لطيفة الوعلان، شابة سعودية عشقت رائحة البن، ونسجت قصة حب خاصة مع القهوة العربية ومذاقها الأصيل، فقادها هذا الحب إلى تحقيق إنجاز تقني ناجح يتمثل في اختراع جديد لإعداد وتحضير القهوة العربية بطريقة سهلة، وبأسلوب جديد ومبتكر، وبعدة نكهات لتلبية أذواق جميع محبي القهوة في دول الخليج العربي والعالم أجمع، وذلك من خلال مشروع «يتوق» من خلال برنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. استطاعت لطيفة أن تحقق نجاحًا جديدًا للمرأة السعودية بتفوقها في استخدام التقنية وتوظيفها في اختراع أول ماكينة للقهوة العربية على مستوى المملكة ودول العالم، وإنتاج خلطات عديدة ومميزة للقهوة بنكهتها الأصيلة التي تحمل عبق التراث. وحول فكرة المشروع قالت لطيفة، الحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من واشنطن: لقد دفعني حبي للقهوة العربية إلى التفكير في إيجاد طريقة جديدة وحديثة لتجهيز القهوة، لأنني لمست أثناء ابتعاثي في أمريكا معاناة جميع المبتعثين من محبي القوة العربية في كيفية إعدادها، ومن هنا انطلقت فكرة المشروع حول كيفية إيجاد وسيلة سهلة ومميزة لتحضير القهوة العربية التي تقدم في مختلف المناسبات، الصغيرة والكبيرة وفي الأفراح والأحزان باعتبارها جزءا من ثقافة الضيافة العربية.وذكرت أن عملية تحضير القهوة قد يستغرق نحو نصف ساعة تقريبًا أو أكثر، وما زالت إلى الآن تصنع يدويًا وتحتاج لبهارات وتوابل كثيرة من الصعب توافرها لمحبي القهوة أثناء السفر، ولذلك عملت بكل جد واجتهاد حتى توصلت إلى طريقة تقنية حديثة لتحضير القهوة العربية بجودة وكفاءة عالية، ومواصفات متميزة، مع سهولة في الاستخدام، وبأسعار منافسة في متناول الجميع. وتوصلت لطيفة لهذا الانجاز بعد تجربة طويلة استمرت أكثر من سنتين، وانخرطت في عدة دورات تدريبية، وطرقت أبواب المحامص والمصانع داخل المملكة وخارجها لمعرفة أفضل الطرق لإعداد القهوة العربية، وكذلك الاستماع إلى تجربة من لديهم باع طويل في هذا المجال، حتى توصلت لهذا الاختراع لكي تجعل الاستمتاع بفنجان القهوة العربية سهلًا، ولان القهوة وجدت لكي نستمتع بها لا أن نشقى في تحضيرها كما تقول. وأودعت الوعلان براءة اختراعها، واستطاعت إطلاق أول «دلة» وماكينة أوتوماتيكية للقهوة العربية بدعم ومساعدة حاضنة بادر للتصنيع المتقدم، ببرنامج بادر لحاضنات التقنية، مشيدة في الصدد بجهود برنامج بادر في تقديم مختلف أوجه الدعم والمساعدة لتنفيذ مشروعها الطموح حتى استطاعت تحويل حلمها إلى حقيقة. وعبرت لطيفة عن سعادتها بتحقيق هذا الانجاز الذي يعد إضافة جديدة وقيّمة للصناعة الوطنية، وأوضحت أن مشروع «يتوق» يعتبر شركة متخصصة في القهوة العربية الفاخرة، ويشتمل المشروع على منتجين، الأول عبارة عن «ماكينة» لعمل القهوة العربية بشكل آلي سريع وبطعم يضاهي القهوة المصنوعة بالطرق التقليدية. والثاني هو «خلطات» للقهوة العربية باستخدام ماكينة القهوة. ويوفر مشروع (يتوق) حاليًا القهوة العربية بعدة نكهات منها، النكهة الكلاسيكية، ونكهة يتوق الخاصة، ودفء القرنفل، وشذا الزنجبيل. ويسعى المشروع إلى الابتكار واستخدام أحدث التقنيات لجعل الجميع يستمتع بفنجان قهوة عربية فاخرة من البن عالي الجودة والمطعّم بالهيل والزعفران والبهارات، مع تطبيق أحدث الطرق لحفظ القهوة للمحافظة على نكهتها لأطول فترة ممكنة.