رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة وبأيادٍ حضرمية    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    بعد إخفاق يحيى.. جيسوس يطلب ظهيرا أيسر    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    الاتحاد الأوروبي يوسّع مهامه الدفاعية لتأمين السفن في البحر الأحمر    مجموعة هائل سعيد تحذر من المعالجات العشواىية لأسعار الصرف وتنبه من أزمات تموينية حادة    تظاهرات في مدن وعواصم عدة تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    - اقرأ سبب تحذير مجموعة هائل سعيد أنعم من افلاس المصانع وتجار الجملة والتجزئة    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    مع بداية نجم سهيل: أمطار على 17 محافظة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعداد نسائي والرجال يتجاهلون!! طقوس الخميس (تقرير)
نشر في الجنوب ميديا يوم 25 - 12 - 2013

استعداد نسائي والرجال يتجاهلون!! طقوس الخميس (تقرير)
قد يكون الخميس يوماً عادياً كواحد من أيام الأسبوع لدى الرجال ، لكنه غير عادي عند المرأة ، وله طابع خاص ، ومميز ، يدفعها للشغف به ، فالمقبلة على الزواج تختاره دون غيره للاحتفال بزفافها ،أما المتزوجة ، فهو المفضل لديها ، واليوم الذي لا تفرط فيه ، وتعد له العدة،وترتدي فيه أجمل حلة ، ومنها ومن منزلها تفوح أطيب روائح البخور، وأزكى العطور التي قد تُلقي أثرها على الزوج ، فيبادلها الشعور ، والحبور ، لكن في المقابل تعيش كثيرات معاناة دائمة مع الخميس .. تفاصيل كل فريق في السياق التالي.
مشطوب من الجدول !!
(ليزا) امرأة في الثامنة والعشرين من العمر ، بدأت حديثها عن الخميس قائلة : متزوجة منذ خمس سنوات ، و إلى اليوم لم أعرف يوم الخميس هذا نهائياً ، حتى يوم زفافي كان يوم إثنين ، وليس هذا فقط ، فهو ليس من ضمن الأيام المخصصة لي التي ينام فيها زوجي عندي ، فأنا الزوجة الثانية ، وحين أطلب منه قضاء هذا اليوم برفقته يرفض ، ويتحجج ألف حجة ، حتى لو طلبت بأن يقضي النهار معي ففي المساء يعود إلى بيته الأول ، أحاول أُطنش وأتجاهل الأمر، لكني لا أستطيع ، أحياناً أشعر بالحسد والغيرة من كلام بعض صديقاتي حين أسمعهن يتحدثن عن أنفسهن كيف يتجهزن ، وماذا يلبسن ، وأيش يفعلن ، وكلامهن فيه نبرة فرحة تغيظني ، وكله عندهن عادي إلا الخميس ، لا يفرطن فيه، لدرجة أن الاتصال ما يردين عليه .. هذا يجعلني أزعل في داخلي ، ويُشعل الغيرة في أعماقي ، فأنا أتمنى أعيش مثل الأخريات، وأفعل مثلما يفعلن ، من زمان وأنا أسمع بأن الخميس حق المتزوجين ، وهو يوم مميز، لأنه يُذكَّر بيوم الزفاف ، فأغلب الحفلات والأعراس تقام فيه ، أو كونه يوم راحة ، المهم له طابع مختلف .. وتستطرد بحرقة : أتمنى يطلب زوجي مني ولو مرة ( نِخَمَّس مع بعض) وأصحو من بدري أرتب البيت ، وأعمل الغداء ، و أتجمل حتى من الظهر، وأنتظر قدومه .. قد أفعل هذه الأمور، لكن في غير يوم الخميس ، فهو مشطوب من الجدول، لهذا تعودت أقضيه برفقة صديقاتي ، نجتمع في بيت أي واحدة منا ، أو نتفق نروح الحديقة ، وأحياناً قد أذهب فيه لزيارة أهلي، ويمشي الحال ، وأهوَّن على نفسي ساعات ، وأقول أيامي كلها خميس،لكن ليس يوم الخميس الحقيقي أصلاً،إلى متى سأظل أوجع قلبي؟!خلّي الخميس لأهله.
كل الأيام مثل بعض !!
فيما تُبدي ( سرية . أ . أ ) رأيها قائلة : أيش من خميس ، أيش من جمعة ؟! هذا كان زمان أيام الحب الحقيقي الصادق بين الأزواج أمثال آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ، أيام ما كان في لهفة وشوق من صحيح ، ويرجع الزوج محملاً بالصرفة ، والفواكه ، وجعالة الأطفال ، والزوجة منتظرة على أحر من الجمر، والأمور كلها تمام ، وأجواء الجلسة جاهزة ، ويقع غداء ومقيل ما في مثله ، أما الآن الأيام كلها أشبه ببعض ، حتى يوم الجمعة الذي هو من أفضل الأيام صار مضجراً .. وتضيف : هذه الأيام الأزواج مش حق خِمَّاس ، وزوجي أول واحد ، يُكَّمل عمله، ويرجع يأكل ، ويأخذ قاته ،ومباشرة يروح عند أصحابه يُخزن ، ويرجع آخر الليل مش طايق أحد ، يبحث فقط عن فراش ينام فيه، ولا عمره فكر يجلس معي بالبيت نخزن مع بعض ، بالعكس أشوفه ينتظر الخميس ليلاقي أصحابه ، أما أنا فلا يفكر بي إلا في حالات نادرة ، لو كانت لديه الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة ، فيرجع يكمل جلسته معي.
زوجي يِخَمَّس مع المحمول!!
أما( فاتن) فتتحدث عن معاناتها بالقول : أنا موظفة وزوجي كذلك ، ولا معنا إلا يوم الخميس عطلة نرتاح من العمل وهمومه ، ونقضي وقتاً طيباً مع بعض ، هذا المفروض ، لكن الذي يحصل غير، مع أني أُكرَّس وقتي كله للبيت ولزوجي ، وأنظف كل شيء ، وأعمل الأكل الطازج ، وأرتب غرفة النوم، وأبخرها ، وغرفة الجلسة ، وأجهز لوازم الجلسة ، وأرجع أجهز نفسي ، وألبس أجمل ما عندي ، وأحط الماكياج والعطر، وأجلس بجانب زوجي ، لكن ولا كأني بجانبه ، فهو مشغول بالمحمول !! أحاول أكلمه و أسأله عن رأيه بشكلي ولبسي ، و يرد بكلام مختصر (حلو) أصلاً مش فاضي ، مشترك بالنت ، وهات يا دردشة .. وتواصل : أتغاضى ، وأقول في نفسي سينتهي الآن ، ولا في فائدة ، أتفرج التلفزيون حتى أمل ، وأذهب للنوم وهو لا زال برفقة المحمول ضيف سهرة الخميس ، فنتشاجر، ويحس على نفسه ، ويحاول يرضيني ، لكني أشعر بأن الجلسة أصبحت مملة بلا مذاق ، لهذا أرى أن الخميس كذبة ، ويمكن بقية الأيام أفضل بكثير .
أصدقاؤه أهم مني
تقول "أم سمر قائد": أذهب في كل خميس إلى بيت أهلي حتى أمشّي اليوم بدون وجع قلب، فزوجي دائماً في كل خميس يعزم أصدقاءه إلى المنزل، أو يذهب هو إليهم، دون مراعاة لمشاعري، وأني زوجته ، ومن حقي أن يبقى معي خصوصاً في يوم الخميس.. وتضيف : دائماً أكلَّمه بأن تصرفه هذا يضايقني، ويوعدني أنه الخميس القادم لن يخرج من البيت، ولن يعزم أحد، وفجأة يتصل به أحد أصدقائه ، ثم يعتذر لي بأنه لا يستطيع الاعتذار لأصدقائه فقد أحرجوه ، وهكذا حتى خَلصَت كل ( الخميسات) في حياتنا .. وتزيد : بعد يأسي منه صرت أقضي الخميس عند أهلي أو عند صديقاتي، ويمر خميس وراء خميس ولا كأنني متزوجة.
خميسه مع غيري
"م . ع" كانت معاناتها أشد فهي في كل خميس تقوم بتجهيز وترتيب المنزل حتى تأنس وتسعد هي وزوجها، ولكن جهودها تلك تذهب أدراج الرياح -بحسب قولها-.. وتضيف: زوجي دائماً منشغل بأعماله، ولايرتاح إلا يوم الخميس والجمعة، لذا أحاول أن يكون يوم الخميس مميزاً، كونه يوم إجازته، وأقوم بترتيب البيت، وتجهيز نفسي، وعمل بعض الحلويات، إلا أنه بعد أن يُكمل وجبة الغداء يأخذ قاته ويخرج ويتركني وحيدة، ولا يعود إلا منتصف الليل ، ولا أعلم أين يذهب، ومع من يقضي وقته .. وتزيد : بدأت أشك بأنه يمشي طريق "بطّال " أو يذهب للقاء صديقاته .. وعندما أعاتبه على تصرفاته يقول لي بأنه مشغول مع أصدقائه بأعمال مهمة، ولايشرح لي ماهيتها.. وبنهدة قوية تقول : كرهت يوم الخميس، فزوجي خميسه مع غيري .
طقوس صنعاء:
يا خميس .. يا مُراضاة بفلوس !!
قد تعاني بعض النساء من إهمال أزواجهن في ليلتهن المميزة ( الخميس ) لكن ثمة أسلوب مختلف يقوم به البعض من سكان العاصمة صنعاء لتخفيف غضب نسائهم، إن مر الخميس مرور الكرام ، ويكمُن في قيام الرجل باختيار واحد من فساتين زوجته ليضع بداخله مبلغاً من المال ويتركه جانبا ، وما أن تراه الزوجة وتفتشه تعرف أن زوجها مشغول عنها هذا اليوم ، فتأخذ المال ، وتذهب للتسوق أو لقضاء الوقت بمعية صديقاتها، وهذا ما أكدته (أم عبد الواحد) حيث قالت : ليوم الخميس في صنعاء طقوس معينة، وبقاء الرجل فيه مع أهل بيته أشبه بسُنَّة يمارسها البعض، فهو أكثر من مجرد يوم عادي أو ليلة عادية، فليلة الخميس مهمة، ومن الواجب على المرأة الاستعداد لها من وقت مبكر، والذهاب وأخذ حمام بخار لتحظى بليلة صنعانية غير عادية، وبالمثل يذهب الرجل إلى حمام بخار، ويشتري القات، ويعود إلى بيته ليكمل يومه بمعية زوجته التي تكون قد جهزت الطعام وغرفة الجلوس (المقيل ) بأطيب الروائح، والعطور، و الماء المبخر والشعير البارد، وهي في أحسن هيئة منتظرة فقط قدوم الزوج، وأحياناً تكون جاهزة بالنقش، ومن الضروري أن تخزن مع زوجها ، وينتهي اليوم بغرفة النوم ، لكن إن صادف وكان الزوج مشغولاً مهموماً في هذا اليوم، ولارغبة لديه في قضائه برفقة زوجته، فيقوم بوضع فلوس في فستان زوجته كنوع من المراضاة ، تأخذه وتعذره، وينتهي الموضوع، وهذا الأمر يستشعره أي مواطن في صنعاء، وطقوسه معروفة.
لا أعذار أو غياب في حجة!!
وتؤكد صفة وجوب الخميس والقات إحدى نساء مدينة حجة ، حيث تقول : عندنا في حجة عادة أشبه بالواجب، وهي أن الرجل يُخزَّن يوم الخميس - ولو كان ما يخزن أبداً- يقضي ساعات الليل بتخزينة إلى جوار زوجته ( والأطفال نيام ) وترتدي المرأة أجمل الملابس ، وتتطيب بأحلى العطور، ويكون المكان والتخزينة مُرتَّبين على أحسن شكل ، والجلسة إجمالا مرتب لها من بدري، كما أن لدينا أيضاً يوم آخر غير الخميس وهو الإثنين ، لكنه يظل ثانوياً ، ولا يحاسب الرجل على غيابه فيه عكس الخميس، لآن الخميس أساسي ولا تقصير أو غياب مقبول فيه، وهذا ما يضعه الرجل في اعتباره ولا يخالفه أبداً .
في كل خميس .. تعبان !!
و تقول (س . ه): زوجي يذهب للنوم من نصف السهرة وأكمَّلها لوحدي ، مع أنه يكون قد اشترى قات بالشيء الفلاني ، وأنا بجانبه مثل الوردة ، و يفوح عطر الفل مليان الغرفة ، وكمان ما في معنا أطفال يشغلونا، بالعكس كل الأجواء تمام ، وفجأة يقتل فرحتي ، ويفسد سمرتي، ويرجع يشتكي (أنا تعبان من الشغل والجري ليل ونهار، وأنت عارفة إنني أصحو من الفجر يالله يجي الليل أرقد وأرتاح ، أنا مش حق سهرة، أنا شاقي أجاهد لقمة العيش مجاهدة) ، رغم أنه كان يحلم قبل الزواج بقضاء ليالي رومانسية ، وعشاء على ضوء الشموع ، لكن بعد أن تزوجنا ما عاد يشتري شمع حتى لو طفئت الكهرباء .. وتضيف: مشكلتنا نحن النساء أننا نبحث عن الحب والرومانسية والكلام الحلو والسهرات مع أزواجنا ، وهم تفكيرهم يصب في مجرى آخر.
واحسرتاه !!
فيما تتحدث (نجاة) عن معاناتها مع الخميس قائلة :فاقد الإحساس لا يمكن يحس ، وهذا ما ينطبق على زوجي ، فو الله أني أعمل أجواءً استثنائية لجلسة قمة في الرومانسية ولا أجمل منها ، فأبدو في قمة الأناقة ، وعطري يملأ أرجاء المكان ، لكن عند من يا حسرة !! لا يوجد عند زوجي تفضيل لأي يوم ، ولا احتفال بأي مناسبة ، ولا له في الرومانسية ، ولما أطلب منه يرجع بدري ، أو يعمل حسابه أنه مثلاً بكرة خميس ينظر إليَّ بنص عين ، ويتحدث بسخرية (الخميس هذا للذي يضحك على زوجته وهو صائم منها طوال الأسبوع) فأسارع لتغيير كلامي ( طيب حابة أعزمك نخرج نتغدى خارج البيت ) ، وحسب فهمه ، يروح يأكل خارج البيت ، ويجيب معه أكل سفري لي ، وهو يقول ( أحسن من جلسة المطاعم ) !! بكل الطرق ما في فائدة من التحدث معه ، كما أن كلامه يسد النفس.
أعياد في حياة البعض!!
الشكاوى السابقة تبيِّن أن هناك نساء كثيرات يعانين من إهمال واستهتار أزواجهن بالخميس لدرجة تفقدهن الإحساس بميزة هذا اليوم ، والشغف به ، لكن في الاتجاه الآخر يوجد العكس ، حيث تعيش الزوجات أيام أعياد في يوم الخميس مع أزواج متفهمين ، ويعملون اعتباراً لهذه المناسبة الأسبوعية .. السطور التالية تكشف رؤاهن .
أنتظره بفارغ الصبر
تصف ( إشراق ) أوقاتها السعيدة مع زوجها في أيام الخميس قائلة : الخميس يوم جميل بكل ما فيه ، فهو يوم عطلة وراحة ، ويستطيع الواحد يطوَّل بالسهر فيه بلا قلق ، فبعده جمعة عطلة ، يعني يأخذ راحته بالنوم ، فلا دوام ينتظرنا لنصحو مبكراً ، ولو سهرنا بغير الخميس يكون السهر متعباً ، لكن في الخميس النشاط مختلف ، وأما كيف أقضيه ، فبعد الغداء مباشرة أخرج مع زوجي نتمشى إلى المغرب ، وبعدها نتعشى بأي مطعم ، ونعود إلى البيت نسمر إلى قرب الفجر، نتكلم ، نتناقش ، نضحك ، المهم أجعل الجلسة مرحة بسماع الأغاني والرقص على أنغامها ، و نتفرج على التلفزيون أيضاً ، ما أخلَّي زوجي يشعر بالملل أبداً ، بالعكس نبدو كأننا نجتمع لأول مرة ، والجلسة فيها من العشق والغرام أشكال و ألوان ، فهذا اليوم خاص لزوجي ، وكل وقته معي من الصباح إلى أن ينتهي اليوم ، والحلو أن زوجي متفق فيه معي ، ولا يجعل شيئاً يفسده علينا ، ولو صادف وجاء عندنا ضيوف ممكن نقضي النهار كله معهم ، لكن باقي اليوم ملك لنا ، وللأمانة أنتظر الخميس بفارغ الصبر كل أسبوع ، ولا أتهاون فيه حتى لو كنت تعبانة ، فالرجل بشكل عام ينفر من المرأة المملة والتعبانة ، لهذا أتخلص من تعبي لأجله ، ولأني أحب أعيش أجواء رومانسية ومميزة ، ويوم الخميس هو الأنسب ، و لن تخسر المرأة أي شيء لو لطَّفت أجواء حياتها مع زوجها حتى لو يوم في الأسبوع ، تنسى فيه هموم الحياة ، المهم أن تجعله مميزاً.
عيد أسبوعي
فيما تقول (فاطمة) : يوم الخميس كأنه يوم عيد ، نشوف النساء يستعدين له بشكل خاص، ورائحة العطور والبخور تفوح من كل بيت ، وما تخلِّص صلاة الظهر إلا وقد الأكل جاهز والمرأة مثل العروسة ، مُصلَّحة على سنجة عشرة ، منتظرة زوجها ، وقد هيَّأت كل الأجواء ، ولليوم هذا طقوس خاصة ، لأن بعض الرجال منشغلون طول الأسبوع بأعمالهم ، والبعض الآخر قد يكونوا مسافرين ، ويعودون الخميس ، لهذا لابد أن تجعله المرأة يوماً دافئاً يجذب الرجل لقضائه معها ، سواء بمظهرها ، أو بمظهر البيت وبالطعام ، وبماهية الجلسة ..وتقول: بنظر الناس أن الخميس يوم خاص بالمتزوجين فقط لأجل إقامة العلاقة الحميمة ، وهذا خطأ ، فهذه العلاقة لاتحتاج لمواعيد ولا ليوم معين ، عن نفسي زوجي يهتم بيوم الخميس يمكن أكثر مني ، فهو يعود من السوق ومعه غداء سفري ، رغم أني أكون قد جهَّزت الأكل الذي يعجبه ، لكنه يحب يفرَّحنا أنا والأولاد ،ويجلب الحلويات والفواكه ، وبعدها يطلب من ابنتنا الكبيرة أن تأخذ إخوتها للعب في الحديقة لكي نقضي جلسة قات معاً بهدوء ، فنحن موظفان ، والخميس عطلتنا كحال جميع الموظفين أمثالنا ، ولأنه يبدأ جلسته من الساعة الثانية ظهراً فأحرص على تحضير غرفة المقيل من الليلة السابقة ، وأبخرها ، وأغلقها ، وأعد الشيشة ، وألبس ما يختاره ، فهو يفهم وعنده ذوق ، وفي كل مرة يدخل وفي يده زجاجة عطر أو عقد فل أو علبة شوكولاتة ، وأحياناً بخور، ولأنه يحب روائح العطر والبخور ، فأعمل منها طول الجلسة ، وأوقات أخرى نخرج كلنا برفقة الأولاد من الصباح إلى خارج المدينة نقضي نهار الخميس ، وفي الليل نبدأ السمرة لوحدنا ، والأولاد نائمون ، المهم مايمر اليوم بشكل عادي.
شاعرية
وأخيراً تحدثت ( أم أحمد) قائلة :من زمان كنت أشاهد والدي رحمه الله يُخزن مع والدتي في يوم الخميس وهي بكامل زينتها ، رغم أنهما مع بعض دائماً في البيت ، فوالدي متقاعد ، لكن الجلسة بالخميس لها شكل آخر لديهما، ولذلك أحببت تقليدهما مع زوجي ، ولهذا لاأتنازل عن جلسة الخميس هذه معه ، ولو كثر انشغاله لازم يكون هذا اليوم لي .. وتؤكد: في البداية لم يكن يهتم بذلك ، لكنني عوَّدته عليه ، لدرجة أنه أصبح يترك كل شيء خلفه ليكون بجانبي ، وبدوري أوفر له كل الأجواء السعيدة للبقاء في المنزل حتى لا يفكر بالهرب إلى أصحابه لقضاء هذا الوقت ، فأهتم بكل شيء من طعام وشراب وثياب ، وحتى وسائد النوم أرش عليها العطر ، و تصبح الليلة كلها شاعرية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.