بيروت - "الخليج": ثمة إجماع لبناني رغم كل الاختلاف السياسي، وتباين الاتهامات، على أن المستهدف في اغتيال الوزير الأسبق محمد شطح ليس شخصه، بقدر ما أن البلد هو المستهدف بالاغتيال، وحضرت عملية الاغتيال اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة الرئيس ميشال سليمان، وأشار الأمين العام للمجلس محمد خير إثر الاجتماع، إلى أن المجلس "دان بقوة التفجير الإرهابي الذي استهدف شطح وطال لبنان وسلمه الأهلي وأمن مواطنيه، وشدد على المضي قدماً في التصدي لكل محاولات الإرهاب الذي يشكل الوجه الآخر للعدوان "الإسرائيلي" المستمر . واستمع المجلس من قادة الأجهزة الأمنية إلى المعلومات عن هذه الجريمة، وأكّد وجوب التنسيق بين القوى الأمنية والاستمرار بالتدابير الميدانية للتصدي لمثل هذه الجرائم قبل حصولها، كما اطلع المجلس من رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي على الإجراءات العملية التي قامت بها هيئة إدارة الكوارث لمعالجة نتائج الانفجار، ومن وزير العدل ومدعي عام التمييز على التحقيقات الأولية، وطلب من وزير العدل تحضير الإجراءات القانونية لإحالة ملف التفجيرات الأخيرة إلى المجلس العدلي، وطلب من الهيئة العليا للإغاثة التنسيق مع الجيش اللبناني لإحصاء الأضرار المادية تمهيداً للتعويض عنها وفقاً للأصول، وأبقى على مقرراته سرية تنفيذاً للقانون . وكان ميقاتي أكد بعد الاجتماع أن "المصلحة الوطنية تقتضي منا جميعاً العودة إلى الحوار والتلاقي، ويجب أيضاً تشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد، فالظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحداً"، مشدداً على أنه "لا يجوز الاستمرار في الشروط أو الشروط المضادة"، وداعياً "لإحياء الالتزام بالنأي بالنفس فننزع فتائل التفجير، وابتعادنا عما يجري في سوريا يمنع استدراج الفتن والصراعات إلى لبنان"، واعتبر أن "الوقت ليس للتساجل، المرحلة ليس مرحلة اتهامات، العيش الواحد تهدده المواقف الانفعالية رغم أحقية وجع مطلقيها، فعودة الثقة بين الأطراف باتت أولوية لأن التمترس خلف شروط سيؤدي بنا إلى الهلاك" . وأعلن ميقاتي، أنه "خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان انضم إلينا وزير العدل شكيب قرطباوي وطلبنا منه أن يحضر اللازم لإحالة جريمة الاغتيال والتفجيرات التي حصلت أخيراً إلى المجلس العدلي، وقد أبلغنا المجلس الأعلى للدفاع خلال الاجتماع بهذا القرار، وهو يحضر لإحالة هذه الجريمة والجرائم والتفجيرات الأخيرة إلى المجلس العدلي بمراسيم استثنائية"، ولفت إلى أن جريمة اغتيال شطح "هزتنا جميعاً وتشكل ضربة للاستقرار النسبي الذي نعيشه في هذه المرحلة الحرجة، ونجح من خطط ونفذ الجريمة في رفع التوتر على كل الرهانات ويبقى الرهان على وعي القيادات وسعيها لتخفيف التشنج"، معتبراً أنه باغتيال شطح "غاب رجل حوار واعتدال ومحاور سياسي مميز" . من جهته، جدد رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة اقتراح تشكيل حكومة من غير الحزبيين لمعالجة القضايا الاجتماعية وإدارة الدولة، وبعد تقديم التعازي لذوي شطح، لفت إلى أن هناك مواضيع حول تورط "حزب الله" في سوريا وسلاحه وغيرها ينبغي أن تحال إلى طاولة الحوار، مشيراً إلى "أننا اتفقنا سابقاً في الحوار على عدد من القضايا، لكن لم ينفذ أي منها، ورغم ذلك نؤمن أن طريق الحوار يجب أن نسلكها ومقاربتنا سلمية وسياسية، وهذا إصرار منا على مد يدنا للفريق الآخر" . وقال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لوكالة "فرانس برس" "طرحنا فكرة تشكيل حكومة تضم ممثلين عن فريقنا ووسطيين، لم نعد نريد حكومة حيادية، نريد حكومة تكون فيها الحقائب الأمنية لقوى 14 آذار لنتمكن من حماية أنفسنا وحماية المواطن"، وأشار إلى أن الطرح "قيد الدرس تمهيداً لاحتمال تبنيه" من تحالف الشخصيات والأحزاب الذي كان شطح ينتمي إليه . وأكد رئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط، عند وصوله إلى مسجد محمد الأمين لتقديم واجب العزاء أن اغتيال شطح "يدل على أننا وقعنا في فخ لعبة الأمم القائمة على التقاتل، كما يجري في سوريا والعراق وبعض الدول العربية"، ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني أن "حكومة نجيب ميقاتي كانت حكومة طرف واحد مع بعض المستقلين، ومن حقنا اليوم أن نطالب بحكومة من 14 آذار مع بعض المعتدلين"، ولفت إلى أن اغتيال شطح "محاولة لاغتيال الاعتدال ورسالة لسعد الحريري ورئيس الجمهورية، ومحاولة لوضع نقطة دم على السطر لتحذير سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام من تأليف حكومة حيادية" . وأشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" هاني قبيسي إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "حذر منذ فترة طويلة من هذا الواقع السياسي المرير الذي سيؤدي حتماً إلى فراغ، وحذرنا من الوصول إلى هذا ودعونا بشكل دائم إلى الحوار إلى التواصل والتفاهم لكي لا يصل لبنان إلى حافة المجهول"، مضيفاً أن "ما رأيناه هو اغتيال مرفوض وهو قتل ممنهج للحرية والديمقراطية وللاستقرار" . وطالب أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان بحماية لبنان ومؤسساته كي لا يتحول كغيره من الاغتيالات ينتظر شهيداً آخر للبنان الساحة . وأصدر ميقاتي مذكرة قضت بإعلان الحداد العام في لبنان اليوم، فيما تقبلت أسرة الراحل وتيار "المستقبل" التعازي في مسجد محمد الأمين، وكان في مقدمة المعزين سليمان وميقاتي . وارتفع عدد ضحايا التفجير إلى ثمانية، بعد وفاة الشاب محمد الشعار متأثراً بجروح أُصيب بها، بعدما كان يعالج في مستشفى الجامعة الأمريكية . وذكرت معلومات أن التحقيقات في اغتيال شطح تستمر بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وتتركز على معرفة الأشخاص الذين انتقلت إليهم السيارة المفخخة بعدما سرقت من أصحابها، كما تتركز أيضاً، ويتم تحليل كاميرات المراقبة وكل الكاميرات المحيطة بمكان التفجير لجهة السيارة الرباعية الدفع التي حجزت المكان للسيارة المفخخة، واتخذ صقر قراراً بتسليم جثث الضحايا والشهداء إلى أصحابها . هاجس السيارات المفخخة يخيّم على لبنان بيروت - "الخليج": يخيّم هاجس السيارات المفخخة على اللبنانيين، ففي صيدا (جنوب)، اشتبهت القوى الأمنية بسيارة على مقربة من مكتب رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة في الهلالية، وتم استدعاء الخبير العسكري للكشف عليها، وتبين أنها خالية . وفي طرابلس (شمال)، تم الاشتباه بسيارة قرب مستشفى النيني، وبعدما كشفت القوى الأمنية عليها تبين خلوها من المتفجرات . أردني بين قتلى انفجار بيروت عمّان - "الخليج": أكدت عائلة الأردني حمد ناصر محمود حسون (69 عاماً) أمس، مقتله في التفجير الذي هز العاصمة اللبنانيةبيروت الجمعة، والعمل على إحضار جثمانه إلى عمّان بقصد دفنه في بلاده . وقال عمر ابن شقيق حسون إن عمه متزوج من لبنانية ولديه 6 أبناء، وهو يقيم في لبنان منذ نحو ربع قرن، ويعمل في فندق قريب من موقع التفجير، وكان على تواصل هاتفي معهم بين حين وآخر . وأكد مصدر رسمي أردني تلقي سفارة الأردن في بيروت ما يفيد عن مقتل حسون، نافياً تورط شخص من المملكة، قالت تقارير إنه يدعى "طلال الأردني"، في التفجير . حكمان بالإعدام والسجن على لبنانيين أدينا بالتجسس أصدرت المحكمة العسكرية حكماً غيابياً بالإعدام على لبناني أدين بالتجسس لمصلحة "إسرائيل"، وعلى لبناني آخر وجاهياً بالسجن 10 سنوات بالتهمة عينها . وحكمت المحكمة العسكرية غيابياً بالإعدام على جمال نعمة ضو، كما حكمت وجاهياً على حسن أحمد شهاب بالسجن 10 سنوات "بجرم التعامل مع العدو "الإسرائيلي"، وإعطائه إحداثيات أمنية أدت إلى مقتل العديد في بلدة الغازية (جنوب) خلال عدوان تموز 2006 . (يو .بي .آي) تنديد أمريكي بعملية الاغتيال قلق أممي ودعوة أوروبية لإعادة الأمن إلى لبنان أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ومجلس الأمن ليل الجمعة/السبت، عن القلق من زعزعة الاستقرار في لبنان، بعد اغتيال الوزير اللبناني الأسبق محمد شطح المقرب من رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري . وقال كي مون إن المجتمع الدولي مصمم على الدفاع عن أمن واستقرار لبنان بعد التفجير الذي أودى بحياة شطح، ودان "بأقصى العبارات" هذا الاعتداء، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسركي إن "الأمين العام يشعر بقلق شديد حيال أعمال الإرهاب في لبنان التي تشكّل تهديداً حقيقياً لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني" . وأشاد بجهود السلطات اللبنانية وقوات الأمن في "حماية البلاد من تأثير الأزمة في سوريا المجاورة"، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس، ومجدداً "تصميم المجتمع الدولي على الدفاع عن أمن واستقرار لبنان"، كما أشاد بمحمد شطح معتبراً أنه "صوت دعا بلا كلل إلى التسامح والتنوع والاعتدال" وأن موته "يشكل خسارة رهيبة للبنان" . ودعا مجلس الأمن في بيان اللبنانيين إلى "الحفاظ على وحدتهم الوطنية بمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار"، وشدد على أهمية "احترام وحدة البلد وعدم التورط في الأزمة السورية" . ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالهجوم الذي أسفر عن مقتل شطح، داعية القادة اللبنانيين إلى التعاون لإعادة الأمن إلى لبنان، وقالت في بيان إن "دوامة العنف في لبنان مقلقة للغاية"، ودعت "القادة السياسيين في لبنان والشعب اللبناني إلى وضع خلافاتهم جانباً وتضافر جهودهم بشكل طارئ ومن دون تأخير لإعادة الأمن إلى البلاد"، وجددت الدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة "قادرة على مجابهة التحديات الكثيرة التي يواجهها لبنان"، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي "يجدد تأكيد التزامه وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه" . ودان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاعتداء "الإرهابي المشين" الذي أدى إلى مقتل شطح، وقال في بيان إن اغتيال شطح يعتبر خسارة فظيعة للبنان وللشعب اللبناني والولايات المتحدة، وأضاف أن الوزير اللبناني السابق كان "صوتاً عقلانياً ومسؤولاً ومعتدلاً، وكان يدعو إلى لبنان موحد من دون عنف طائفي ولا تدخلات تزعزع استقراره"، وشدد على أن الإدارة الأمريكية "تدعم لبنان لإحالة المسؤولين عن هذا الاعتداء الحاقد والجبان إلى القضاء"، داعياً إلى الحفاظ على "سيادة لبنان واستقراره" . ودان اتحاد المحامين العرب الجريمة الإرهابية، معتبراً أنها تستهدف ضرب الاستقرار والاعتدال والحكمة والعقلانية وتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتحقيق غايات لا تفيد إلا العدو الصهيوني، واعتبر في بيان التفجيرات الإرهابية المتنقلة على الأرض العربية "أداة للصهيونية العالمية للقضاء على كل ما هو حي في هذه الأمة"، ودعا إلى الإسراع في التحقيقات لكشف المجرمين والقبض عليهم وإنزال أشد العقوبات بهم . (وكالات) "الوطني" يتهم النظام وحلفاءه باغتيال شطح اتهم المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، النظام السوري وحليفيه إيران و"حزب الله"، بالوقوف وراء التفجير الذي وقع في بيروت الجمعة، وأودى بحياة السياسي البارز في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق محمد شطح، وستة أشخاص آخرين . وجاء في بيان صادر عن المجلس "تلقى السوريون بمزيج من الصدمة والغضب نبأ اغتيال الشخصية اللبنانية البارزة القيادي في تيار المستقبل ووزير المالية السابق الدكتور محمد شطح، في تفجير إجرامي جبان وسط بيروت"، وأضاف، "قتلة الشهيد شطح وهو من أبرز رموز الاعتدال والتعقل والعيش المشترك في لبنان، هم من دون شك قتلة رجالات لبنان الكبار"، وأضاف أن قتلة شطح "هم ذاتهم من قتلوا ويقتلون السوريين في القصير والقلمون والغوطة وحلب وحمص وإدلب، إنهم من دون شك تحالف نظام الملالي الإيراني والنظام السوري وعملائهم في لبنان وعلى رأسهم ميليشيا حزب الله" . (أ .ف .ب)