قصفت القوات النظامية السورية بالطيران الحربي والمدفعية مناطق في ريف دمشق، في حين أسفر انفجار سيارة ملغومة في حمص عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل، غداة يوم دامٍ سقط فيه 182 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تحدثت صحيفة سورية عن «فتح ابواب جهنم» على مهاجمي دمشق. وتفصيلاً، ذكر المرصد ان القوات النظامية قصفت بالطائرات الحربية مناطق في ريف دمشق، صباح امس، بعد معارك عنيفة جرت مع المقاتلين المعارضين. وقال المرصد في بريد إلكتروني «نفذت الطائرات الحربية غارتين على مدينة داريا» جنوبدمشق، بينما تشهد بلدات وقرى الغوطة الشرقية تحليقاً للطيران الحربي في سمائها. من جهتها، افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتداد وتيرة القصف المدفعي على داريا في محاولة لاقتحام المدينة من جديد وسط اطلاق نار كثيف. وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة. وكان المرصد تحدث عن مواجهات بين الطرفين ، في عربين شرق العاصمة، التي قصفها الجيش النظامي، والزبداني (شمال غرب دمشق) والمليحة، ما أدى الى سقوط عدد كبير من الجرحى. في الأثناء، بث ناشطون سوريون صوراً على الإنترنت قالوا إنها لعمليات إسقاط طائرات تابعة لقوات النظام السوري على يد عناصر من «الجيش الحر» في أكثر من منطقة بالبلاد. وأوضح النشطاء أن ثلاث مقاتلات سورية سقطت في منطقة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب (شمال) وفي ريف حماة (وسط) وفي ريف العاصمة السورية دمشق قرب المطار. ولم يصدر تعليق عن النظام السوري بعد. وعلى الرغم من تأكيد السلطات الحكومية انتهاء المعارك قرب المطار، نقل ناشطون عن «الجيش الحر» قوله إنه بات يسيطر على الفوج 35 (قوات خاصة) الواقع على طريق المطار. وقال مصدر امني سوري ل«فرانس برس» ان القوات النظامية تمكنت من اعادة الأمن الى الجانب الغربي من الطريق، وجزء صغير من الجانب الشرقي. لكنه اشار الى ان الجزء الصعب لم ينتهِ وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق حيث يوجد آلاف المسلحين، وان الأمر سيستغرق بضعة ايام. وتؤكد السلطات السورية ان الطريق باتت آمنة، وان العمليات العسكرية لم تؤثر في حركة الملاحة في المطار. من جهتها، أفردت صحيفة «الوطن» السورية مساحة واسعة في عددها، امس، للحديث عن العمليات العسكرية في محيط دمشق وطريق المطار، مشيرة الى ان «الجيش العربي السوري فتح منذ صباح الخميس أبواب جهنم على مصراعيها أمام كل من سولت له نفسه الاقتراب من دمشق أو التخطيط للهجوم عليها». وأوضحت ان الجيش «صد كل الهجمات التي انطلقت قبل ظهر الخميس، مع محاولات المجموعات المسلحة قطع طريق مطار دمشق الدولي، والاقتراب من المطار بهدف السيطرة عليه، في حين كانت مجموعات اخرى تستعد للهجوم على دمشق في محاولة جديدة تكللت بالفشل كسابقاتها». واشارت الى ان القوات النظامية اشتبكت «مع مسلحين حاولوا التسلل الى حرم الطريق لقطعه، في حين تقدمت مجموعات مسلحة باتجاه العاصمة، في ما سمي الزحف على دمشق، فما كان من الجيش السوري الا الدفاع عن عاصمته، وشن هجوماً هو الأول من نوعه باتجاه تمركز المسلحين. في محافظة إدلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات في جنوب معرة النعمان بين المقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة، الشهر الماضي، والقوات النظامية التي تحاول اقتحامها، وتقوم بقصفها براجمات الصواريخ والمدفعية، بحسب المرصد. في حلب، كبرى مدن الشمال، التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات متقطعة في حي الصاخور (شرق) الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه، بحسب المرصد الذي تحدث ايضا عن اشتباكات متقطعة في محيط مدرسة الزراعة قرب كلية المشاة التي يحاصرها المقاتلون. واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سورية، ان ضحايا السبت هم 68 مدنياً و76 مقاتلاً معارضاً و38 جندياً نظامياً. وأحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهراً. في الأثناء، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة حمص، امس، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل. وأضافت أن 24 آخرين على الأقل أصيبوا وبعضهم في حالة حرجة ولحقت أضرار بالعديد من المباني السكنية القريبة جراء الانفجار. وتأتي هذه الأحداث غداة عودة خدمات الاتصالات والانترنت الى مختلف المناطق السورية بعد انقطاعها منذ الخميس. واشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) الى ان الانقطاع سببته اعمال صيانة انتهت منها ورش الإصلاح، بينما أبدى الناشطون خشيتهم من ان يكون النظام يحضر لمجزرة.