إبراهيم الملا (دبي) - وقف جمهور صالة "أرينا" الكبرى بمهرجان دبي السينمائي مساء أمس الأول دقيقة صمت حداداً على روح المناضل الإنساني الكبير نيلسون مانديلا الذي فقده العالم، الجمعة الماضي، وهو اليوم الذي صادف افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان. كما قررت إدارة المهرجان إلغاء الفقرات الاحتفالية ومراسيم السجادة الحمراء وتأجيل المؤتمر الصحفي للنجوم المشاركين في الفيلم، في لفتة تعبر عن احترام مشاعر الملايين الذين يمثل لهم الزعيم الراحل رمزا كبيرا ومثالا للقامات الكبيرة التي ضحت من أجل الحرية وعدم هدر كرامة الإنسان. وتفاعل الجمهور الحاشد الذي شهد العرض ووصل عدده إلى 1800 متفرج، مع مشاهد ومحطات الرحلة النضالية الطويلة التي قطعها مانديلا قبل أن يتحول إلى شخصية تاريخية ملهمة، تتقاطع مع أرواح كبيرة مثل غاندي ومارتن لوثر كينج وجواهر لال نهرو، وغيرهم من المناضلين الذين أججوا شعلة الحرية وللأبد. الفيلم من إخراج الإنجليزي جاستين شادويك وتم اختياره ضمن العروض الافتتاحية لسينما آسيا وأفريقيا بالمهرجان، وسبق لشادويك تقديم أفلام حصدت عدة جوائز مثل فيلم: "بولين الأخرى" 2008 و"المرتبة الأولى" 2010 الذي لاقى حفاوة نقدية كبيرة وهو من بطولة نعومي هاريس المشاركة أيضا بدور رئيسي في فيلم مانديلا، كما قدم المخرج مجموعة من الأعمال الدرامية التلفزيونية مثل سلسلة: "البيت الكئيب"، وترشح لجائزتي غولدن غلوب، قبل أن يفوز مؤخرا بجائزة أفضل مسلسل درامي في: "الأكاديمية البريطانية لجوائز التلفزيون". هالة أسطورية وفي عمله الملحمي الجديد، يقدم شادويك صورة مانديلا الإنسان بكل زلاته البشرية وتحولاته العاطفية وتمرده وهو في أوج الانفتاح والتعرف على الحركة الشعبية المضادة، والتي تحولت إلى أنماط ثورية ملموسة شهدتها مقاطعات ومدن كثيرة في جنوب أفريقيا خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. ويعرج الفيلم على الفترات اللاحقة في حياة مانديلا والتي اتسمت بالهدوء وبمراجعته لتكنيك الثورة المضادة، ولكن الفيلم رغم هذا القرب والتواصل مع التفاصيل الشخصية في حياة مانديلا، إلى أنه لم ينزع عنه الهالة الأسطورية التي أضاءتها السنوات الطويلة والمنهكة التي قضاها في جزيرة معزولة مع أصدقائه في النضال، حيث لم تخبو المقاومة في أعماقه، يتوقف في أكثر الفترات تراجعا وخضوعا للأمر الواقع. ويعرض الفيلم أيضا التغيرات الجديدة التي طرأت على أساليب المقاومة التي أراد لها مانديلا أن تعود إلى سيرتها الأولى، المعتمدة الضغط الشعبي والإضرابات العامة ومن دون اللجوء إلى العنف والتطرف والمقاومة المسلحة. ... المزيد