ذعار الرشيدي يعمل حارس أمن في أحد المجمعات التجارية وسماعة الهاتف النقال لا تفارق أذنيه، كثيرون ممن يمرون به يعتقدون أنه يستمع لمجموعة أغاني، ولكنه في حقيقة الأمر يجري يوميا مكالمة مدتها 12 ساعة مع أهله في مصر، أحمد ناصر (25 عاما) يروي حكاية المكالمة اليومية التي تمتد لساعات قائلا: «أستخدم هاتفي النقال الذكي وعبر ساكيب وفايبر للاتصال بأهلي عبر ذات البرنامج وأترك الهاتف مفتوحا طوال ساعات النهار أحادثهم واستمع لهم وأبلغهم بآخر المستجدات وكأنني معهم في المنزل، أكلم والدي ووالدتي وأشقائي وزوجتي وأصدقائي ويستغرق مجموع المكالمات في اليوم الواحد أحيانا 12 ساعة، والأمر لا يكلفني سوى هذه السماعة التي تراها ويبلغ سعرها دينارا ونصف الدينار». أحمد ناصر من بين مجموعة كبيرة من المغتربين في الكويت الذين قرروا أن يكسروا حواجز غربتهم بتلك السماعة الصغيرة وبالاستفادة من برامج الهواتف الذكية كالسكايب وفايبر وغيرهما مما تتيح الاتصال الدولي مجانا. صلاح دين (بنغالي الجنسية) يعمل مراقب حركة في محطة حافلات بمنطقة المالية بالعاصمة لا تكاد تفارق السماعتان أذنيه، وتجده يتحدث ويخلص إجراءات صرف التذاكر للزبائن وهو يتحدث بلغته مع ذويه في بنغلاديش بلا توقف، يتحدث عن تجربته قائلا: «كنت قبل سنتين أحادث أهلي في الشهر مرتين عبر استخدام الاتصال الدولي سواء عبر الكروت المدفوعة المسبقة أو عبر الهاتف النقال وهذا يكلف بين 5 و10 دنانير شهريا لأتحدث مع أهلي لنصف ساعة، الآن الأمر لا يكلفني سوى اشتراك انترنت لهاتفي بخمسة دنانير وأحادثهم لأكثر من 4 ساعات يوميا وأحيانا أقضي يوما كاملا أحدثهم وكأنني معهم». عندما ترى مغتربا يضع على أذنيه سماعتي هاتفه الذكي ويتحدث فهو يكسر حاجز غربته كما يقول علي الشيباوي وعمره 54 عاما ويعمل حارس بناية في السالمية: «لأكثر من 22 عاما وأنا أعيش في الكويت وكنت وبسبب الظروف المعيشية لا أتمكن من الاتصال بأهلي سوى ساعة في الأسبوع وربما أقل، منذ عامين وبعد طفرة التكنولوجيا والأهم رخص الخدمات والأجهزة في الكويت الآن أتواصل مع أهلي يوميا وعلى مدار الساعة عبر الاتصال أو عبر الفيديو، وهذا الأمر كسر حاجز الغربة بداخلي إلى حد كبير فكأنني معهم وبينهم».