يقف الرجاء البيضاوي بطل المغرب على عتبة إنجاز تاريخي جديد عندما يلاقي أتلتيكو مينيرو البرازيلي اليوم الاربعاء في مراكش في الدور نصف النهائي بمونديال الأندية لكرة القدم الذي يستضيفه المغرب حتى السبت المقبل . ويسعى الفريق المغربي إلى بلوغ المباراة النهائية ليصبح ثاني فريق يخرق سيطرة اندية أوروبا وأمريكا الجنوبية على المباراة النهائية للبطولة بعد مازيمبي الكونغولي الديمقراطي بطل القارة السمراء عام 2010 عندما تغلب على انترناسيونال البرازيلي 2-صفر في دور الاربعة قبل ان يخسر امام إنتر ميلان الايطالي صفر-3 . حقق الرجاء البيضاوي إنجازاً تاريخياً في ثاني مشاركة له في العرس العالمي بعد الأولى عام ،2000 حيث تمكن "النسور الخضر" وهو لقب الرجاء البيضاوي من تحقيق فوزين متتاليين على أوكلاند سيتي النيوزيلندي 2-1 في الدور الأول الأربعاء الماضي، وعلى مونتيري المكسيكي بالنتيجة ذاتها ولكن بعد التمديد السبت الماضي في ربع النهائي، ليضمن مواجهة أتلتيكو مينيرو . وسيكون على عاتق الرجاء البيضاوي أيضاً معادلة عدد الانتصارات التي حققها الأهلي في البطولة حتى الآن . وأوضح المدرب التونسي فوزي البنزرتي "نمر في اهم لحظات في تاريخ النادي وأنا واثق بان قوة روح الفريق الذي يتميز بها الرجاء البيضاوي حالياً ستساعدنا على مواصلة المشوار" . في المقابل قال لاعب الوسط شمس الدين الشطيبي "نعيش أجواء رائعة ونمني النفس بالاستمرار كي نعوض نوعا ما خيبة الأمل لعدم تأهل المنتخب إلى مونديال البرازيل" . من جهته، يرغب أتلتيكو مينيرو بضرب عصافير عدة بحجر واحد في مقدمتها احراز اللقب الأول في تاريخه والخامس للبرازيل ومعادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب مع القارة الأوروبية . وقال مدرب أتلتيكو مينيرو كوكا "ليس من السهل مواجهة الرجاء البيضاوي وجماهيره الغفيرة، لكننا نملك فريقا قويا"، واضاف "المهم هو الفوز وإذا قدر لنا ذلك، فاننا سنقترب كثيرا من تحقيق انجاز تاريخي للنادي . وتابع "سنخوض المباراة من اجل الفوز، وليس من اجل تقديم الهدايا، أنا واثق من قدرة فريقي على تقديم مستوى رائع" . ويعول كوكا على الترسانة المهمة من النجوم التي تضمها صفوفه في مقدمتها نجم برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي السابق رونالدينيو الذي يولي البطولة اهمية كبيرة حيث يمني النفس برد الاعتبار لنفسه لخسارته نهائي المسابقة عام 2006 أمام بورتو أليغري البرازيلي صفر-1 عندما كان يدافع عن ألوان برشلونة الإسباني، واحراز اللقب الوحيد الذي ينقص خزائنه المرصعة بالالقاب ابرزها كأس العالم 2006 ودوري أبطال أوروبا 2006 مع برشلونة، والكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم عام 2005 . وعاد رونالدينيو مؤخرا إلى الملاعب عقب تعافيه من الاصابة بتمزق عضلي في الفخذ والتي ابعدته عن الملاعب لمدة 3 أشهر حيث كانت مشاركته في العرس العالمي غير مؤكدة . وأصيب أنصار اتلتيكو مينيرو بخيبة امل كبيرة اثر اصابة رونالدينيو، بيد ان الأخير بذل مجهودات كبيرة حتى يتعافى ويكون عند الموعد في المغرب . وأعرب رونالدينيو عن تفاؤله الكبير بعد عودته إلى الملاعب ولتقديم أداء جيد يخوله وفريقه الفوز باللقب العالمي للمرة الاولى في تاريخه ويعزز حظوظه في التواجد بكأس العالم للمنتخبات التي تستضيفها بلاده العام المقبل . واضاف رونالدينيو: "أعمل دائما لأكون في أفضل حال . إذا سنحت لي الفرصة للمشاركة في كأس العالم، أريد أن أكون مستعدا . هدفي أن أكون دائما في أفضل حال، كل شيء ممكن في عالم كرة القدم . يجب علي أن أحافظ على المستوى الذي أظهرته قبل الإصابة" . وشدد رونالدينيو على الدور الكبير الذي تلعبه الخبرة التي كسبها في مشواره الاحترافي في أوروبا، وقال "دون شك، الخبرة عامل مهم في مسيرة اللاعب، نحن الان نخوض بطولة عالمية وامام فرق عالمية ايضا وبالتالي فخبرتي ستكون سندا كبيرا في هذا العرس العالمي" . ولن تكون خبرة رونالدينيو، الذي دافع ايضا عن الوان باريس سان جرمان الفرنسي، وحدها حاضرة في صفوف أتلتيكو مينيرو، لكن النادي البرازيلي يضم نجوما تألقوا في البطولات الأوروبية مثل جيلبرتو سيلفا وجوسوي وجو . ودافع جيلبرتو سيلفا عن الوان أرسنال الإنجليزي (2002 و2008) وباناثينايكوس اليوناني (2008-2011)، وجوسوي عن الوان فولفسبورغ الألماني (2007-2013) وجو عن الوان سسكا موسكو الروسي (2005-2008) ومانشستر سيتي (2008-2011) ومواطنه إيفرتون (2009) وغلطة سراي التركي (2010) . البنزرتي يبحث عن أجمل تحدياته أثبت مدرب الرجاء البيضاوي الجديد التونسي فوزي البنزرتي بأنه عاشق التحديات بقيادته بطل الدوري المغربي إلى إنجاز تاريخي غير مسبوق وهو دور الاربعة لمونديال الاندية في كرة القدم . "لا أعتبر الموافقة على تدريب الرجاء مغامرة بل تحديا وأنا بطبعي اعشق التحديات بالنظر إلى الثقة الكبيرة في نفسي والتي ازودها إلى اللاعبين أيضاً" هذا ما قاله البنزرتي عن قبوله تدريب الرجاء قبل 4 أيام من البطولة العالمية، في وقت رفض الكثير من المدربين تحمل المسؤولية في مقدمتهم مدربه السابق البرتغالي جوزيه روماو الذي يشرف حاليا على العربي القطري والهولندي رود كرول مدرب الصفاقسي التونسي . استلم البنزرتي فريقا مهزوزا بسبب النتائج المخيبة التي حققها في 4 مباريات متتالية لم يتذوق فيها طعم الفوز وادت إلى اقالة مدربه السابق محمد فاخر، لكن المدرب التونسي اعاد ترتيب البيت الرجاوي وقدمه في أبهى صورة في مونديال الاندية وقاده إلى دور الأربعة حيث اصبح على عتبة دخول التاريخ من الباب الواسع . واضاف البنزرتي الذي ترك فريق مسقط رأسه الاتحاد المنستيري لتدريب الرجاء البيضاوي: "لدي ثقة في نفسي وفي اللاعبين وفي الجهاز الفني . هناك شجاعة كبيرة من اللاعبين من أجل مواصلة العمل على نفس النسق والقوة والحماس والعطاء الذي قدمناه"، مشيراً إلى انه سبق له وأن أشرف على فرق في وضعية صعبة كما هو الحال بالنسبة إلى الرجاء البيضاوي . واردف قائلا: "ثقتي في نفسي ومؤهلاتي كبيرة جدا وقلت ذلك منذ وصولي وتحملي للمسؤولية، وتلك الثقة لا تتأثر سواء فزت أو خسرت، لان هذه هي كرة القدم، فيها الفوز والتعادل والخسارة ولا يوجد مدرب حقق الانتصارات فقط" . وكشف البنزرتي ان سر تألق لاعبي الرجاء هو تحررهم من الضغوطات النفسية . لكن العمل الكبير الذي ينتظر البنزرتي هو الدوري المحلي حيث يحتل بطل المغرب المركز التاسع، بيد ان البنزرتي بدا متفائلا أيضا وقال "لكل حادث حديث وأعتقد ان العمل الذي نقوم به حاليا في البطولة العالمية والنتائج الإيجابية والتاريخية التي حققناها حتى الان ستكون لها انعكاسات ايجابية على اداء اللاعبين وفي الدوري المحلي" .