تعد التجاعيد العدو اللدود لجمال ونضارة البشرة؛ لذا تسعى المرأة لمحاربتها بشتى الأسلحة، من خلال حقنها مثلاً بمواد ملء التجاعيد الدائمة. غير أن هذا الإجراء التجميلي قد تترتب عليه آثار جانبية تشوه مظهر البشرة أيضاً، لاسيما إذا ما مضى على الحقن فترة طويلة؛ أو إذا ما تم استخدام مواد غير سليمة. خلايا الجسم أشار اختصاصي الأمراض الجلدية، الطبيب الألماني ماركوس شتاينرت، إلى أن الحقن بالخلايا الدهنية المستخلصة من الجسم يمثل إحدى الإمكانيات الأخرى لملء التجاعيد، مؤكداً أن هذه التقنية تُعد أقل التقنيات التجميلية خطورة مقارنةً بغيرها. وأردف أن هذه المواد تستمر للأبد ويُمكن أن تعمل على تحسين مظهر البشرة وجودتها بشكل كبير، لاسيما إذا ما نمت الخلايا الدهنية جيداً، لافتاً إلى أن علاج التجاعيد بهذه المواد يستلزم تدخلاً جراحياً آخر - عملية شفط الدهون - من أجل استئصال الخلايا الدهنية التي سيتم استخدامها في ملء التجاعيد في الموضع المرغوب. وأكد أنه ليس هناك إجراء من الإجراءات المذكورة يخلو من الآثار الجانبية، أو خطر حدوث مضاعفات بعد الخضوع له. وقال اختصاصي الأمراض الجلدية، ماركوس شتاينرت، إنه «تم تطوير مواد ملء التجاعيد الدائمة لإخفاء التجاعيد بصورة نهائية، وتعتمد تلك المواد الدائمة القابلة للحقن على قاعدة الكولاجين أو حمض الهيالورونيك، وتحتوي على جزيئات ميكروسكوبية صغيرة مصنوعة من اللدائن». وأضاف شتاينرت، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية بالعاصمة برلين، أن «فاعلية هذه المواد تعتمد على تنشيط آلية الحماية الخاصة بالجسم وتحفيزه على تغليف مادة الملء، ما يعمل على ازدياد كثافة البشرة ومنحها مظهراً مستوياً». بينما ترى عضو الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية في برلين، ريغينا فاغنر، أنه ثبت أن مثل هذه المواد التجميلية الدائمة المحتوية على اللدائن محفوفة بالعديد من المخاطر «»فعلى المديين القصير أو الطويل تحدث مشكلات تبدأ من تكوّن بعض العُقد أو انزلاق المادة من موضعها، مروراً بالإصابة بالتهابات أو حساسية، وصولاً إلى ظهور تقرحات على البشرة في مرحلة لاحقة». وحتى إذا تجانست هذه المواد بشكل جيد مع البشرة وأثمرت عن التأثير المرجو منها، أكدت فاغنر أن ذلك لا يعني أنها ستظل على هذا النحو دائماً، ولكن من الممكن أن تتسبب في إحداث استجابات تحسسية غير مرجوة على الأنسجة أو تشوهات في مرحلة لاحقة بعد مرور أعوام من حقنها. من جانبه، أشار السكرتير العام للجمعية الألمانية لجراحات التجميل بمدينة ميونيخ، تسيا تاوفيغ، إلى أنه «عادةً لا يُمكن وضع حد لهذه المشكلات الناتجة عن مثل هذه المواد إلا من خلال استئصالها جراحياً؛ نظراً لأنه لا يُمكن للجسم تحليل الجزيئات المكونة من اللدائن الموجودة بها». وأضاف أنه ربما يكفي في بعض الأحيان حقن بعض الأدوية، كالكورتيزون مثلاً، لتفكيك هذه الجزيئات، إلا أنه غالباً لا يوجد سبيل آخر سوى استئصالها جراحياً، وبالطبع يُعد ذلك أمراً شاقاً، كما أنه عادةً ما يُثمر عن مظهر غير مُرضٍ من الناحية الجمالية على الإطلاق. وأوضح أنه توجد حالياً نوعيات جديدة من مواد ملء التجاعيد الدائمة يُمكن تحملها على نحو أفضل من تلك المواد المحتوية على الجزيئات المكونة من اللدائن، لافتاً إلى أن هذه المواد الجديدة تتكون من مواد بيولوجية وأخرى صناعية، وتختلف في فاعليتها ومقاومتها عن تلك الجزيئات البلاستيكية، مشيراً إلى أن حمض الهيالورونيك يُعد المادة الأكثر انتشاراً واستخداماً في هذا الشأن، وهو أحد جزيئات السكر التي تدخل ضمن مكونات البشرة الطبيعية. وذكر اختصاصي جراحة التجميل الألماني تاوفيغ أن حمض الهيالورونيك يحتل منذ سنوات قمة مواد ملء التجاعيد بدلاً من الكولاجين، الذي يعد بدوره أحد أنواع البروتين الطبيعية الموجودة في الجسم. وعلل ذلك قائلاً: «دائماً كان علاج التجاعيد بمادة الكولاجين يتسبب في إحداث استجابات تحسسية شديدة نوعاً ما؛ لأنه كان يتم استخلاص جزيئات البروتين المستخدمة في الحقن من جلود الخنازير والأبقار، التي لا يُمكن تحملها لدى البعض». ونظراً لأن كل من حمض الهيالورونيك أو مادة الكولاجين - بوصفهما مواد قابلة للتحلل العضوي - يتم امتصاصهما من قبل الجسم تدريجياً بشكل تام، لذا أوصى اختصاصي الأمراض الجلدية شتاينرت بضرورة تجديد حقنهما تحت الجلد مرة ثانية؛ إذ إنه من المؤكد أن تأثيرهما سيتراجع في وقت ما، لافتاً إلى أنه عادةً ما يحدث ذلك بعد مرور أربعة إلى 12 شهراً. وأردف الطبيب الألماني أن هناك نوعيات جديدة من مواد ملء التجاعيد القابلة للتحلل العضوي، وتتميز بأن مفعولها يدوم لمدة أطول، كالتي تتكون من مادة هيدروكسيباتيت المكونة لمعادن العظام أو حمض اللبنيك.