بقلم : د. علي صالح أبو شامة ألمقدمه في عام1990م عند قيام الوحدة بين بلادنا جمهورية اليمن الديموقراطيه الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وبعد ان ذهبنا إلى صنعاء . وذات يوم في مجلس قات من المجالس التي كنا نعتبر أنفسنا فيها نعزز العلاقات بين أبناء اليمن الواحد اتكأت إلى جانب احد إخواننا من أبناء الجنوب ...وهو من الذين غادروا إلى الشمال قبل الوحدة بعدة سنوات. وسألته :ماذا تعمل هنا ؟؟ وأجابني بكل وقاحة : أتاجر في المخدرات. فصدمني هذا الرد وقلت له : لم تجد إي عمل آخر إلا هذا العمل القذر. وكان الأمر بالنسبة إليه شيئاً عادي. لأنه تربى في بيئته حاضنة في الشمال لمثل هذه الأعمال "ومن جالس قوما أربعين يوما صار منهم" وهنا لا نعمم.... لكن الإنسان السيئ سواء كان في الشمال ا والجنوب لو حصل على البيئة المناسبة والرخوة لعمل الشر سيعمل به بل سيحصل على تشجيع ودعم من أناس في أعلى سلم السلطة و هذا ما هو حاصل في نظام صنعاء ....ولولا احترامي لأسرته المحترمة لذكرته لكم بالاسم . وبعد ذلك اختفى لفترة طويلة وظهر بعد 18 عام . مسجونا في احد الدول المجاورة... متلبس لنفس العمل السالف الذكر... عاد إلى الوطن بعد أن توفى والديه وزوجته وأصبح أبنائه . الذي تركهم أطفالا كبارا متزوجين .... واليوم نشكو من هذه الظاهرة الخطير ة في الجنوب . وربما قد تضاعف العدد من مثل هذا الشخص بالعشرات وأصبحوا يتاجرون بهذه البضاعة القذرة نهاراً جهاراٌ.... وبدعم ومسانده من قوى الظلام والفساد الذين يعملون بهذه التجارة المربحة بالنسبه لهم . بل ويقذونهم بعناصر من الشمال ممن يعملون بهذه التجارة لأهداف سياسيه واقتصاديه واستهداف أخلاق الشباب الجنوبي بهذه المرحلة لأسباب كثيرة منها إشغالنا بهذه آلافه عن هدفنا الرئيسي استعادة ألدوله الجنوبية ورفع الظلم والاستبداد جراء أعمال هذه القوى التي قضت على حلم الوحدة . ما هي الظاهرة...؟ كل أمر فردي خفي يتحول مع الوقت . إذا لم يجد من يبتره في مهده . فورا إلى ظاهره. وعندما يتحول الأمر إلى (ظاهره) يجب على المجتمع وعلمائه ومثقفيه بمختلف اتجاهاتهم السياسية والايدلوجيه دراسة الأسباب والمكافحة لهذه الظاهرة . ولكي لا أشتت انتباهكم سأشرح لكم بعض الأسباب لانتشار هذه الظاهرة في بلادنا ثم المكافحة. أولا الأسباب:- 1- تجار المخدرات يعملون بكل جهد وتفاني في نشر بضاعتهم في الأسواق الغنية والفقيرة ثم يكون تركيزهم على الزبائن الميسورين، وأفضل مناخ لهم المنطقة التي أمنها رخو. 2- وجدوا في الجنوب السوق الآمن الذي يعوضهم عن الأسواق الخطيرة في البلدان المجاورة التي يتعرضون فيها للخسائر الفادحة والقتل. 3- وضعوا الجنوب هدف رئيسي لهم لان فيها شرائح غنية يحصدون منهم جراء تجارتهم مبالغ لا تقل عن ما يكسبوه في الأماكن الخطرة بالنسبة لهم . 4- بعض المغتربون في الخارج يضخون أموالا كبيره لأبنائهم وعائلاتهم من دون رقيب أو حسيب. 5- انهيار ألدوله وعدم استشعار الناس لهذه الظاهرة الخطيرة التي لا تظهر أعراضها في البداية إلا بعد خراب مالطة. 6- الفراغ القاتل بين الشباب وعدم وجود العمل والدراسة والتوجيه السوي وحرمان شباب الجنوب من الخدمة العسكرية والمدنية . 7- عودة بعض العناصر المصابة بهذا الداء من الخارج بعد أن تم ترحيلهم نتيجة تعاطيهم لهذه آلافه وكذلك خبرتهم العملية التي اكتسبوها في هذا المجال. هذه الأسباب الغير سياسيه بالأضافه إلى الأسباب السياسية التي تنتهجها ... وتخطط لها مراكز القوى الفاسدة في نظام صنعاء بهدف القضاء والتشويه للحراك الثوري الجنوبي وإفساد شباب الجنوب بشكل عام وهنا يكمن الخطر الحقيقي . وهناك أسباب أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها. ثانياً المكافحة :- 1-حصر العناصر المزودة من الكبار او المروجين، كانوا كبارا أو صغارا، داخل كل قريه ومدينه . 2-فضح هذه العناصر والتشهير بها بين الناس ووسائل الإعلام. 3-تطبيق حكم الشرع في كبار المروجين والتجار والمزودين للمخدرات كما هو حاصل في بعض البلدان الاسلاميه المجاورة وهي الإعدام رميا بالرصاص حتى الموت أمام عامة الناس. 4-المتعاطيين يجب عزلهم وسجنهم وجلدهم مع التشهير وبعد ذلك محاولة علاجهم إن أمكن. 5-تعزيز أجهزه الأمن السرية والعلنية والمحاكم في الجنوب وحمايتها من العابثين والتنسيق مع المشايخ والاعيان في الريف والوجهاء في المدن في مكافحة هذه الظاهرة واستحداث أقسام رئيسية في كل شرطه لمكافحة المخدرات. 6-يجب ان نكتب في كل شوارع الجنوب وجبالها وفي مختلف الطرق وان نرفع الإعلام على كل بيت بأن عقوبة تجارة المخدرات هي الإعدام لا محالة . 7-على علماء الدين في المساجد والمدارس والجامعات أن ينشروا الوعي بين الناس والطلاب عن مخاطر هذه الظاهرة وعقوبتها الشرعية. وفي الأخير فإن الهدف هو ضرب أخلاق أبناء الجنوب وخاصة الشباب منهم في الصميم ونستشهد بهذه الأبيات للشاعر احمد شوقي (إنما الأممٌ الأخلاقٌ ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبو ا. وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلا صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوم النفس بالأخلاق تستقم. ولذلك فليحذر أبناء الجنوب وينتبهوا ويشعروا بالخطر حتى لا تتحول الجنوب الرائع والجميل إلى "كولومبيا العرب"ويتركها سكانها لهؤلاء آلافه الخطرين. واعذروني أن بالغت في الموضوع ولكني أرى أن الآفاق خطره إذا لم تعالج سريعا. والله من وراء القصد