بقلم / نايف الجماعي لقد بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، وضاقت الأرض ذرعا في أبناء الجنوب، لقد فرض القتال علينا وهو كره لنا، لقد حاولنا مرارا وتكرارا تجب العنف والمواجهات والصدامات، حيث كانت تخرج جماهير الجنوب بمظاهرات سلمية، منذ 7 / 7 / 2007م لكنها جوبهت بالرصاص الحي والدوشكا وجمع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، دون وأزع ديني أو انساني، كانت تقتل الشباب بصدور عارية جهارا نهارا على مرأى ومسمع، حاولنا نوصل صوتنا إلى دول الجوار والعالم، لكن لا حياة لمن تنادي . وجهنا احتلال همجي لا يتورع، بقتل الشباب وقتل النشطاء وقتل الكوادر وقتل النساء وانتهاك حرمات البيوت واغتصاب الأرض ونهب الثروات، وكل الدول الراعية للسلام في صمت مريب، وكأن نحن نعيش في كوكب آخر، لا رجال دين استنكر ما يحدث من قتل وسحل وابادة، ولا الدول المحبة للسلام ادانة الاغتيالات في الجنوب العربي، ولا الأممالمتحدة قامة بدورها الانساني كونها المنظمة العالمية التي تحرص على السلم العالمي، بل أرسلت مبعوثها ذات الاصول المغربية جمال بنعمر الذي يعاني من نفس النزعة الانفصالية في المغرب، وهو يعيش حالة انفصام عن الواقع . حيث تقوم السلطات المغربية بحرب ابادة لأهالي الصحراء الغربية متمثلة بجبهة البوليساريو الذي يرفضون الاحتلال المغربي بشدة ويطالبون بالاستقلال منذ 1975م والمبعوث الاممي لليمن لايبعد عن سلفة الاخضر الابراهيمي الذي قبض الأموال من الدكتور عبدالكريم الارياني وذبح الجنوب في حرب صيف 94 من الوريد إلى الوريد . أن قتل الشيخ المقدم سعد بن حمد بن حبريش شيخ مشايخ الحموم، واثنان من مرافقيه فجر بركان الغضب في أوساط الحضارم خاصة والجنوب عامة، ولم تتطرق كل القبائل الجنوبية بكل أطيافها ومكوناتها الى العنف وحمل السلاح، بل حددت مهلة مع حكومة الاحتلال اليمني إلى يوم 20 ديسمبر بتقديم القتلة الى العدالة، ولكن كما تعودنا على استهتار حكومة الاحتلال بكرامة الشعب الجنوبي لم تحرك ساكنا، بل كان الاستهتار ولعنجهية شعار أولئك القوم، بعد 20 ديسمبر دقت ساعة الصفر ولا يهمنا اذ خرست الألسن وانكسر القلم وجف الحبر . قامة الهبة ونزعة الرحمة : يا شعب الجنوب يجب أن تثقون تماما أن الاحتلال اليمني أصبح ضعيفاً، ولستم بحاجة لأخذ الإذن من دول أخرى لكي تبغون مكتوفي الأيادي . هذه أرضكم وأنتم أولى الناس بتحريرها .. وهذا عدوكم وأنتم أولى الناس بقتاله، لن يأتي أحد ليحارب عنكم بالوكالة وأنتم (حاضرين ولستم نساء ولا قاصرين ) توكلوا على ربكم ... واحزموا أمركم .. وأبدأوا الدفاع على بلادكم وسيأتيكم المدد من الله .. ومن اخوانكم المؤمنين .. من شتى بقاع الأرض . ستسمعون من المخذولين من يقول لكم إن التوقيت غير مناسب. لا تلتفتوا لأحد .. وامضوا في مشواركم لا تراجع الا بتحرير الجنوب، اما أن نكون أو لا نكون . وحتى تغلقوا جميع الثغرات والذرائع لمن أراد أن يفشل هبتكم عليكم بالآتي : 1 في المرحلة الأولى .. لابد أن يكون جميع المخططين من أهل الجنوب الوطنيين الذي لهم بصمات ومعالم واضحة . 2 تشكل لجان شعبية في جميع المحافظات، مهمتها الأمن وحماية الممتلكات الخاصة والعامة وسلامة الاجانب والبعثات الدبلوماسية، ويقودها أصحاب الخبرة العسكرية مثل النوبة وطماح وشلال وكل من لدية كفاءاة عسكرية . 3 إنشاء منظمة دفاعية جديدة ... تحمل اسم جبهة شباب الجنوب ( مثلا ) .. ولا تتبع أي فصيل أو حزب سابق سواء بالداخل أو الخارج . 4 البيان الأول لهذه المنظمة .. يجب أن يؤكد على عدة أمور : أ أن منظمة شباب الجنوب لم تستأذن نظام الاحتلال. ولا الجيش لتبدأ جملتها التحررية ب أن منظمة الشباب الجنوبي خالصة وطنية.. ولا تسمح لغير الشباب الجنوبي بالانتساب اليها . ج تعتذر للإخوة الذي لا تنتمي أصولهم للجنوب بالمشاركة في القيادة واصدار الأوامر و توجيه الشباب . 5 حجز جميع الاسرى في مكان آمن ولا يتم فك سراحهم الا مقابل الافراج عن جميع الاسرى الجنوبيين بما فيهم أحمد عمر المرقشي . 6 يجب علكم احترام الأسرى اليمنيين، لا تعاملونهم معاملة سيئة، عاملوهم معاملة حسنة في الغذاء والدواء، إذن فإطعام الأسير على الرغم من أنها معاملة إنسانية بحتة إلا أن الإسلام أضفى عليها نوعاً من القدسية والعبادة، لأن فيها طاعة الله وطاعة رسوله والقربى إلى الله طلباً لثوابه واتقاءً لعقابه امتثالا لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وقال تعالى :﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا﴾ صدق الله العظيم. لقد وضع الإسلام معالم هادية لمعاملة الأسرى منذ أربعة عشر قرناً، أي قبل أن نسمع بمعاهدات دولية واتفاقات عالمية في (جنيف) وغيرها . 7 يجب خدمة هذه الهبة الشعبية إعلامياً بنشر مقاطع يوتيوب مميزة .. لها شعارها الخاص . وناطق رسمي . وبيانات منتظمة . 8 ها هي الفرصة قد لاحت ... ولن يطول أمدها ... فإذا لم تستغلوها ... ورضيتم بالقعود فلا تلوموا غيركم . لستُ وحدي من يعيش القهر على ما يصيب أهلي وناسي في الجنوب العربي المحتل.. لست وحدي من يذهل من صمت العرب ودماء الجنوبيين التي تسيل أن لم تتفحم أجسادهم بنيران تقنية حرب التحرير القادمة، تحت سماء وحدة باطلة قامت على أشلاء الجنوبيين، أعلم ايها القراء أن الحديث أصبح مملاً في هذا السياق المليء بالتزوير والتضليل الإعلامي، والتخبط لصالح القوة التي تزعم أنها القوة الشرعية . فمن ركام هذه الاجسام المحترقة في الجنوب العربي من المهرة إلى باب المندب، وفي تطاردهم نيران الحقد والضلال والتخلف والجهل في اليمن، ونحن في يومنا السابع لاحتراق الجنوب لم نزل نردد الكلام نفسه، ونتابع القنوات الفضائية التي بعضها يخادع ويضلل لإيهام البسطاء انهم يحملون وحدة العالم المتحضر، ومن العجيب أن تنشر بعض الصحف العربية هذه الصور، دون تعليق مستمد من الاجساد المتفحمة في الاسواق الشعبية الجنوبية، وليس من ابواق إعلام التضليل والكذب التي تجد سوقاً رائجة لها في احدى قنوات دولة خليجية!! ما أردت التأكيد عليه أن أهل الجنوب العربي، ليسوا أعداء لدول الإقليم والعالم وينبغي نصرتهم والدفاع عنهم، وعدم ترويج الاكاذيب.. ومن يتابع الصحف العربية سيجد الفرق بين تعليق الصحف المسيرة لخدمة الاحتلال اليمني والناطقة باللغة العربية فقط ولكنها مغسولة بنسق ثقافي وعسكري لهؤلاء الاعداء في المنطقة.. وبين تعليق للصور نفسها لصحف لها موقف واضح وشريف تجاه هذه الحرب علي الجنوب العربي. ولكن رغم كل هذا الدمار والخراب وقتل الابرياء في أرض الجنوب هناك (لحمة إنسانية) لم يحدث لها مثيل في معظم دول العالم.. لا فرق بين كبير و صغبر ولا اسود ولا ابيض ولا غني وفقير ولا امرأة ورجل ولا شيخ وسلطان (لحمة انسانية) ترفض الطاغوت والظلم. وما مفهوم (المصالح المشتركة) لهؤلاء المحتلون ومن يساندهم، إلا علاقات تلتقي البهائم على مثلها حين تلتقي على العشب ومواطن الماء فتكون قطعاناً متآلفة مع بعضها البعض، متعادية مع من يهدد هذه (المصالح المشتركة) من القطعان الاخرى وهو ما تتناقله وسائل الإعلام حالياً من الاختلافات على الاستيلاء على الأرض ما بعد الحرب على الجنوب!! وما يحدث في ثنايا جسد الشعب الجنوبي الآن هو نوع من هذا (التوحد) بصرف النظر عن المناطق أو الاجناس.. ما يحدث الآن هو تلاقي جميع الاطياف السياسية والثقافية، ضد هذا الاحتلال الجاثم على الجنوب منذ 20 عام. ما يحدث الآن هو سنة الله في الارض والخلق، هو انبعاث جديد (لأمة الحق).. التي قامت على رباط الأرض والعرض. فالدفاع عن الجنوب ليس دفاعاً عن نظام حزب أو تنظيم أو رئيس أو مرؤوس، ولكن عن أهل الجنوب وعن الهوية والكرامة فالأنظمة زائلة اما الشعوب فهي باقية. هذه الشعب التي على الرغم من كل ما أصابه من عوامل المرض والكوارث الداخلية والخارجية، لم تزل من الوجود بل انها تشهد اليوم ما يشبه أن يكون مولدا جديدا، تعاني مخاضه بكل آلامه في هذه اللحظات الرهيبة من تجييش الاعداء ضدها بدءاً من درة الثقافة والتاريخ والعلم حضرموت . وليكن الله جلا وعلا لنا خير معين قوله تعالى {قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور. أن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط.)صدق الله العظيم