رصدت «الإمارات اليوم» لجوء معلمين إلى إطلاق أسماء شهرة على أنفسهم، من باب الدعاية لأنفسهم، وإظهار التميز في سوق الدروس الخصوصية، بهدف اجتذاب أكبر عدد ممكن من الطلبة. ومن هذه الألقاب «أسطورة الرياضيات» و«صاروخ الفيزياء» و«ملك التاريخ» و«إمبراطور اللغة العربية» و«دكتور الكيمياء» و«بروفيشنال الأحياء» و«المتخصص» و«البريطاني في اللغة الإنجليزية»، فيما انتشرت وسائل الدعاية للدروس الخصوصية عن طريق رسائل البريد الإلكتروني و«الواتس اب» و«الفيبر» و«الbbm»، متضمنة صوراً كاركاتيرية في بعض الأحيان. وفيما شدد مجلس أبوظبي للتعليم على أن الدروس الخصوصية عمل غير قانوني، أكد طلبة أن المعلمين أصحاب الألقاب هم الأشهر والأعلى سعراً في هذا المجال. وقال الطالب عبدالرحمن عاطف، إنه حجز مع «اسطورة الرياضيات» قبل بداية العام الدراسي، بسبب إقبال الطلبة على الحجز معه. وأضاف أن «المجموعة تتضمن ثمانية طلاب، يسدد كل منهم 3000 درهم، ويحصلون بموجب ذلك على حصتين اسبوعياً، أما حصص مراجعة ليلة الامتحان فلها حساب خاص». وأشار الطالب محمد سيف، إلى اشتراكه في مجموعات دروس خصوصية مع «المتخصص» في اللغة الإنجليزية، و«ملك التاريخ»، مؤكداً تميزهما في طريقة الشرح وتبسيط المواد. وأوضح سيف أن الألقاب ليست جديدة، فهم معروفون بها وسط الطلبة، وبعضهم لا يعطي دروساً خصوصية إلا لطلبة الصف الثاني عشر، لانشغالهم الشديد وزيادة الطلب عليهم. من جانبه، عزا أحمد العامري، وكيل مدرسة، اتخاذ مدرسي الدروس الخصوصية أسماء مستعارة للرغبة في الإفلات من القانون، الذي يجرم مزاولة المعلم الدروس الخصوصية، واصفاً أصحاب أسماء الشهرة بأنهم «هوامير» كبيرة. وشرح أن معظمهم يستخدمون هواتف أقاربهم ومعارفهم البعيدين عن مهنة التعليم، للإفلات من العقوبة، لأن القانون لا يجرم أي شخص يعمل في الدروس الخصوصية باستثناء المعلمين الحكوميين. وطالب حسين يعقوب، معلم تربية إسلامية، بضرورة تجريم إعطاء الدروس الخصوصية، خصوصاً أن مزاولي هذا النشاط، القادمين من خارج المهنة، لا يمتلكون الخبرة الكافية وغير مطلعين على طرق التدريس الحديثة. «الإمارات اليوم» خلال رصدها ظاهرة مشاهير الدروس الخصوصية، اتصلت بمعلمين من أصحاب الألقاب، وكانت البداية مع «صاروخ الفيزياء»، الذي أكد أن أغلب المجموعات كاملة العدد، مشيراً إلى إمكان تحديد موعد منفرد للطالب، على أن يتحمل ذووه قيمة أجر المجموعة كاملة مع عمل خصم جيد، ليصل سعر تدريس المنهاج في الفصل الدراسي الى ما يقارب 12 ألف درهم. وأفاد «إمبراطور اللغة العربية» بأنه خصص أربع حصص لتدريس التربية الإسلامية مجاناً للطلبة المسجلين معه في دروس اللغة العربية، مشيراً إلى أن اللقب أطلقه عليه الطلبة منذ أكثر من 10 أعوام، لإجادته فنون التدريس. وذكر «دكتور الكيمياء» أنه خريج كلية الصيدلة، لذلك اشتهر بهذا الاسم، وأن حبه مهنة التدريس هو ما دفعه لممارستها، لافتاً الى أن البداية كانت مع أبناء زملائه، وعن طريقهم بدأ في الانتشار وتلقي اتصالات من ذوي طلبة يرجونه مساعدة أبنائهم. نماذج إعلانات «الإمارات اليوم» حصلت على نماذج لبعض الرسائل الإعلانية التي يتلقاها الطلبة على هواتفهم وبريدهم الإلكتروني، تضمنت استعداد بعض المعلمين لتدريس أكثر من مادة، وإعلان آخر عن استعدادهم للتدريس لطلبة الجامعات، وعمل البحوث، والواجبات. فيما كان الإعلان الأطرف من شخص حاصل على دبلوم آداب إنجليزي، يرغب في التدريس، إذ عزز إعلانه بالكشف عن امتلاكه خبرة في مجال الأمن والسلامة. وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت في وقت سابق اتخاذها إجراءات عدة لمكافحة الدروس الخصوصية، منها فتح فصول للتقوية في المدارس الحكومية، والتعميم على المناطق التعليمية بفتح مراكز تقوية. ووضعت ميثاقاً أخلاقياً للمعلم يحظر عليه التدريس الخصوصي، وإلا عد مخالفاً للقوانين وميثاق شرف المعلم. وشدد مجلس أبوظبي للتعليم، على أن الدروس الخصوصية عمل غير أخلاقي وغير قانوني، مضيفاً أن المدارس تحكمها لوائح وقوانين تمنع محاولة التربح من إعطاء الدروس الخصوصية. وتابع أن العقود الجديدة للمجلس تحرم المعلم إعطاء الطلاب دروساً خصوصية، وتقضي بفصله إذا ثبت أنه مدرس خصوصي.