رياض حجاب ينشط ولهجة روسيا تتبدل وعمان تفضل البقاء في المنطقة الرمادية والتسريبات عن 'حاضنة' أردنية لحكومة المعارضة تتدحرجعمان 'القدس العربي': بقاء رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب ضيفا من الوزن الثقيل في العاصمة الأردنيةعمان يمكنه أن يضيف قرينة على تلك القراءات والتسريبات التي تتحدث عن قرب الإنتقال إلى خط الإنتاج الثاني في سيناريو ما بعد الرئيس بشار الأسد وهو حكومة المنفى. حجاب حظي طوال الفترة الماضية برعاية أردنية خاصة وإحتمالية تشكيل حكومة إنتقالية بإسم المعارضة في الخارج ثبت أنها السبب المركزي المرجح لتفسير هروبه الشهير إلى عمان ولاحقا إستقراره في أحد قصورها الضخمة المخصصة لضيافة كبار الشخصيات بحراسة مشددة للغاية. وآخر المعلومات حول حجاب تتحدث عن تعيين فريق من المساعدين له يمكنهم الإستقرار قريبا في مكتب خاص بضاحية عمان الغربية. دون ذلك يستمر الرجل في البقاء خلف الكواليس ويستقبل زوارا بين الحين والآخر يتردد أن بينهم شخصيات قطرية وأخرى روسية والأهم محسوبة على أقطاب المعارضة. عودة الأضواء للمنشق السوري الأبرز عن نظام بشار الأسد الذي إختار عمان مقرا دائما تزامنت مع تلك التقارير التي تتحدث عن إحتمالية تشكيل حكومة مؤقتة في واحدة من ثلاث مناطق هي الرمثا أو عمان أو درعا. والمواقع الثلاثة المرشحة مرتبطة جذريا بالأردن من حيث الجغرافيا السياسية، الأمر الذي يدفع للخلف سيناريوهات البقاء بالمنطقة الرمادية بالنسبة للأردنيين وفقا للمحلل الإستراتيجي عامر السابيلة الذي تحدث بهذا الموضوع في ندوة خاصة نظمتها صحيفة 'الرأي' الحكومية. في نفس الندوة بضيافة صحيفة 'الرأي' تحدث سياسيون وإقتصاديون كبار بينهم عبد الرؤوف الروابده والدكتور خالد الوزني عن كلفة وفوائد البقاء أردنيا في المنطقة الرمادية، فيما يتعلق بالمسألة السورية خصوصا مع حالة الإستقرار العامة التي تشهدها المنطقة الحدودية بعد سلسلة من الإحتكاكات برزت قبل ستة أسابيع. أما داخل مؤسسة القرار الأردنية فالمقاومة لا زالت شرسة وصلبة بالإتجاه المعاكس لأي محاولات من أي نوع يمكن أن تورط الاردن جغرافيا او سياسيا أو حدوديا أو عسكريا بالمستنقع السوري فالمؤسسة الأردنية العسكرية لا زالت تؤمن بأنها ستتحرك فقط في حالة واحدة لتأمين الحدود وهي حماقة يرتكبها النظام السوري وتؤدي لتحريك نصف مليون فلسطيني إلى الجنوب نحو الأردن. وصلابة مقاومة خيارات التورط بالعمل ضد النظام السوري وصلت لمستوى المجازفة برفع الأسعار ومواجهة الإضطرابات الداخلية بدلا من إنتظار مساعدات مشروطة بالتحرك ضد بشار الأسد فيما يصر السبايله على أن البقاء أردنيا في المنطقة الرمادية قد يصبح محفوفا بالمخاطر أو لا ينطوي على حكمة قريبا. على جبهة حلقات إستشارية مقربة من السفارات الغربية والأمريكية في عمان دخلت خطة التخلص من نظام بشار الأسد وفرض وقائع جديدة على الأرض حيزا مختلفا مؤخرا مما تطلب وضع خطة غربية جماعية 'للإخلاء' وتجيهز معدات إتصال حديثة جدا لمتابعة تطورات المشهد السوري مع إقامة واحدة من أضخم شبكات الإتصال الإستخباراتية بالقرب من دمشق وعبر الحدود مع تركياوالأردن. معلومات خاصة حصلت عليها 'القدس العربي' تفيد بأن لجان الإتصال الدبلوماسية الغربية وتحديدا الامريكية تجري إتصالات مع قوى أساسية داخل المعادلة السورية في الوقت الذي يتنشط فيه الحديث عن 'لهجة روسية' مختلفة برزت مؤخرا تشير لها تقارير في وزارة الخارجية الأردنية. بالمقابل يلاحظ سبايلة ان اللهجة الروسية بدأت تتبدل وتستخدم تعبيرات وحمل جديدة مثل صياغات المعارضة الوطنية وإنتقال السلطة ومطالبة الجيش بوقف قصف المدن. حسب رأي بعض المحللين ستسعى عدة أطراف قريبا لإغلاق صفحة إتفاقية جنيف الأولى وستعمل على نسخة جديدة من هذه الإتفاقية بموجب ميزان القوى الجديد في سوريا وجوارها وهو ما ألمح له المعارض البارز هيثم مناع وهو يتحدث عن 'جنيف 2' لان جنيف الأولى روسية بالكامل كما يرى سبايله اما جنيف الثانية فيمكنها أن تحمل بعض بصمات الرئيس الأمريكي أوباما بعد إعادة إنتخابه. الأردنيون في المستوى الشعبي كما يرى الناشط السياسي ضرغام هلسه لا يوافقون على أي تدخل أردني من أي نوع في المشهد السوري لإن ذلك سيلحق ضررا بالغا في الداخل الأردني والحديث عن حاضنة أردنية لحكومة سورية بإسم المعارضة لا يجد حماسا داخل مؤسسات القرار الأردنية لكنه يتدحرج حتى على شكل 'تسريبات'.