يمتلك البعض رصيدا كافيا من التفاؤل، تجعله لا يرى سوى النصف المملوء من الكأس في كل ما يصادفهم من عقبات، وهؤلاء يرتدون ثوب الأمل لانتزاع الجمالية من كل ما يحيط بهم في الحياة حتى وإن كان الازدحام المروري الذي يغلق الطريق ويحتجز السائقين في المركبات لساعات، فما هو الوجه الآخر للازدحام، وكيف ينظر البعض إليه بإيجابية؟ فوائد صحية تقول إيمان مهدي «اعتيادنا على الازدحام المروري اليومي الصباحي ولد نوعاً من الألفة معه حتى بات الأمر روتينياً، ولكن إذا ما نظرنا للموضوع من الناحية العملية نجد أن محاولة البعض في التغلب على الازدحام المروري ينطوي على تغير في أنماط حياتهم، فمثلاً تخوفي من التأخر عن الدوام بسبب الزحمة قادني للاستيقاظ باكراً، وبذلك تغلبت على السهر لساعات طويلة». أما جابي أسمر فتنظر للموضوع من منظور جمالي، وتقول «المعادلة الجمالية للازدحام قادتني إلى فقدان الوزن، إذ تطلب مني الازدحام الاستيقاظ فجراً لتجنب التأخير، وبالتالي النوم باكراً أي الساعة الثامنة مساءً، وهكذا بت أتناول طعام العشاء بحدود الساعة السادسة مساءً، وبذلك استطعت التغلب على الأكل ليلاً الذي يعد ليس سببا للسمنة وإنما للكثير من الأمراض». ويتحدث الطالب سامر خلدون طالب عن أن الازدحام المروري يتيح له مراجعة الدروس في طريق المدرسة والتحضير للدرس الجديد، خاصة وأن الدراسات أكدت أهمية وفائدة الدراسة الصباحية وأن أنسب وقت للمذاكرة يقع في تلك الفترة من الرابعة فجراً للثامنة صباحاً، وأن أفضل وقت للنوم هو من العاشرة مساءً والاستيقاظ وقت صلاة الفجر. ويضيف «بحكم الازدحام اعتدت على هذا النمط في النوم والاستيقاظ والمذاكرة وبالتالي التحصيل الجيد». ويرى باسم مساعد أن الازدحام مكروه من الجميع، ولكن بما أنه بات أحد أبرز مظاهر العصر الحديث كان لا بد له من التكيف معه وتقبله بطريقة أو بأخرى. ويقول «أحاول جاهداً أن أسيطر على أعصابي إذا ما علقت في زحمة خانقة، وكي لا أفقد هذه السيطرة على أعصابي وكذلك المركبة قمت باختيار باقة من أجمل ما أفرزته الموسيقى العالمية على مر العصور كوني من عشاق الموسيقى العالمية لترافقني يومياً، وتعينني على مواصلة الطريق والاستمتاع بالازدحام». وقت قيم ... المزيد