بحيرة القسيس تختبئ وسط الكثبان الرملية لمدينة العين، بعمق يتراوح ما بين 4 و6 أمتار، وحجم مسطح المياه فيها يبلغ 3 ملايين متر مكعب . هذه المنطقة الخالية من أي مظهر للاهتمام لا تهدأ بها حركة الزوار الذين يتوافدون لممارسة هواياتهم في صيد السمك وقيادة الدراجات ذات الدفع الرباعي والاسترخاء على الرغم من خطورتها بسبب قربها من طريق الشاحنات بمسافة لا تزيد على 100 متر فقط، وعمقها الذي يصل إلى ستة أمتار أحياناً، وعدم توفر لافتات توضح إمكانية السباحة في المنطقة فضلاً عن خلوها من عناصر الإنقاذ، الأمر الذي دفع سكان العين للمطالبة بالاستفادة منها سياحياً، وإنشاء بعض المشاريع الترفيهية فيها، فضلاً عن رفع درجة الأمان بها منعاً لوقوع المزيد من حوادث الغرق التي وقعت سابقاً، وطالب الأهالي بتحويل المنطقة إلى منتجع ترفيهي . تحدث اسماعيد علي "موظف"، كثيراً ما أقضي وقتاً سعيداً مع أسرتي في هذا المكان الساحر، ولكنه للأسف يفتقر لأية خدمات ويزيد الأمر صعوبة عدم وجود منطقة سكنية بالقرب منه، الأمر الذي يستلزم توفر مطعم أو مقهى أو سوبر ماركت لتزويدنا بالاحتياجات الضرورية عند الحاجة، وهي من الأمور التي تفتقدها المنطقة تماماً . أكد محمد جاد، يؤدي خلو المدخل الرملي الممهد إلى بحيرة القسيس من أية علامات تشير إلى موقعها، الأمر الذي يضطرنا إلى اختراق الرمال بسياراتنا التي ربما لا تكون مجهزة لهذه المسيرة، فنتعرض في كثير من الأحيان "للتغريز" والوقوف لساعات لانتظار من ينقذنا من هذا الموقف، ما يشير إلى ضرورة قيام البلدية بدورها في الاهتمام برصف طريق يؤدي إليها وتزويده بشاخصات إرشادية . ويتطرق إبراهيم سعيد - زائر آخر - إلى العديد من حوادث الغرق التي وقعت في البحيرة منذ وقت قريب، مؤكداً أن قرار منع السباحة في البحيرة غير مفعل بدليل اقتصار اللوحات التحذيرية على واحدة فقط بالمكان، وعدم وجود موظف لإنقاذ من يتجرأ ويسبح فيها عن جهل كما حدث في الماضي، أو بما قررته الجهات المعنية من منع السباحة بالبحيرة وما يترتب عليه من إجراءات قانونية أو عدم وجود سياج يحول بين الأطفال والبحيرة . دورات مياه مغلقة وأبدى إسلام محمد "طالب" اندهاشه من اقتصار التجهيزات والخدمات بمكان ساحر بمنطقة بحيرة القسيس على بضع مقاعد ومظلات خشبية مزودة بحاويات قمامة صغيرة، وممتلئة في أغلب الأحيان من دون اهتمام بتفريغها بانتظام، يقول: إن دورتي المياه الوحيدتين واللتين تشكلان أبسط الخدمات، مغلقتان منذ فترة، ما يضطرنا لمغادرة المكان مبكراً، كونه غير مجهز بأبسط الاحتياجات المطلوبة للزوار . ومعلقاً على تكرار حوادث الغرق بالبحيرة يشير المواطن عبد الرحمن أحمد إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع هذه الحوادث عبر تسويرها وتشجيرها، لحماية المركبات من السقوط فيها مع الاهتمام بزيادة اللوحات الإرشادية لتحذير الجمهور من الاقتراب منها مطالباً بإزالة الكثبان المحيطة بها ورصف الطريق المؤدي إليها، فضلاً عن إنشاء مكتب للبلدية في هذه المنطقة لخدمتها ومراقبتها . فيما يعبر سالم عجيدة "متقاعد" عن حزنه لما آلت إليه البحيرة من انخفاض في منسوبها بشكل تدريجي واختلاف شكلها عاماً بعد عام الأمر الذي ينذر بزوال البحيرة وجمالها، ويؤكد على ضرورة الاهتمام بالبحيرة التي أهدتها الطبيعة لمدينة العين، من خلال تزويدها بالخدمات وضمان عدم تسرب مياهها لأعماق التربة مرة أخرى وتجديد مياهها كي لا تكون مرتعاً للحشرات والبكتريا .ولفت عجيدة إلى أن عدم الاهتمام اللازم والكافي بنظافة البحيرة الذي يتجلى في الأكياس البلاستيكية والمخلفات التي تطفو على سطحها وتغوص في أعماقها يحتم ضرورة تضافر الجهود لوضع لوائح تلزم الزوار بنظافة المكان، وردع من لا يلتزم بذلك، وقبل ذلك لابد من تضافر الجهود للاهتمام السياحي والخدمي والتعريفي بهذا المعلم الفريد والمتميز . انخفاض منسوب المياه وفي تصريح سابق قال المهندس محمد الشامسي مدير إدارة الصحة العامة ببلدية العين: شرعت البلدية في توزيع مياه البحيرات على شركات المقاولات المسجلة لديها ومستوفية الشروط للاستفادة من المياه في مشاريع البنية التحتية بمدينة العين، ما من شأنه المحافظة على المياه الجوفية الصالحة للشرب، وتوفير مستلزمات المشاريع، وتقليل التكلفة الكلية للمشروع . ولفت الشامسي إلى أن منسوب المياه الذي ارتفع خلال الفترات الأخيرة بدأ ينخفض بشكل ملحوظ حالياً، ما يعني انخفاض تلك المياه إلى مستويات داخل الأرض، منوهاً بارتفاع نسبة الملوحة في تلك المياه، التي يستفاد منها في مشاريع البنية التحتية والمشاريع الإنشائية ومشاريع الصرف الصحي . وأوضح أن البلدية منحت تصاريح للشركات المتعاقدة معها، التي تنفذ مشاريع البنية التحتية داخل مدينة العين، حيث تحصل الشركات على المياه مجاناً . المصدر: الخليج