يصور المخرج المصري محمد خان في فيلمه "فتاة المصنع" الذي افتتح "الليالي العربية" في مهرجان دبي السينمائي العاشر، صراع الطبقات واوضاع المرأة في المجتمع المصري الراهن، في عمل تحضر فيه صورة الفنانة الراحلة سعاد حسني التي يعتبرها "جزءا من وجدان البنت العربية والمصرية وجزءا من الثورة". ويقدم محمد خان في "فتاة المصنع" يوميات الشابتين هيام وبسمة، وآمالهما وأحلامهما المشروعة في العاطفة والحب، في الوقت الذي تخوض فيه المرأة المصرية ثورتها على واقعها، حتى من قبل اندلاع ثورة 25 يناير في العام 2011. ويقول محمد خان في حديث لوكالة فرانس برس حول فيلمه الثالث والعشرين "فتاة المصنع أساسا قصة حب.. هيام فتاة تعرف كيف تتغلب على الإحباطات، لأنها تعيش في مجتمع مليء بالإحباطات، في مدينة متوترة، وهي تحرر نفسها وتعرف كيف تصل إلى الحرية (..) وتقوم بثورتها الخاصة قبل الثورة". وتقع أحداث القصة على مدى عام، وتدور حول هيام (تؤدي دورها الممثلة هيام رئيس)، ابنة الحي العشوائي التي تقع في حب شاب ميسور. ويلفت خان الى ان زمن عمله هذا كان قبل ثورة 25 يناير، ويضيف "لا أحب أن اعمل فيلما عن الثورة لأنها لم تنته بعد، لم تكتمل ولم تنضج". ويصور الفيلم الذي وضعت السيناريو له مريم نعوم، الصراع الطبقي وعدم إمكانية كسر جدار الفوارق الاجتماعية بين الفقير والغني ولا حتى بالحب. وتلف صورة سعاد حسني، التي يهدي خان فيلمه إلى روحها، هذا الفيلم، فتضفي عليه نوعا من المقارنة مع الماضي الجميل. ويقول المخرج عن ذلك "سعاد (حسني) جزء من وجدان البنت العربية والمصرية وهي جزء من الثورة، في الثورة رفعوا صورها مع أنها كانت قد ماتت، هذا فضلا عن عن حبي الشخصي لها". ويوضح ان "اضافتها للسيناريو جاءت بعد الثورة"، مضيفا "أتمنى الا ينساها الناس وان يتذكروها". وكان محمد خان بدأ التفكير بمشروع فيلمه "فتاة المصنع" قبل اربع سنوات سبقت تنفيذه فعلا. ويتنافس فيلم "فتاة المصنع" على جوائز المهر العربي الى جانب أعمال مخرجين شباب، وهذه احدى ميزات مهرجان دبي الذي يجمع بين الاجيال السينمائية العربية في مسابقة واحدة. فتتنافس أعمال محمد خان ومحمد ملص وجيلالي فرحاتي مع أعمال اولى لمخرجين من جيل الشباب. وفي رحاب مهرجان دبي، يفرض محمد خان روحه المرحة على المحيطين به ولا يكف عن المزاح او حكاية روايات السينما المصاحبة لتصوير اعماله القديمة وحكاياته مع سعاد حسني واحمد زكي وكثير من الممثلين الذين عملوا معه. كذلك يبدي حماسة كبيرة لمشاهدة الافلام وحضورها اكثر بكثير من المخرجين الشباب. محمد خان الذي لم تمنح له الجنسية المصرية لكون والده باكستانيا هو من اكثر المخرجين المصريين "مصرية" في سينماه. وقد تحول هذا الامر الى نكتة في الساحة الفنية. وقد ظهرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تناصره في مسعاه للحصول على الجنسية المصرية علما ان مصر تقدمه دائما على أنه "مخرج مصري".