بدأ وفدا ممثلي رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي يتزعم حركة تمرد تتواجه مع الجيش منذ منتصف ديسمبر الماضي، في أديس أبابا، أمس، مفاوضات لوقف ثلاثة أسابيع من القتال الذي تواصل، أمس، بلا هوادة غداة إعلان سيلفا كير حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي. ووصل وفدا الحكومة والمتمردين إلى أديس ابابا مساء أول من أمس، لبدء محادثات غير رسمية، لكن المفاوضات الرسمية لن تبدأ قبل ايام، كما أعلن وزير الخارجية الإثيوبي تادروس ادانوم الذي تشارك بلاده في وساطة اقليمية منذ بداية الازمة. وعلى الرغم من إنذار وجهته الدول الاعضاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (إيغاد) إلى طرفي النزاع لوقف الاعمال الحربية قبل 31 ديسمبر، مازالت المعارك مستمرة على الأرض. وقالت (إيغاد) المنظمة الإقليمية التي ستشرف على المفاوضات بين الجانبين، إن هذه المحادثات ستتناول في مرحلة اولى طريقة تنفيذ وقف لإطلاق النار، ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي «قادت إلى المواجهة الحالية». وعبر الاتحاد الإفريقي عن «حزن إفريقيا وخيبة أملها لرؤية أحدث دولة في القارة تنحدر بسرعة كبيرة إلى اتون النزاعات الداخلية»، وحذر من «حرب اهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والأمن والاستقرار الاقليمي». كما هدد مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بفرض «عقوبات محددة الأهداف» على جميع من «يحرضون على العنف» أو «يرتكبون اعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين من السلاح». ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر معارك عنيفة على خلفية الخصومة بين سلفا كير ورياك مشار الذي اقيل من منصبه في يوليو الماضي. واتهم رئيس جنوب السودان مشار بالقيام بمحاولة انقلاب عسكري، لكن الأخير نفى ذلك مؤكداً أن سلفا كير يسعى إلى تصفية خصومه. وأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان سقوط مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي (شرق) الثلاثاء الماضي في ايدي المتمردين من جديد، الا أنه قال ان الجيش مازال موجوداً «في الجوار». وهي المرة الثالثة منذ بدء المعارك تنتقل فيها المدينة من سيطرة فريق إلى آخر. وكان رياك مشار رفض أي وقف لإطلاق النار وأي لقاء وجها لوجه مع سلفا كير في الوقت الحاضر. وقال إن حركة التمرد تزحف ايضاً نحو جوبا عاصمة جنوب السودان. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان عشرات آلاف الاشخاص فروا من ولاية جونقلي وعبروا النيل الابيض ليلجأوا إلى ولاية البحيرات المجاورة. كما وردت معلومات حول حصول عمليات اغتصاب وقتل ومجازر ذات طابع قبلي. وفضلاً عن الخصومة السياسية القديمة، يتخذ النزاع الاخير ايضاً بعداً قبلياً، اذ ان الخصومة بين كير ومشار تندرج ضمن العداء بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار، وتزيد من حدة هذه الخصومة. في السياق قال، متحدث باسم جيش جنوب السودان لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أمس، إن القتال يتواصل بلا هوادة في جنوب السودان بعدما أعلن سيلفا كير حالة الطوارئ أول من أمس، في ولايتي الوحدة وجونقلي. وأضاف أن الاشتباكات مستمرة في مدينة بور بولاية جونقلي وفي أجزاء من ولاية الوحدة.