تواصلت الهجمات الانتحارية ضد زوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام في العراق، الخميس، حيث استشهد 17 شخصا في هجوم استهدف موكبا في جنوب بغداد، في وقت قتل خمسة افراد من عائلة واحدة في هجوم مسلح غرب العاصمة. بغداد (أ ف ب) وقال عقيد في الشرطة ومصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان انتحاريا فجر نفسه قرب خيمة تقدم الطعام والماء للزوار الذين يسيرون نحو كربلاء لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام، والتي تصادف يوم الاثنين المقبل. واكدت مصادر طبية رسمية ان الهجوم ادى الى مقتل 17 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح. ويتعرض الزوار الشيعة الذين بدأوا السير على الاقدام منذ عدة ايام متوجهين الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، لهجمات متواصلة منذ ايام، وخصوصا في المناطق الواقعة الى الجنوب من بغداد. وقتل امس الاربعاء خمسة اشخاص في هجوم انتحاري استهدف الزوار قرب بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، وذلك بعد مقتل ثمانية آخرين الثلاثاء، ومقتل 24 في هجوم بسيارتين مفخختين قرب المحمودية، جنوب العاصمة، يوم الاثنين. وقد ضحى شرطي عراقي بنفسه الاربعاء بعدما احتضن المهاجم الانتحاري قرب بعقوبة، قبل ان يفجر نفسه، ليقتلا معا. ونشرت وزارة الداخلية بيانا على موقعها حول الحادثة جاء فيه ان "احد ابطال شرطة فوج طوارئ محافظة ديالى، وبعد شكه بأحد الاشخاص، قام بمداهمته، واحتضانه، ما دفع الارهابي الى تفجير نفسه، حيث تبين انه كان يرتدي حزاما ناسفا". والشرطي ايوب خلف اب لطفلين (ست سنوات وتسع سنوات) ويسكن في الخالص. وتعليقا على الهجمات المتكررة ضد الزوار ادان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان "بأشد العبارات الموجة الاخيرة من الهجمات التي تستهدف بشكل متعمد الزوار الذين يشاركون بالزيارة الاربعينية". واضاف ملادينوف في البيان الذي نشر الاربعاء ان "مثل تلك الاعمال الارهابية تبعث على الازدراء ولا مبرر لها، لان ممارسة الشعائر الدينية امر مقدس في كافة الديانات المختلفة". وتابع "اتقدم بأصدق مشاعر المواساة لأسر الضحايا التي فقدت افرادا منها في ظروف صعبة"، معربا "عن ايمانه العميق بانه لا يمكن لاي عمل ارهابي ان يثبط العراقيين التواقين للسلام". وفي اعمال عنف اخرى اليوم، داهم مسلحون منزل احد عناصر قوات الصحوة في منطقة زيدان الواقعة في قضاء ابو غريب غرب بغداد، وقتلوا صاحب المنزل وزوجته واطفاله الثلاثة، بحسب مصادر امنية وطبية. واوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي لوكالة فرانس برس ان الهجوم الذي وقع فجر اليوم نفذه مسلحون يرتدون زيا عسكريا. وتجد القوات العراقية نفسها وحيدة اليوم في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخمها من النزاع في سوريا المجاورة. ويشهد العراق منذ نيسان/ابريل الماضي تصاعدا في اعمال العنف اليومية المتواصلة منذ اجتياح البلاد في العام 2003، والتي تشمل استهداف كل اوجه الحياة فيه، وبينها المقاهي والمساجد والمدارس وحتى مجالس العزاء. ومنذ بداية العام 2013، قتل في العراق اكثر من 6550 شخص في اعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، فيما قتل نحو 420 شخصا منذ بداية شهر كانون الاول/ديسمبر الحالي. /2336/