ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 08/12/2013 تقول توجهات القيادة في الإمارات، وهي تمارس هذه الدرجة المتقدمة من الحكم الرشيد، الكثير، وترسل إلى مجتمعنا رسائل متعددة مطلوب من الجميع قراءتها وتأملها واستيعابها، وعندما يستدعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي شعبنا بكل فئاته وقطاعاته لطرح آراء جادة في الصحة والتعليم تؤخذ بعين الاعتبار في الخلوة الوزارية، فإن القصد ينصرف، مباشرة، إلى تكريس آلية لقاء الأفكار والعصف الذهني داخل المؤسسات الإماراتية، كل على حدة . المجال كله مفتوح للمشاركة بالرأي، فاتخاذ القرار في الإمارات، حين يتصل بحياة الناس، لا يُتخذ بعيداً عن الناس . المواطنون يُسألون ويجيبون ويبادرون ويقترحون . المواطنون يتابعون، والمواطنون يحضرون بعقولهم وأفكارهم ولو غابوا جسدياً . تقول الرسائل أكثر من ذلك، حيث استدعى محمد بن راشد معنيين في الميدانين الصحي والتعليمي لحضور الخلوة الوزارية المرتقبة . استدعى معلمين وإداريين تربويين وأطباء وصيادلة وممرضين إلى اجتماع الوزراء، وكأن الخلوة ليست حكومية فقط، وإنما هي خلوة الحكومة والشعب، وكأن قيادة الحكومة أرادت تتويج أكبر عملية عصف ذهني في العالم بحضور المواطنين والمعنيين الحضور الإعتيادي المباشر ليكونوا في الواجهة والمواجهة، ولم تكتف بالاستماع إلى الآراء عن بعد . هذه المواجهة أساسية، وهي بعض إرثنا الحضاري والإداري، فالقيادة، ومنذ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه إلى هذا العهد الزاهر بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتخذ من لقاء المواطنين في مجالس الشيوخ المفتوحة أو في أماكن الناس منهجاً، وتعتبره هدفاً نبيلاً يؤدي بدوره إلى أفضل الغايات، والمطلوب أن يقتدي المسؤولون والموظفون في الوزارات والمؤسسات بذلك، وأن يترجم التوجه المهم إلى برنامج عمل حاضر أبداً على الأجندة المعتمدة . ومن الرسائل ما هو موجه إلى الوزراء، بكل شفافية ووضوح، فقد تكلم محمد بن راشد عن عظم مسؤولية الوزراء تجاه المشاركة الشعبية الواسعة في العصف الذهني، ومعنى ذلك أننا أمام مرحلة جديدة، متجددة، من العمل الوطني، حيث نصل إلى أبعد آفاقها وأجمل نتائجها بجناحين من المسؤولية والمساءلة . [email protected]