يأتي تعيين الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم تأكيداً على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عازم على أن يسجل له التاريخ أنه ملك الإصلاح بشكل عام وإصلاح التعليم بشكل خاص، فمسيرة إصلاح التعليم التي بدأت منذ أن كان خادم الحرمين الشريفين ولياً للعهد مازالت في حاجة إلى قوة دفع إضافية وهي التي نأمل أن تتوافر لها بقيادة الأمير خالد الفيصل.. لقد بدأ الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد الإصلاح عندما تصدى لمسألة تحديث المناهج وتحقق في زمن ولايته دمج تعليم البنات في وزارة التربية والتعليم ثم استمر الأمير فيصل بن عبد الله في مراجعة المناهج واستكمل تأنيث تعليم البنات وباشر في تنفيذ العديد من مشاريع إنشاء المدارس وقطع شوطاً طيباً في سبيل إنهاء استخدام المباني المستأجرة، ولكن أزمة التعليم من حيث جودة مخرجاته وكفاءة بعض القائمين عليه ومستوى الإنجاز في اختبارات القياس العالمية للعلوم والرياضيات مازالت مستحكمة تنتظر من يتولى زمامها ويقودها إلى بر الأمان. إن الأمير خالد الفيصل حين يقبل تحدي التربية والتعليم فهو لا شك يدرك أنه يتصدى لمهمة استعصت على كثيرين غيره، ولا غرابة أن يكون ارتقاء الصعاب مقروناً باسم خالد الفيصل وهو القائل "يا مدور الهين ترى الكايد أحلى!!"، ولعل من أهم الأولويات التي تنتظر خالد الفيصل استكمال تحديث المناهج وتطويرها والتغلب على ما يواجه ذلك من عقبات، واستكمال برامج بناء المدارس ووضع الآلية المناسبة لذلك عن طريق استخدام أساليب القطاع الخاص ومبادئه، واستكمال برامج تطوير المعلمين واستبعاد من لا يتوافق منهم مع روح الإصلاح وجوهره.. أما من حيث المبادرات الجديدة التي يمكن للأمير خالد الفيصل أن ينظر إليها فلعل من بينها إعادة هيكل التعليم وتحويله إلى ثلاث مراحل كل منها مدته أربع سنوات، يتولى الإناث فيه تعليم المرحلة الأولى للصبيان والفتيات، ودمج التعليم التقني في التعليم العام والتوسع في القبول فيه وتخصيصه فرعاً من فروع التعليم العام في المرحلة الثالثة، والتوسع في استخدام قسائم التعليم المدعومة من الدولة للاستفادة منها في المدارس الأهلية وبذلك يتسارع العمل نحو جعل التعليم الأهلي يؤدي دوراً أساسياً في التعليم العام ويصل إلى الهدف المرسوم له وهو أن يغطي ما نسبته ثلاثون في المائة من الطلبة، وتخفيف القيود على استحداث الأنماط الجديدة في التعليم والمناهج والاستفادة من هذه التجارب وتعميمها متى ما ثبت نجاحها. لقد كان خالد الفيصل يسعى إلى نقل منطقة مكةالمكرمة إلى العالم الأول، ولكنه في التربية والتعليم سوف ينقل جيلاً كاملاً إلى العالم الأول وسينقل معه وطناً بأسره.. قلوبنا معه ودعاؤنا له بالتوفيق، فنجاحه هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ التعليم في بلادنا. للتواصل : [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain