واشنطن - أ ف ب حذر السفير السعودي في بريطانيا أمس الثلاثاء من أن سياسات الغرب حيال إيرانوسوريا تنطوي على "مجازفة خطيرة" مؤكدا أن السعودية على إستعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة. وكتب الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز "إننا نعتقد أن الكثير من سياسات الغرب حيال إيرانوسوريا يجازف بإستقرار الشرق الأوسط وأمنه". وتابع "هذه مجازفة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الأيدي". ويعتبر تصريح الأمير السعودي آخر تحذير صريح ضمن سلسلة من التصريحات العلنية التي صدرت في الآونة الأخيرة عن عدد من كبار المسؤولين السعوديين وتعبر عن إستياء المملكة حيال المبادرات الدبلوماسية الغربية تجاه سورياوإيران. ونادرا ما وجه المسؤولون السعوديون إنتقادات علنية الى حلفائهم الغربيين على مدى عقود من الشراكة بينهم. الا أن قرار واشنطن التخلي عن توجيه ضربات عسكرية الى نظام دمشق المتهم بإستخدام أسلحة كيميائية في النزاع الجاري في هذا البلد وموافقتها على إبرام إتفاق مرحلي مع إيران حول برنامجها النووي، أثار إستياء السعودية التي تعارض بشدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتعتبر طهران خصما إقليميا خطيرا. وقال السفير السعودي مشيرا الى دعم إيرانلدمشق أنه "بدل أن يواجهوا الحكومتين السورية والايرانية، فإن بعض شركائنا الغربيين إمتنعوا عن القيام بتحركات ضرورية ضدهما". مردفا: أن "الغرب يسمح لأحد النظامين أن يستمر وللآخر أن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية". وإعتبر أن المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع إيران قد "تضعف" عزيمة الغرب على مواجهة كلا من دمشقوطهران. وتساءل "ما هي قيمة (السلام) حين يصنع مع مثل هذه الأنظمة؟" ونتيجة لكل هذه الاعتبارات أكد أن السعودية "لا خيار أمامها سوى أن تصبح أكثر حزما في الشؤون الدولية: أكثر تصميما من أي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمس الحاجة اليه". وقال أن بلاده تتحمل "مسؤوليات عالمية" على الصعيدين السياسي والاقتصادي مؤكدا "سوف نتحرك للإضطلاع بهذه المسؤوليات بالكامل، سواء بدعم شركائنا الغربيين أو بدونه".