بالرغم من عدم بروز فكرة المزادات التجارية والخيرية في المجتمع بشكل عام لغياب الوعي عن إيجابيات تلك المزادات وأهدافها التي ترمي إلى زيادة المكاسب المادية، خصوصا وإن كانت الفكرة تدور حول محور خيري تقدم له الأموال بهدف التنمية والمشاركة الجادة في رفع المستوى الاقتصادي لها. وفي ضوء ذلك أسست 16 طالبة من طالبات الماجستير في جامعة الأعمال والتكنولوجيا مشروع المزاد الالكتروني، بهدف توضيح مفهوم المزاد والفائدة التي يقوم بها في الجانب الخيري ومن أجل نجاح الفكرة في أقصى وقت ممكن، ولذلك عمدت الطالبات إلى عمل المزاد بصورة إلكترونية مشجعة ومحفزة للدخول والمشاركة. وعن تفاصيل الفكرة تحدثت «المدينة» لقائدة المجموعة نسرين مصبح والتي أوضحت قائلة: كانت البداية للفكرة في محاضرة مادة التجارة الإلكترونية لبرنامج الماجستير في جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وذلك عندما شرح د.علي سمية كيفية إدخال مفهوم العطاءات وتطبيقها في الوقت الحاضر على الانترنت ليقوم حينها بتكليف مجموعة من الطالبات بتطبيق عملي للمادة العلمية وكلف قائدة للمجموعة المكونة من 14 طالبة بالإضافة الى طالبتين متطوعتين من ضمن برنامج الماجستير، وطلب منهن إنشاء موقع لمزاد الكتروني حيث يتم عرض العناصر وفتح المجال للمزايدة في الشراء حتى يفوز أعلى مزايد بالعنصر المراد وبأعلى قيمة مطروحة له. وتتابع نسرين قائلة: بدأت من بعدها الطالبات بعقد اجتماعات لطرح الأفكار ومناقشة تنفيذ الفكرة ومن ثم اختيار العناصر وتجميع الأفكار وبلورتها بالشكل المناسب، مشيرة في ذات الوقت إلى مدى إعجاب الطالبات بالفكرة ليقمن بتنفيذها على طالبات الجامعة كحد أقصى لعينة افتراضية لبحث علمي إلى ان أصبح لديهم حلم اكبر وهدف آخر، وأصبح هذا التكليف هو النواة التي بدأت الطالبات منها تنفيذ حلم اكبر وهو (مزاد البحر الاحمر) والذي وجد الدعم والتشجيع من مجموعه من الرعاة شاهدوا ذلك الحلم في اعين الطالبات وأصبحوا شركاء في تنفيذه. وتضيف نسرين: تم إنجاز الفكرة وافتتاح الموقع ولدينا أكثر من 130 قطعة مميزة تمت المزايدة عليها بشكل جيد. كما وجدت الفكرة ترحيبا وتوجيها من بعض الرعاة الذين خاضوا تجارب مماثلة في المحافل العالمية خارج المملكة. وهنا أصبح لدينا تطبيق لمفهوم التجارة الإلكترونية من خلال إحدى اشكالها وهو إجراء مزايدة علنية في موقع (مزاد البحر الأحمر) مفتوح لشريحة كبرى من الجمهور دون حدود او قيود. وعن اختيار المسمى تابعت قائلة: تم اختيار هذا الاسم بناء على النازع الوطني للطالبات ومن ثم موقع انطلاق المشروع وهو مدينة جدة ليجمع المشروع ما بين التجارة الالكترونية وما بين الترويج السياحي غير المباشر. وعن الصعوبات التي واجهتهم قالت: لا يزال التداول عبر الإنترنت في مراحله المبكرة سواء محليا او عالميا، وذلك بسبب العديد من المشاكل واهمها طرق الدفع الالكتروني وعدم وجود الثقة الكافية بين الجمهور والموقع الالكتروني وجرائم الانترنت ومشاكل الاتصال والأمية التكنولوجية، ومن هنا أصبح لدى الطالبات أسئلة يبحثن عن اجابتها بشكل عملي حول تجربة المزاد على الانترنت واكتشاف فوائدها ومشاكلها التي قد تحدث والحلول الممكنة، وأصبح لديهن مهمة اخرى تفيد مجال البحث العلمي بالاضافة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو أن يصبح الموقع والفكرة في المقام الأول معترف بها في توفير خدمات فعالة وعناصر فريدة ترضي جميع أذواق المجتمع وتلبي رغبات شريحة كبرى من المجتمع. وختمت نسرين حديثها قائلة: البداية كانت جيدة ومحفزة ولله الحمد وستكون هناك مراحل قادمة للمشروع، حيث أن وجود أكثر من ستة رعاة بالإضافة إلى إعجاب الجميع بالفكرة وتشجيعهم يعد داعما كبيرا للاستمرار.