الخرطوم - عماد حسن: قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (ايغاد)، أمس الثلاثاء إن حكومة جنوب السودان والمتمردين المؤيدين لنائب الرئيس السابق رياك مشار اتفقوا على وقف لاطلاق النار مع استعدادهم لمحادثات لإنهاء العنف، في وقت وصف فيه مجلس الأمن الوضع بالمزري واستمر فيه التصعيد الميداني وأعلن المعارضون أنهم استعادوا مدينة "بور" الاستراتيجية وأنهم بدأوا الزحف باتجاه العاصمة جوبا، بينما استغاث الرئيس سلفا كير بالدول الإفريقية مطالبا بقوات لصد المتمردين . وفي ختام اجتماع في أديس أبابا، قال بيان للهيئة "اتفق الرئيس سلفا كير ميارديت ورياك مشار على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار منفذ ومراقب"، لكن لا توجد على الميدان أي ضمانات لتنفيذ الاتفاق . وأعلنت حكومة جنوب السودان ونائب الرئيس السابق رياك مشار، أنهم سيرسلون وفودهم إلى محادثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في وقت تدور معارك ضارية في بلدة بور بولاية جونقلي بين الطرفين . وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، إن بلاده سترسل وفداً إلى محادثات السلام التي ستجرى في إثيوبيا . وأضاف أن الرئيس سلفاكير لن يقتسم السلطة مع مشار لأنه قام بانقلاب ضد زعيم البلاد . وقال سلفاكير "إنه يجب عدم مكافأة مشار على تمرده وليس له الحق في تقاسم السلطة في البلاد، وأكد رفضه الإفراج عن بعض السياسيين من حلفاء مشار الذين جرى اعتقالهم . وبالمقابل، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي .بي .سي" عن مشار قوله إنه مستعد لخوض محادثات سلام مع حكومة جوبا وسيرسل وفداً من ثلاثة أفراد إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا . ويأتي حديث مشار بعد ان سيطرت قواته على أجزاء في بلدة بور الاستراتيجية مع اقتراب المهلة التي حددتها دول شرق إفريقيا لإنهاء القتال وبدء محادثات سلام . لكن الناطق باسم الجيش الجنوب سوداني، فيليب اغير، نفى على الفور هذه المعلومة، مؤكداً أن المعارك "لم تنته"، وأكد أن قواته اشتبكت مجدداً مع متمردين أمس الثلاثاء في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، في حين قالت الأممالمتحدة إن آلاف الأشخاص فروا من المدينة خشية هجوم المتمردين عليهم . وقال متحدث باسم الأممالمتحدة، إن القتال بدأ فجر الثلاثاء قرب معسكر المنظمة الدولية، وأضاف أن قوات مشار تسيطر الآن على مفترق طرق مهم بالقرب من قاعدة الأممالمتحدة . ودعا رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، الدول الإفريقية إلى سرعة التدخل عسكرياً لمساعدة قواته في صد المتمردين، ووقف المعارك الدامية، وقال إنه بمجرد حدوث محاولة الانقلاب، واندلاع المعارك وأعمال العنف، "كان ينبغي على القادة الإقليميين، وعلى جميع قادة الدول الإفريقية، أن يقدموا لنا يد العون عسكرياً . . حتى يمكننا سحق المتمردين مرة واحدة" . وهدد الاتحاد الإفريقي بفرض عقوبات على من يحرض على العنف في جنوب السودان ويعرقل الجهود الدولية للتفاوض على إنهاء القتال وحددوا الثلاثاء كمهلة أخيرة لبدء محادثات بين حكومة جوبا والمتمردين . وقال الاتحاد الإفريقي خلال اجتماع في جامبيا بغرب إفريقيا إنه يشعر بقلق من إراقة الدماء والتي أدت بالفعل إلى قتل أكثر من ألف شخص في أحدث دولة بالعالم . وقال مجلس الأمن والسلم بالاتحاد في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن المجلس "يبدي نيته لاتخاذ الإجراءات الملائمة بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف كل هؤلاء الذين يحرضون على العنف، ويواصلون الأعمال العدائية ويقوضون الحوار الشامل المتصور" . وبدوره عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً حول جنوب السودان مساء الاثنين، تحدث بعده رئيس المجلس للشهر الحالي، السفير الفرنسي جيرار آرو، واصفاً الوضع في ذاك البلد بأنه "مزرٍ جداً" . وأفاد أور بأن أوضاع حقوق الإنسان في جنوب السودان مقلقة جداً، مشيراً إلى أن هناك تقارير حول عمليات قتل وتعذيب واختفاء وعنف على أساس عرقي مستهدف . وفي السياق، أكدت الولاياتالمتحدة أنها تكثف الجهود لبدء مفاوضات بين سلفاكير ومشار، لكنها تواجه وضعا "في غاية التعقيد والخطورة" . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن المبعوث الأمريكي لجنوب السودان دونالد بوث يحاول وضع "اللمسات الأخيرة" على تفاصيل حوار سياسي على أمل "إطلاق مفاوضات في وقت قريب" بين الطرفين، مضيفة أن وزير الخارجية جون كيري يتحدث بشكل شبه يومي مع سلفاكير ومشار . من جانبها،أعلنت بريطانيا أنها ستقدّم إمدادات حيوية قيمتها 12،5 مليون جنيه استرليني لآلاف الناس الذين فروا من منازلهم في جنوب السودان . وقالت وزير التنمية الدولية البريطانية، جوستين غريننغ في بيان أمس الثلاثاء، إن التمويل الطارئ من بريطانيا سيوفّر شريان الحياة لآلاف العائلات التي فرّت من منازلها، وهي في أمس الحاجة الآن للمزيد من المساعدات أثناء سعيها للبحث عن مأوى من العنف . وأشارت الوزيرة البريطانية إلى أن بلادها تراقب الوضع عن كثب على الأرض في جنوب السودان، وهي مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات على النحو المطلوب، مشددة على ضرورة ضمان تأمين ممرات آمنة لجميع العاملين في المجال الإنساني للقيام بعملهم الحيوي .