استبعد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، فرص التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع نائبه السابق وزعيم المتمردين رياك مشار، لوضع نهاية للعنف الذي تشهده البلاد. وقال سلفاكير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) أمس الثلاثاء، إنه لا يجب مكافأة مشار على تمرده، وأكد سلفاكير أن مشار ليس لديه الحق لتقاسم السلطة في جنوب السودان، مشددًا على أن خيار تقاسم السلطة ليس خيارًا مطروحًا. وأضاف «هؤلاء رجال تمردوا، إذا أردت السلطة يجب عليك ألا تتمرد لكي تحصل عليها، يجب أن تتبع الطريقة السليمة، مؤكدًا أنه لم يأتِ إلى السلطة «عن طريق الانقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات». ورفض كير الإفراج عن بعض السياسيين من حلفاء مشار الذين تم اعتقالهم. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، أن الولاياتالمتحدة تكثف الجهود لبدء مفاوضات بين رئيس جنوب السودان سلفا كير وخصمه نائب الرئيس السابق رياك مشار لكنها تواجه وضعًا «في غاية التعقيد والخطورة». ويتحدث وزير الخارجية جون كيري بشكل شبه يومي مع كير ومشار اللذين تتواجه قواتهما منذ أسبوعين سعيا لتهدئة التوترات بين الجانبين المتنازعين. وكان المبعوث الأمريكي دونالد بوث من جهته الاثنين في جوبا، بعد أن أمضى عيد الميلاد في المنطقة، في محاولة ل»وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل (لإجراء) حوار سياسي، على أمل اطلاق مفاوضات في وقت قريب»، كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف مضيفة «لكن الوضع في غاية التعقيد والخطورة». ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر معارك كثيفة تغذيها الخصومة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي أقاله في يوليو. ويتهم الأول خصمه بمحاولة القيام بانقلاب عسكري. إلا أن مشار ينفي ويأخذ على كير السعي إلى تصفية خصومه، وتمكن المتمردون في بضعة أيام من السيطرة على مدن كبرى مثل بنتيو في ولاية الوحدة الغنية بالنفط (شمال) وبور التي استعادها الجيش. وقامت الولاياتالمتحدة بإجلاء نحو 400 من رعاياها و700 مواطن من 27 دولة أخرى كما أوضحت هارف. بدوره، قال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغير صباح أمس الثلاثاء، لوكالة فرانس برس، إن مواجهات جديدة تدور بين الجيش والمتمردين في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق). وقال أغير «هناك معارك في مدينة بور، ننتظر المزيد من التفاصيل». وكان متمردون موالون لنائب الرئيس السابق رياك مشار استولوا على بور الواقعة على بعد نحو 200 كلم إلى شمال جوبا عاصمة جنوب السودان في 19ديسمبر، بعد 4 أيام من بدء مواجهات دامية في هذه الدولة الفتية بين الجيش والمتمردين. وفي 24 ديسمبر استعاد الجيش السيطرة على المدينة لكنه حذر مجددًا منذ السبت من تقدم شباب من عناصر ميليشيا «الجيش الأبيض» المعروفة بوحشيتها. ومجرد ذكر اسم «الجيش الأبيض» الذي يطلق على هذه المجموعات المسلحة، يعيد إلى الأذهان سنوات الرعب والمجازر التي وقعت في جنوب السودان. وتخوفا من تجدد المعارك هرب آلاف السكان من بور في الايام الاخيرة. إلى ذلك، هدد مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بفرض «عقوبات محددة الهدف» على جميع من «يحرضون على العنف» في جنوب السودان، وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه صباح أمس الثلاثاء. وأوضح البيان أن مجلس السلم والأمن «يعبر عن نيته في اتخاذ التدابير اللازمة بما في ذلك (فرض) عقوبات محددة الهدف على جميع من يحرض على العنف». ويعتزم أيضا فرض عقوبات على جميع الذين «يواصلون الأعمال الحربية وينسفون الحوار الشامل المنشود ويعرقلون العمليات الإنسانية ويسيئون إلى مهمة الحماية الموكلة لبعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ويرتكبون أعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين من السلاح». المزيد من الصور :