يقضيها الزملاء معاً التى قد تصل الى أكثر من ثماني ساعات يومياً، بينما في الماضي كانت المرأة تخجل من أن تحكى لزميلتها عن حياتها ومشاكلها لكن لم يعد ذلك موجوداً، وأصبحت الأسرار الزوجية موضوعاً للنقاش على مائدة الحوار بين الزملاء والجيران بلا قيود او تحفظات، ولم يلتزموا بأن تكون الفضفضة فى حدود الأمور العامة ويجب ان تحتفظ المنازل بخصوصيتها فلا دين او تقاليد او عادات تسمح لأى احد بأن يفضح بيته على سبيل الفضفضة، وهذا نوع من انواع الخيانة، ولا يعرفون ماذا يحدث عندما يكتشف الزوج او الزوجة ان تفاصيل علاقتهما الخاصة وقد اصبحت حديث الأصدقاء والأهل والجيران. وهكذا وعلى هذا المنوال أصابتني الصاعقة تلو الآخرى وأنا اسمع وأرى زميلتي تتحدث لزملائنا وزميلاتنا عن كل ما يحدث في بيت أخي بكل تفاصيله بل ودقائقه التي لا نعرف نحن إخوته وأخواته وأمه وأبوه عنها أي شيء، لأن أخي مستقل بمسكنه ولا يتحدث معنا في شيء من ذلك وهكذا اعتدنا جميعاً بأن تكون حياتنا الزوجية بعيداً عن أي أحاديث حتى مع أقرب الأقارب إلا فيما يكون عاما ويمكن التشاور حوله. مادة للنقاش ... المزيد