د. عبد العزيز حسين الصويغ لا أدري لماذا اختار قارئ المدينة الذي سمى نفسه ب (أبوجورج) هذا اللقب؟ ومع افتراض أن القارئ سعودي .. ومسلم، من واقع اهتمامه بالشأن السعودي ومناقشاته بما يتعلق به، فإن اسم جورج، وفق معلوماتي، اسم لا يُسمى به المسلم. وقد اكتشفت أن اللقب ليس مقصوراً استخدامه على غير المسلمين وحدهم، بل يُكنى به حتى غير المسلمين. فهناك لاعب فلسطيني، يلعب لنادي النصيرات، اسمه محمود حمدان، وشهرته محمود أبو جورج .. أما كيف جاء لقب أبو جورج ، فقد أطلقه أفراد قوات الاحتلال الانجليزي لفلسطين، عندما ظهر مستوى عبد الفتاح والد محمود في الثلاثينات ولفت انتباههم فأصبحوا يدعونه للعب معهم ومن كثرة تواصله معهم أصبح أهل بلدته يقولون له أنت رايح جاي تلعب معهم عامل لنا مثل أبي جورج لان هذا الاسم كان منتشراً بين الإنجليز، ما أدى الى استمرار اللقب حتى الانجليز أصبحوا ينادونه بأبي جورج؟! *** بعد هذه المُقدمة عن لقب أبوجورج ،أنتقل لقارئنا أبوجورج الذي وجدت عاملاً مشتركاً بينه وبين أبوجورج عاليه، فلا يمر تعليق إلا و»الاستعمار» عامل مشترك في تعليقات قارئ المدينة أبوجورج. ففي تعليقه على مقالي الأخير حول «الثورات والتغيير» الذي تحدثت فيه عن العجز العربي في مواجهة القضايا والأحداث التي تواجه الأمة العربية، يؤكد قارئ المدينة (أبوجورج) أن هذه الثورات حدثت «بتحريض من المستعمرين وبمساعدة اسرائيل وتركيا وإيران ، وسوف تجعل منطقة الشرق الأوسط مشتعلة لأمد بعيد ، ولايكون هناك استقرار سياسي ، ولا أمني» .. ولا يقتصر الأمر على حدث هذه الثورات بل، وكما يرى (أبوجورج) فإن «الأيام القادمة مسودة ، والظلام حالك ، وسوف تزيد هذه المنطقة ظلمة ، والله يستر ويجعل تخميني غير صحيح ، ولكن الواقع شيء ، والحلم شيء ، والله يحفظ بلدنا وأهلنا وبلاد المسلمين والمسلمين أجمعين». *** وفي تعليق (أبوجورج) حول مقالي بعنوان: «أصابع الزمن»، في 14/12/2013، حول الإصلاح والتغيير في عالمنا العربي، نجد (أبوجورج) يثني على زمن الاستعمار حيث «كانت الثروة مناصفة ما بين الشعب ، والمستعمر ، وكان التعليم الراقى والبنية التحتية المتقدمة ، وكذلك التعليم، والمباني والقوانين». أما حين تولى أبناء البلاد السلطة في أغلب البلدان العربية، «كان الفساد ، والسرقات لأموال الناس ، فلو نظرنا لدولة كمثل مصر ، كانت راقية فى التعليم والحضارة ، فلو نظرنا للأفلام القديمة أيام محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ، فنجد الشوارع نظيفة وراقية ، وكذلك ملابس المصريين ، وحقوق المصريين محفوظة وكانت قوانين للكل ، وكذلك لبنان وسوريا ، والمغرب والجزائر وتونس ، وغيرها من البلدان العربية المستعمرة ...وجاء أبناء الثورة فلم يتركوا شيئاً حتى سرقوه وحطموا آمال الشعوب العربية ، وتم تأخير الأمة ، وضعف التعليم ، والصناعة توقفت ، والشوارع ، والبنية التحتية فقدت الصيانة ، وكذلك حقوق الناس صارت ضائعة ..الخ» *** وأخلص من هذا بأن حال معظم دولنا العربية كان أفضل أيام الاستعمار منه اليوم، وأنه رغم الثورات التي قامت هنا وهناك في أنحاء الوطن العربي، بعد أن صبرت الشعوب العربية صبر أيوب، وبعد أن نفد صبرها، إلا أنها « دمرت مابقي ، من الآمال ، وأرجعت الشعوب ومعيشتها للقرون الوسطى ، وسوف تحتاج هذه الشعوب فترة ربما تمتد ل100 سنة، لكى يرجعوا لما كانوا عليه كمثل ماحدث فى العراق وسوريا وليبيا....يرحم أيام الاستعمار..!!!» نافذة صغيرة: [[نابليون عندما غزا مصر ، والإنجليز عندما فرضوا عليها الحماية كانوا يُمثلون نماذج متطورة جداً ، بل أرقى ما وصلت إليه البشرية آنذاك ..]] محمد بن علي المحمود - نحن والاستعمار .. جريدة الرياض: 27 مايو 2010 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain