قال فضيلة الشيخ الدكتور هشام بن صالح الزير إمام وخطيب جامع الأمير سلطان في محافظة الطائف في خطبة الجمعة أمس:إن ظاهرة إساءة الظن بالمسلمين قد انتشرت، وبسببه الكثير من العلاقات بين الناس تقطعت، وينابيع المودة بينهم جفَّت، حتى بين الإخوة والأقرباء والأزواج والأصدقاء.. فضلا عن العلماء والصلحاء، والمسؤولين والرؤساء، ولينظر كل واحد منكم في مجتمعه ومجلسه ووسائل التواصل في حاسوبه وهاتفه، ماذا يقرأ ويسمع ويُكْتَب من سيء الظنون..حتى لكأن الخطر فيما بينهم جاثم، والكل في الإفساد هائم، والخير في نفوس الناس مات، فلا يُكتب ولا يُنشر أو يُتَكلَّم إلا بسيء الظنون وفاحش المظنون.. وهذا خطر على المجتمع كبير وآفة مهلكة تهدد الترابط والوحدة بين أفراد المجتمع المسلم، وتؤثر سلبًا على قوته وقدرته على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. إن الظن السيئ والاتهام والتسرع رُوِّع به أناس، وظُلِم به أقوام، وقُتل به آخرون، وهُجِر به صلحاء دون مسوِّع شرعي، ولا بد من العمل على العلاج من هذه الآفة الخطيرة؛ لئلا يستشري الداء، ويهلك الحرث والنسل، ومن العلاج: أن تسأل نفسك ما مصلحتي من الحديث في الناس وسوء الظن بهم (قل لا تُسألون عما أجرمنا ولانُسْأَلُ عمَّا تعْمَلون)، وأحسنْ الظن بالناس، وتجنّب سوء الظن بهم، فكّر طويلًا قبل أن تحكم أو تتهم، ومن العلاج وفيه كثير من الراحة للقلب التماس المعاذير للناس، وترك تتبع العورات، والتماس الزلات، والتنشئة على الالتزام بآداب الإسلام في الحكم على الأشياء والأشخاص من الاعتماد على الظاهر، وترك السرائر إلى الله وحده الذي يعلم السر وأخفى..ومن أهمها أن تكون سدًا أمام كل ظن سيئ ليس له مستند فلا تحكِ أو تنقل أو تكتب إلا ما ينفع ولا يضر ويصلح ولا يفسد، ويجمع ولا يفرق.