الشارقة - "الخليج": ضمن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول، احتضن بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، الأمسية التي نظمتها جمعية حماية اللغة العربية بالتعاون مع المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج وبيت الشعر، تحت عنوان "لغة الخلود"، وشارك فيها كل من الشعراء عبدالله الهدية الشحي (الإمارات)، ود . خليفة بن عربي (البحرين)، ود . مهدي بن أحمد حكمي (السعودية)، وأحمد بن عبدالله الكلباني (سلطنة عمان)، ورعد أمان (اليمن)، ومحمد البريكي (الإمارات)، وحضرها د . علي القرني مدير عام المركز، وعلي ميحد السويدي الوكيل المساعد لوزارة التربية، ومحمد دياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، وجمهور لافت من الشعراء والكتاب والإعلاميين ومتابعي فعاليات بيت الشعر . بداية قدم عبدالله الهدية، للأمسية مبيناً جماليات اللغة العربية، ومسلطاً الضوء على السير الإبداعية لشعراء الأمسية، كي يقرأ على مسامع الجمهور قصيدته التي كتبها في هذه المناسبة، مركزاً فيها على دلالات اللغة، إذ يقول: حاولت غرس عروبتي بشوارعي ما بين غابات الزجاج الممحله فوجدت أقدامي مقيدة الخطى ووقفت أتلو سرّ قفل السلسله تمتمت للشبح المحيط بحسرتي حتى تخيلني أريد توسله فمتى ضفائر ضادنا ترد الضيا ويعيد مضمار البلاغة بلبله من أجل تاريخ تأبط سدرة فقدت هويتها بكيد "قرنفله" من أجل مولود يسطر بالوفا بالتضحيات وبالرؤى مستقبله من أجل ماذا؟ قف هنا . .أعد المنى وافتح شبابيك الأماني المقبله هاقد أفقت من الكوابيس التي جعلتني أشقى خلف سرب الأسئله وحدي أسوق الدرب . . لا . . هذي إما راتي معي . . وقرارها ما أجمله الضاد ثم الضاد أصل هويتي قد قالها علناً رفيع المنزله عربية داري ستبقى دائماً حتى وإن عبست ظروف المرحله للضاد أعمدة بقلب مدينتي فإلام شعري لا يعيد المسأله عذري معي إن باح هم توجفي يكفي بأني قد فقدت طليطله وقرأ خليفة بن عربي قصيدة بعنوان (الآسرة) استطاع خلالها استقطاب الحضور، ولفت انتباهم، حيث تساوق اللغة، والصور، والإيقاع، من خلال تركيزه على جمال لغته العربية الأم، إذ قال: هزي إليك بحبنا يا آسره يساقط العشاق سحباً ماطره بهمُ من الأحلام حلمك والهوى ولهم بشوقك نمنمات طاهره يتناسلون من الشموس فظلهم يحكي بأنك في العروق الحاضره لغة الحياة دعي عناني صاهلاً يحدو من الشعر البهيج جواهره أرسو على نسمات حرفك شاهراً للكون آمالي بصدرك هادره حتى ب"اقرأ" جاء بعث محمد فغدوت بالقرآن أنت الظافره يا آهة العربي يا من ألهمت خلجات امرو القيس تغدو باصره لولا نسيمك ما "تضوع ريحها" تلك التي في خافقيه ساهره بينما راح د . مهدي حكمي يربط بين جمال اللغة العربية، والشارقة، كي تكون هذه المدينة أحد عناوين اللغة، في صورتها الأزهى، حيث راح يناجيها، معدداً خصالها، عبر قصيدة "رائية"، وقد وفق في تقديم وجهة نظره، إبداعياً، يقول: أنت أدرى بلوعتي، أنت أدرى فامنحيني، إذا تلعثمت، عذرا آه، ماذا أرى، طيوف جمال أفرغت في رؤاي والروح سحرا جمع الله فيك شارقة الخير مزايا، ما إن تباع وتشرى هدأة الليل والأصيل ونسمات الصبا والمدى الفسيح وأخرى تركتنا لدى جفونك صرعى ورمتنا على شفاهك أسرى الصبيحات ما أرقّ وأنقى والعشيات ما أبضّ وأغرى أنت من شامخ البنايات أقوى ومن الزهر أنت أندى وأطرى للمحبين أنت مأوى ومجلى ملتقى أنت للندامى ومسرى وجاءت قصيدة رعد أمان التي عنونها ب"لا تحزني سعاد" لتشتغل على ثنائية: الحزن/ الأمل، وهو يتناول لغته الأم، من خلال قصيدة "بائية" مطولة، لجأ خلالها إلى الصورة المحسوسة، كي تكون اللغة سعاده، فلا يفتأ يصفها -من جهة- ويريها دروب الخلاص من جهة أخرى، يقول: نوحي سعاد على الأمجاد وانتحبي وانعي معي درة التاريخ للعرب وجرّحي الخد باللطم المهين فما يزلزل الحر مثل الندب والندب وعفري وجهك الريان وانعفري مكلومة في مهاوي ذلنا الترب ألا وصبي الدجى في صبحنا فلقد ساوى الزمان على السامين بالذنب وصار كل كريم الأصل خالصة إذا اعتزى الناس في شك من النسب العز والشرف الأسنى ومحتده والفخر والمرتقى ضرب من الكذب وللشموس جباه بعدما ائتلفت وأغرت الدهر تبدو اليوم كالحطب وكبرياء لسان العرب جرحها غدر الزمان بحد السقم والعطب كما قرأ محمد البريكي قصيدته "لغة" التي تمكن هو الآخر، من خلالها، من جذب الحضور، والتفاعل مع إيقاع النص، ولغته، وصوره، كي يعدد من خلالها أصالة لغته، العريقة، لغة القرآن الكريم، والضاد، وحضارتها، وتراثها، بل وماضيها، وحاضرها، ومستقبلها في آن، يقول: هنا . . هنا قابليني فوق حنجرتي وعانقي حرفي المجنون في شفتي وسافري في وريدي وافتحي مدناً محتلة من جيوش الحب في رئتي وقابليني على الأوراق فاتنة ليزهر البوح من أمطار محبرتي يا نخلة هزّ وجدي جذعها زمناً فاساقطت رطباً للناس قافيتي وكنت من قبل في المحراب راهبها أدعو ليخرج حزن الروح معجزتي طيراً أحلق . . هذا الكون لي شجر فهل وفوق أغصانه أشدو بأغنيتي هي المحيط الذي يمتد متسعاً هي الجنون الذي في أحرفي . . لغتي وارتجل عبدالله الكلباني بدوره قصيدة، عن جمالية وسحر اللغة العربية، تميزت بإيقاعها العالي، وكانت أقرب إلى الملحمية، كما وصفها عدد من الحضور، حيث تميزت صوره بالجودة، والابتكار، من خلال تماهي المفردة في البناء، وهي إحدى صفات القصيدة المتميزة التي تعكس صدق الأحاسيس والمشاعر عادة .