التيار الذي يسير في ركب العلماني التركي محمد فتح الله كولن يدعو إلى حذف الشريعة من الحكم ويفتح الباب على مصراعيه لترويج الفكر العلماني في تركيا وقد اعتبرته مؤسسة راند الأمريكية بأنه مسلم معتدل. طهران (فارس) قبل أسبوع تقريباً شهدت أنقرة أحداثاً تجسدت في اعتقال عدد من المسؤولين الأتراك في المجالين السياسي والاقتصادي وأبناء ثلاثة وزراء في حكومة رجب طيب أردوغان ما أدى إلى توتر الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد وهذه العمليات تعد تحدياً كبيراً لسلطة أردوغان الذي يدعي أنه يعمل على إنعاش الاقتصاد التركي واجتثاث الفساد. يذكر أن سبب اعتقال هؤلاء هو اتهامهم بارتكاب مفاسد اقتصادية وفضائح رشاوى وبما أنهم مقربون لأردوغان فقد تزايدت الضغوط عليه كي يقدم استقالته لكنه اعتبر هذه الأوضاع بأنها قذرة وصرح بالقول: الذين يديرون هذه الأحداث يعملون على تأسيس حكومة في داخل الحكومة. كما أن أردوغان وجه أصابع الاتهام إلى بعض البلدان واعتبر أنها تتدخل في الشأن التركي ولوح إلى واشنطن بالتحديد ما دعا السفير الأميركي إلى نفي هذه المزاعم وأكد عدم تدخل بلاده في الأحداث التي تجري في تركيا. ويرى الخبراء في الشأن التركي أن هذه الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة التركية تضرب بجذورها في الخلافات الموجودة بين حكومة أردوغان ومحمد فتح الله كولن رجل الدين المعروف المقيم في الولاياتالمتحدة وذلك في رحاب الانتخابات المقبلة. محمد فتح الله كولن هو واعظ ديني وكاتب ومدرس أخلاق وكما تصفه الموسوعة الحرة ويكيبيديا فهو: محمدفتح الله كولن (بالتركية: Fethullah Gülen) مفكر إسلامي وداعيةتركي ولد محمدفتح الله كولن أو فتح الله جولان أو فتح الله غولان في 27 أبريل 1941م في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة. وهو مقيم اليوم في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يعتقد بالفكر الإسلامي المتسامح إلى أبعد الحدود ويشجب الإرهاب بكل أشكاله شجباً شديداً كما يؤمن بالحوار بين الأديان السماوية وأتباعها وله مساع في هذا الصدد مع الفاتيكان وبعض المراكز الدينية اليهودية. ونظراً لكونه رجلاً متمكناً من الناحية المادية فقد قام شخصياً بتأسيس مركز خدمي عام لتعليم جميع الناس منذ عقد السبعينيات حيث استقطب هذا المركز الكثير من الناس وشيئاً فشيئاً اتسع نطاقه وبسط نفوذه واليوم فإن هذا المركز أصبح كبيراً للغاية وهو معروف بحركة كولن ويضم عدداً كبيراً من المسلمين معظمهم من الأتراك ولا أحد يعرف العدد الدقيق لأعضائه إذ يتراوح بين مئات الآلاف إلى أربع ملايين وغالبيتهم من الطلاب والمعلمين والتجار والصحفيين والمثقفين في مختلف المجالات العلمية والأدبية. وحسب المصادر التركية فإن بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية التركية موالون لحركة فتح الله كولن ويعتبرونه داعية معتدلاً وكما تصفه مؤسسة راند الأميركية بأنه رجل إسلامي معتدل وفي تقرير لها نشر عام 2007م قالت عنه: هذا الرجل المسلم يدعم الديمقراطية وهو يستحق الدعم الأميركي، والدفاع عن الديمقراطية لا يعني معارضة مفهوم الحكومة الإسلامية لذا يجب معرفة الذين يرومون تطبيق الشريعة الإسلامية لأن التفسير الأصولي للشريعة الإسلامية يعني معارضة الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان العالمية والمسلمون المعتدلون يجسدون الليبرالية والعلمانية اللتين تتطابقان مع القيم العالمية التي تشكل الأساس لكافة المجتمعات الليبرالية والحديثة وهم شركاء للغرب. ومن الجدير بالذكر أن هذا الرجل يدعو إلى حذف الشريعة من الحكومة لذلك فهو يحظى بدعم أميركي غربي نظراً لدعمه المبدأ العلماني. وكما يبدو فإن فتح الله كولن عمل على إيكال مقاليد الحكم في تركيا لحزب العدالة والتنمية في بادئ الأمر سعياً منه لتحقيق مبادئه التي يؤمن بها ولكن السبيل الذي سلكه أردوغان كان على خلاف ذلك وقام بإصلاحات سياسية واجتماعية زادت من نفوذ الإسلام في الحياة الاجتماعية ما أثار امتعاضه وبالتالي دعاه إلى أن يتحدى الحكومة لدرجة أنه يسعى اليوم لإرغام أردوغان على التخلي عن السلطة. فتح الله كولن له نفوذ واسع في النظام القضائي التركي وكذلك في المجال العسكري مما أرق رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان. / 2811/