اتسع نطاق المعارك في جنوب السودان أمس السبت بين الجيش الحكومي بقيادة الرئيس سلفا كير والقوات المناصرة لنائب الرئيس السابق ريك مشار . وأكدت الأممالمتحدة أن معارك ذات صبغة قبلية تدور في 14 موقعاً من البلاد، وشهدت مدينة "بور" بولاية جونقلي تصعيدا خطيرا أصيب فيه 4 جنود أمريكيين . وأعلنت كينيا إرسال قوات على الفور لإجلاء مواطنيها . وشهدت جوبا ومناطق عدة موجات نزوح جماعي، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إرسال وسيط للمساهمة في حل الأزمة، فيما أكدت تقارير أن "إسرائيل" بدورها أوفدت وسطاء إلى جوبا لإنهاء الصراع المتفجر منذ الأحد الماضي . إصابة 4 جنود أمريكيين في بور وواشنطن توفد وسيطاً معارك جنوب السودان تحتدم في 14 موقعاً تفاقمت التطورات الميدانية في جنوب السودان، أمس السبت، ودارت معارك ضارية في مدينة "بور" في الشمال، حيث أصيب أربعة جنود أمريكيين بإطلاق نار على طائرتهم خلال محاولتها إجلاء أمريكيين، فيما تواصلت الانشقاقات عن الجيش الذي يقوده الرئيس سلفاكير ميارديت الذي جدد الاستعداد للحوار مع خصمه ونائبه السابق رياك مشار، وأعلنت واشنطن عن إيفاد مبعوث خاص لحل الأزمة، بينما يكابد وسطاء أفارقة من أجل الجمع بين الخصمين ووقف أعمال العنف التي تضرب البلاد من دون أن تلوح أي انفراجات . وفيما أحصت الأممالمتحدة 14 موقعاً تدور فيها معارك أو اضطرابات أهلية أو توتر كبير، تواصلت المعارك أمس حيث تقدم الجيش الحكومي معززا بالمروحيات صوب بور في شمال جوبا التي استولت عليها الخميس الماضي قوات رياك مشار . وقال فيليب اغير الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان: "نحن نتقدم نحو بور ( . . .) هناك معارك لكننا نحصل على دعم من وحدات جوية" . وبحسب أغير، فإن أحد القادة العسكريين هو الجنرال جيمس غوانغ الذي يقود القوات العسكرية التي تسيطر على ولاية الوحدة قرر الانشقاق من دون قواته . وأضاف: "فقدنا كل الاتصالات مع هذا القائد، والمعلومات تشير إلى انه التحق برياك مشار"، مشدداً على أن القوات لاتزال تسيطر على المنطقة . وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس السبت، عن إصابة 4 من الجنود الأمريكيين بجروح لدى تعرّض طائرتهم لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء مواطنين أمريكيين من مدينة "بور" . وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الجنود الأمريكيين كانوا يحاولون الهبوط بالطائرة في منطقة "بور" عاصمة ولاية جونقلي التي تشهد معارك عنيفة منذ الأسبوع الماضي، عندما تعرّضت طائرتهم لإطلاق نار من البر . وأضاف أن "الطائرة حولت مسارها باتجاه مطار خارج البلاد وأوقفت مهمتها، فيما تتم معالجة الجنود الجرحى" . وأشارت مصادر عسكرية أن الطائرة توجهت إلى العاصمة الكينية نيروبي، حيث سيتلقى الجنود الجرحى العلاج . وإزاء الوضع الآخذ في التأزم منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلنت الرئاسة الكينية أمس السبت أنها سترسل "على الفور" جنوداً إلى جنوب السودان من أجل إجلاء المئات من رعاياها، وذلك بعد خطوة سابقة كانت أوغندا قد اتخذتها أمس الأول . وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الكينية أن الرئيس أوهورو كينياتا أمر "قوات الدفاع الكينية ببدء عملية إجلاء فورية ل 1600 كيني موجودين حالياً في جنوب السودان" . وأضاف أنه "على الرغم من الهدوء النسبي في جوبا، لا تزال عدد من مدن جنوب السودان تشهد معارك جديدة"، مشيراً إلى أن "الكينيين موجودون، خصوصاً في بور" . وأوضح أنه "سيتم إجلاء أعداد أخرى من الكينيين بالطائرات من مناطق في رومبيك وأيود وبانيابول" . وبحسب ايسيبسو، فإن الجيش الكيني بدأ أمس بتقديم المساعدة الجوية في جوبا، مؤكداً أن "الرئيس قرر أيضاً نقل مساعدات غذائية وأدوية ومياه فوراً إلى جنوب السودان" . وفي مواجهة تصاعد أعمال العنف في جنوب السودان، حيث قتل نحو عشرة مدنيين وهنود من جنود حفظ السلام، دعت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة إلى الحوار . وقرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إرسال السفير دونالد بوث كموفد أمريكي خاص إلى جنوب السودان للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتقاتلة . وأكد كيري أنه "حان الوقت ليسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم، وأن يكفوا فوراً عن الهجمات على المدنيين، وأن يضعوا حداً لموجة العنف بين المجموعات الاثنية والسياسية المختلفة" . وفي نهاية مشاورات، دانت الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات المعارك وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين وبعض المجموعات الاثنية" . ودانت خصوصاً الهجوم على قاعدة مهمة الأممالمتحدة في جنوب السودان في أكوبو (ولاية جونقلي، شرق) الذي قتل خلاله شبان من اثنية النوير مدنيين من اثنية دينكا واثنين من عناصر الأممالمتحدة الهنود . وفي بيان غير ملزم أقر بالاجماع، دعا مجلس الأمن الدولي سلفاكير ورياك مشار اللذين أدى التنافس بينهما إلى موجة من أعمال العنف الاثنية في البلاد، إلى "إطلاق نداء لوقف المعارك وفتح حوار فوراً" . وقال وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أضانوم الذي يترأس وفد وساطة إفريقية من خمس دول، بعد أن التقى الجمعة الخصمين، إن المباحثات كانت "مثمرة جداً" . وأكدت حكومة جنوب السودان، أمس، أنها على استعداد للحوار مع رياك مشار خصم الرئيس سلفاكير "من دون شروط" مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التي تضرب البلاد . وقالت الحكومة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحن على استعداد للحوار مع جميع المتمردين، ومنهم ريك مشار من دون شروط" . وفي مؤشر إلى تفاقم التوتر زحف الكثير من سكان جوبا الخائفين بسبب إطلاق نار متقطع طوال الليل، أمس السبت على محطة حافلات المدينة للفرار من العاصمة . كما تدفق الأجانب على المطار، حيث أرسلت دول عدة بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا طائرات لإجلاء مواطنيها . (وكالات) وفد وساطة عسكري "إسرائيلي" في جوبا ذكر موقع "ديبكا" المقرّب من الاستخبارات "الإسرائيلية" أن ضباطاً "إسرائيليين" وأمريكيين يتوسطون في جنوب السودان لحل الأزمة التي تفجرت مؤخراً بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار . ولفت الموقع الصهيوني إلى أن الضباط بدأوا مهمتهم أمس الأول، لإنهاء عمليات العنف التي شهدها جنوب السودان والتي خلفت وراءها مئات القتلى وآلاف المصابين . وأشار "ديبكا" إلى أنه رغم إعلان أمريكا عن إرسال نحو 45 جندياً إلى العاصمة الجنوبيةجوبا إلا أن "إسرائيل" فضلت عدم الإعلان عن وفد الضباط الذي بعثت به لجنوب السودان يوم الخميس الماضي . وقالت مصادر الموقع الاستخباراتي إن معظم الوفد "الإسرائيلي" خدموا في وقت سابق كمستشارين عسكريين في جنوب السودان وعملوا مع الرئيس سلفاكير ونائبه السابق مشار . واعتبر "ديبكا" التصريحات التي صدرت عن الرئيس سلفاكير مؤخراً باستعداده للحوار هي نتيجة الوساطة الأمريكية- "الإسرائيلية" وكذلك نفى مشار قيامه بأي انقلاب ضد رئيس جنوب السودان . واختتم "ديبكا" تقريره بالتأكيد على العلاقات الوثيقة التي تربط "إسرائيل" وجنوب السودان، مشيراً إلى أن تل أبيب تتخذ من جوبا قاعدة للانطلاق لمواجهة التوسع الإيراني في قارة إفريقيا .