تقدم جيش جنوب السودان، أمس، بمؤازرة المروحيات نحو مدينة بور في شمال جوبا التي استولى عليها الخميس الماضي المتمردون من انصار رياك مشار خصم رئيس جنوب السودان سلفا كير، حسب ما أفاد متحدث عسكري، وأكدت حكومة الجنوب أنها على استعداد للحوار مع مشار «من دون شروط» مسبقة من اجل وقف اعمال العنف، فيما سعى وسطاء أفارقة، أمس، للاجتماع مع خصوم كير في محاولة لوقف الاشتباكات التي تهدد بانزلاق أحدث دولة في العالم إلى حرب أهلية قبلية. إصابة 4 جنود أميركيين أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية اصابة اربعة جنود اميركيين، أمس، عندما تعرضت الطائرة التي كانوا سيقومون بواسطتها بعملية اجلاء لإطلاق نار في بور. وأوضح هذا المتحدث في بيان «بعد اصابتها برصاص اطلق من الأرض لدى اقترابها من المدرج، تحولت الطائرة إلى مطار آخر خارج البلاد والغيت مهمتها». وكانت الطائرة ستجلي اميركيين من بور عاصمة ولاية جونقلي في جنوب السودان التي سيطر عليها رجال نائب الرئيس السابق رياك مشار. وتفصيلاً، قال فيليب اغير الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان «نحن نتقدم نحو بور هناك معارك لكننا نحصل على عون من وحدات جوية». وكانت معارك اندلعت في 15 ديسمبر بين قوات سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. واستولت قوات مشار ليلة الاربعاء الخميس، الماضية على منطقة بور الواقعة على بعد 200 كلم إلى الشمال من جوبا. وبور عاصمة ولاية جونقلي تعد واحدة من اكثر المناطق المتفجرة في دولة جنوب السودان الفتية التي نالت استقلالها عام 2011. ونفى اغير تقارير تحدثت عن قيام الجيش الاوغندي بإرسال قوات، أول من أمس، من اجل استعادة الامن في جوبا والسماح بإجلاء الآلاف من مواطنيها، والمشاركة في معارك ضد رياك مشار، مشيراً إلى ان «هذه العملية تتم فقط من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان». وشدد ايضاً على ان ولاية الوحدة المنتجة للنفط تحت سيطرة الحكومة، مشيراً إلى وقوع معارك في الليل في بانتيو، عاصمة هذه الولاية. وأضاف «كان هناك قتال في بنتيو (الليلة قبل الماضية) ونحن ننتظر المعلومات حول طبيعة هذه المعارك». وقتل ما لا يقل عن خمسة من عمال النفط الأربعاء الماضي على يد مسلحين مجهولين في ولاية الوحدة. وقالت الحكومة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نحن على استعداد للحوار مع جميع المتمردين ومنهم رياك مشار من دون شروط». من جانبه، صرح وزير خارجية اثيوبيا تيدور ادهانوم، الذي يقود وفد وساطة افريقي مؤلفا من خمس دول بعد مقابلته، أول من أمس، الخصمين المتنازعين بأن «المناقشات كانت مثمرة جداً». وفي مواجهة اعمال العنف في جنوب السودان، حيث قتل نحو 10 مدنيين وهنديين من جنود حفظ السلام، دعت الاممالمتحدة والولايات المتحدة إلى الحوار، من جهته، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان موفداً اميركياً خاصاً ارسل إلى جنوب السودان للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة التي تتقاتل في هذا البلد. وأعلن كيري قراره ارسال موفده الخاص إلى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث. وأكد كيري ايضاً انه «حان الوقت ليسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم وأن يكفوا فوراً عن الهجمات على المدنيين وأن يضعوا حداً لموجة العنف بين المجموعات الإثنية والسياسية المختلفة». وتابع ان هذا القرار اتخذ بعد اتصال هاتفي الخميس الماضي مع سلفا كير. وأحصت الأممالمتحدة 14 موقعاً تدور فيها معارك أو اضطرابات اهلية أو توتر كبير. وكانت قواعد الاممالمتحدة تؤوي اكثر من 35 الف شخص بينهم 20 الفاً في جوبا و1500 في بيبور و14 الفاً في بور. كما لجأ نحو 200 من العاملين في القطاع النفطي إلى مقر الاممالمتحدة في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة حيث تعرض حقل نفطي لهجوم اسفر عن سقوط خمسة قتلى من الموظفين الجنوبيين. وذكر شهود عيان، أمس، أن ما لا يقل عن ثلاث طائرات من سلاح الجو الأوغندي قصفت مواقع الجنرال المتمرد، بيتر قاديت ياك، في بور. وقال الشهود لوكالة أنباء جنوب السودان المستقلة إنه ترددت تقارير عن تمكن قوات قاديت من إسقاط احدى هذه الطائرات في المنطقة.