عبدالقوي الشامي هؤلاء الذين تصيدوا الأطباء والمرضى في (غزوة العُرَضَّي), ليسوا من بني البشر لا أمهات أو بنات لهم ولا زوجات أو أخوات ينتظرن عودتهم إلى بيتِ عشرةِ الأخوةِ أو الزوجيةِ. نعم الصور المتلفزة تنفي بالمطلق أن يكونوا بشراً أو حتى حيوانات, بل يكاد ما حدث أن ينطق بهم رجسٌ من عمل الشيطان.. فيهم الشيطان تدثر عباءة دين الله ليعيث قتلاً بالعليل قبل المداوي وبالطفل البريء قبل الشيخ الطاعن. مسُّوخٌ شيطانية,لا تجري في عروقها دماء وإنما سُّخام برك من الحقد الأسود والنتيجة نلمسها في ما حملته لنا الأنباء من أحداث يومٍ من أيام الجهاد. في 26 نوفمبر الماضي أقر المجمع الفقهي العراقي خبر إغلاق مساجد العاصمة العراقية بعد تعرض العديد منها للاعتداء حد تفخيخ ميكرفونات محراب رسول الله(صلعم). أما الثاني فكان إقرار السلطات الأنجولية بقفل المساجد ومنع المصلين من ارتيادها. بعد إن تبين علاقة بعض القائمين عليها, بأعمال قتل وعنف. وإن كان الساسة قد تراجعوا لاحقا فالسلطات الأمنية متمسكة بقرارها. وأما ثالثة الأثافي فتمثلت بتجرؤ الناشطة السياسية المصرية (علياء المهدي) التي اشتهرت ب(نضال التعري), تجرؤها على الآذان: بتحويره بكلمات حق أرادت بها باطل. قد يرى البعض بان ما قامت به (المهدي) ليس جديراً بالإشارة لأنه عمل فردي. وهذا التوصيف قد يكون صحيحاً من حيث الشكل, إما المضمون, ففيه علة كل ما تعانيه مجتمعاتنا الإسلامية من ضياع وتدهور. وحتى لا نتوه أورد ما لفتني في رد أحد المتفقهين بالدين على سؤالي عن ماهية (الحور) وأنا أعد لموضوعي السابق بعنوان (لحوراء العين يهون الدم والدمار), فأجاب منفرجاً الأسارير: هنَّ (من أشّْتَدَ بياضهن وتَكَحَلَّ سَوَاُدُهُّنَ من النساءِ). وأختتم مصفوفته السادحة مدحاً, أختتمها بالدعاء: (اللهم زوجنا إياهن), وعندما سألته لماذا (إياهن) وليس (إحداهن) يا مولانا ؟.. أبتسم الرجل ورَبَّتَ على كتفي قبل أن يغادرني للصلاة. ومن شذوذ التعري إلى شذوذ المُتْعَةُ, فعشية عيد المرأة العالمي مارس العام الماضي طالب حزب تونسي (الانفتاح والوفاء) طالب بتشريع معاشرة الجواري, (التمتع بما ملكت الأيمان) كما جاء على لسان رئيسة, الشيخ البحري الجلاصي بدعوته المجلس الوطني التونسي لإقرار نص دستوري بهذا (الحق).. لاحظ الأنانية عند مثل هؤلاء الدعاة (التمتع) وكأن المرأة عبارة عن قدح مهلبية أو مجرد لوح من الشوكلاتة! قد يختلف نضال الشاذة, المهدي, من حيث الشكل عن نضال الشيخ, الجلاصي, ولكن من حيث المضمون كليهما يصب في (بِرْكة) الهوس الجنسي التي أنطلق منها منفذو (غزوة العًرضي) وأني لأزعم بأن هذه (البِرْكَةُ) الأسنة بسخام شذوذ شيوخ الإفتاء, هي المحرك الأول لكل أعمال القتل والتدمير التي ترتكب في ديار الإسلام. فنتيجة الدعوة للإسلام بالحسنى التي تصدى لها أبائنا وأجدادنا الحضارم خلال القرنين 19 و20 في القارتين السمراء والصفراء والتي أثمرت انتشارا ناعماً للدين الإسلامي في مختلف الأصقاع, إلى أن تجاوز عدد المسلمين كل دين آخر هذه النتيجة مهددة بالتلاشي على أيدي جماعات (جهادية) متطرفة تعتمد القتل والتدمير وسيلة, من قبيل (بوكو حرام ) في نيجيريا التي أسسها مجموعة من الطلاب الفشلة على هدى جماعة طالبان الباكستانية, فلسفة الجهاد عند الجماعتين مبنية على تحريم التعليم في المدارس والاكتفاء بجهل الكتاتيب.. أو جماعة (أبو سياف) التي فَرَخَّها, معمر ألقذافي عن جبهة تحرير (مورو) الفلبينية العام 91م, في إطار جهود تنصيبه خليفة للمسلمين. هذه الجماعات التي تدعي الجهاد شأنها شأن الذين يقفون وراء (غزوةالعُرَضْي) هناك كان ما عُرف بعميد الزعماء العرب وهنا من أطلق على نفسه نائب العميد, بما قاموا ويقومون به من أعمال يندى لها الجبين, يمثلون حالة النكوص بدعوة أهل الخير للخير الذي يمثله الإسلام المجرد من كل مصلحة, أكانت جنسية أو سياسية.. اللهم زوجنا إياهن, هنا تكمن العلة, التي انفرجت لها أسارير الرجل السبعيني, فيها الدافع الرئيسي لتسويق إرهاب من قبيل (غزوة العُرَضيّ) وغيرها من الجرائم بحق البشرية, التي ترتكب هنا وهناك, باسم الدين الإسلامي الحنيف, وهو منها براء. وهذا ما اهتدت إليه, الخبيثة (علياء المهدي), عندما قررت معالجة الماء بالماء كما يقول المثل (النضال) بعوراتها الجسدية, فقد بلغ المتابعين لصورتها العارية في الشبكة العنكبوتية أكثر من أربعة ملايين متابع خلال يومين أثنين فقط!...