بيروت - "الخليج"، وكالات: لا تزال التحقيقات جارية على قدم وساق بشأن تفجير الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانيةبيروت، وتقدمت فرضية أن يكون المنفذ انتحارياً، وهذا تحسمه نتائج فحوص "دي .أن .إيه"، العائدة للأشلاء التي عثر عليها داخل السيارة التي انفجرت في حارة حريك الخميس، خاصة بعد العثور في مسرح التفجير على إخراج قيد إفرادي باسم قتيبة محمد الصاطم (مواليد أول أغسطس/آب 1994)، كان غادر منزل والده في بلدة حنيدر في عكار في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووالده أبلغ المخفر في حينه عن اختفائه . وتم استدعاء والدة الشاب إلى مركز مخابرات الجيش في وادي خالد في عكار، لأخذ عينات لإجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هويته وما إذا كان هو الانتحاري الذي فجر نفسه . وأشارت مصادر مواكبة إلى أن الصاطم تمّ خداعه، وأوكلت إليه مهمّة ركن السيارة المفخخة في أحد الأماكن، وعندما لم يستطع وظهر عليه الارتباك والتهور من خلال قيادته، قام من كان يراقبه بتفجير السيارة عن بعد وهو داخلها، وهذه الفرضية تستند إلى كميّة ونوعية ووزن العبوة في السيارة التي لا تتعدى 20 كلغ، ما يُعزّز فرضية خداع الإرهابي وتحويل العمل من عمل إرهابي، إلى عمل انتحاري يهدف لتأجيج النزعات الطائفية وتمهيد طريق الفتنة . وأكدت مصادر أمنية أن الانفجار نفذه انتحاري كان يقود سيارة رباعية الدفع، بينما العبوة كانت موزعة وموضبة في أبواب السيارة، التي سبق وحذّر الجيش من خطورتها في برقية عسكرية عمّمت على الأجهزة الأمنية قبل 12 يوماً من التفجير، وأن زنة العبوة بين 20 و30 كيلوغراماً . ودخلت السيارة إلى سوريا وتمّ تفخيخها في إحدى المناطق الخارجة على سيطرة النظام، وكان ركان أمون هو اللبناني الأخير الذي اشترى السيارة، وقام ببيعها لأشخاص من المعارضة السورية بمبلغ 2900 دولار قبل نحو 3 أشهر، وقد طلب المحققون حضور صاحب السيارة الأخير أمامهم، إلا أنه لم يتم العثور عليه . وأكد وزير الداخلية مروان شربل "وجود علامات استفهام حول زنة العبوة في الانفجار الذي وقع في حارة حريك التي يمكن أن تشير إلى احتمال استهداف أحد الأشخاص"، مشيراً إلى وجود 3 احتمالات، فيمكن أن يكون الانتحاري فجر نفسه عن طريق الخطأ، أو شعر بالحرج فاضطر لتفجير نفسه، أو ممكن أن يكون هناك شخص آخر فجر السيارة بمن فيها عن بعد، ولفت إلى أن "العناصر الأمنية يمكن أن تحد من العمليات الإرهابية ولكن لا يمكن أن توقفها بنسبة 100%"، محملا "جميع الفرقاء السياسيين مسؤولية ما يجري" . وعاين النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان الانفجار أمس، واطلعا على الأضرار الناتجة عنه وعلى التحقيقات الجارية والأدلة التي جمعت . وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحداد العام اليوم السبت، على أرواح ضحايا التفجير، فيما تواصلت حملة التنديد بالجريمة داخليا وعالميا، ودانت وزارة الخارجية المصرية التفجير، ووصفته ب"الإرهابي البغيض"، وندد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في بيان بحادثة التفجير، مؤكدا "وقوف مصر حكومة وشعبا إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق والدولة اللبنانية لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية البغيضة التي تستهدف الاستقرار في لبنان" . ودان سفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري "الانفجار الذي تعرضت له منطقة الضاحية الجنوبية"، واصفا إياه ب"العمل الإجرامي"، وتقدم بالتعزية من ذوي الضحايا، وأكد السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور "الموقف الفلسطيني الملتزم والواضح والصريح بدعم الأمن والاستقرار في لبنان" . ودان قائد "اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا بأشد العبارات "الانفجار ، وقال في بيان أمس: "نقف إلى جانب الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في سعينا المشترك نحو السلام والأمن"، آملاً أن "تتمكن السلطات اللبنانية من تحديد مرتكبي هذه الجريمة النكراء وتقديمهم إلى العدالة" . ودان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم "الإرهابي"، ودعا كل اللبنانيين إلى الالتزام بإعلان بعبدا، مؤكداً أهمية احترام سياسة لبنان بالنأي بالنفس والامتناع عن أي تدخل في الأزمة السورية، وأكد أعضاء مجلس الأمن في بيان صحفي أصدروه ضرورة التصدي بكل الوسائل لتهديدات السلم والأمن الدوليين جراء الأعمال "الإرهابية"، وشددوا على ضرورة تقديم الجناة إلى العدالة . وسبق أن دان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون بشدة التفجير، داعياً اللبنانيين إلى ضبط النفس والاجتماع معاً من أجل دعم مؤسسات الدولة .ودان الاتحاد الأوروبي التفجير ووصفه ب "الإرهابي"، وجدّدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن كاثرين آشتون "التعبير عن القلق العميق من تصاعد العنف في لبنان" . وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ب"التفجير الإرهابي"، واستنكر في بيان "هذا العمل الإجرامي الذي يندرج في إطار مسلسل التفجيرات الإرهابية التي تحاول استهداف السلم الأهلي وإشعال الفتنة وتفجير الأوضاع" . وعبرت الولاياتالمتحدة عن إدانتها الشديدة للتفجير "الإرهابي"، وحثت على الامتناع عن القيام بأية أفعال انتقامية من شأنها تصعيد حدة التوتر في لبنان، وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف إنه "يتوجب السماح للشعب اللبناني بأن يمضي في حياته من دون أي خوف من مثل هذه الهجمات" . ودانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة العملية الإرهابية التي استهدفت الضاحية الجنوبية، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بيان لوزارة الخارجية أن طهران أبدت استعدادها "لمساعدة لبنان في تجاوز هذه المرحلة الصعبة وإحباط أي مخطط إرهابي" . أسماء قتلى وجرحى تفجير حارة حريك بيروت - "الخليج": كانت الحصيلة النهائية لتفجير حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت 4 قتلى هم إيمان حجازي وابنة زوجها ملاك زهوي، وعدنان عوالي وعلي حسين خضرا . أما الجرحى، فعرف منهم: حسن حيدر، حسن قلوط، انجي عسيلي، حسين الحاج، ميسون عيسى، حسن جمول، انتصار سبيتي، فاطمة سرور، سوزان مهدي سموري، فاطمة شورع، يوسف طالب، إبراهيم عيسى، محمد مصبح بغدادي، محمد خليل، محمد الهادي مقداد، هشام كركي، سهى ياسين، على الخطيب، محمد المقداد، سعاد كزما، نادين رمضان، أحمد أبو علول، حسن جواد، عباس عباس، سامي منصور، عيسى عثمان، إيمان بغدادي، زكريا عساف، أخضر بري، حسن قلوط، حسن بزي، قاسم مقداد، منى أيوب، خاتون مهدي، نسرين كزما، روح الله بزال، حسن حيصون، حسين المصري، نورهان عيسى، إيمان بغدادي، حسن جمول، محمود الصوراني، سلمى نصرة، بدرية جمعة، أبو هادي عباس، ميسون عائشة، انتصار سبيتي، وسعاد حاطوم، الإثيوبية منوروش حين، سلام حسون، نور حمدان، وكمال الخش وربيع أبو إسبر . الجيش اللبناني يعلن رسمياً اعتقال أمير "كتائب عبد الله عزام" أعلن الجيش اللبناني رسمياً، أمس، اعتقاله أمير تنظيم" كتائب عبدالله عزام" السعودي ماجد الماجد، واصفاً إياه ب"المطلوب الخطر" . وقال الجيش في أول بيان رسمي: إن مديرية المخابرات "أوقفت في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أحد المطلوبين الخطرين، وبعد إجراء فحص الحمض النووي له، تبين أنه المطلوب ماجد الماجد من الجنسية السعودية" . وأظهرت نتائج فحص الحمض النووي للماجد أنها متطابقة مع أحد أنسبائه، حسب ما قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية . ويحتجز الماجد في المستشفى العسكري التابع للجيش اللبناني بسبب "حالته الصحية الصعبة"، حسب ما أفاد مصدر طبي ومسؤول متابع لملف التحقيق، قال إن استجواب الأخير يتأخر بسبب حالته الصحية السيئة"، مشيرا إلى أنه "تحت حراسة مشددة" في المستشفى العسكري في بعبدا . وأوضح المصدر الطبي أن الماجد يعاني "فشلاً في الكلى"، وكان يخضع بانتظام لعمليات غسل كلى، وقال "في يوم 27 ديسمبر/كانون الأول، اتصل المستشفى الذي كان يعالج فيه الماجد بالصليب الأحمر ليتم نقله إلى مستشفى آخر، وقام الصليب الأحمر بتنفيذ المهمة، لكن قبل أن يصل إلى وجهته، اعترضت قوة من استخبارات الجيش اللبناني سيارة الإسعاف وأوقفت الماجد" . وقال مسؤولون وخبراء: إن الماجد كان من جامعي الأموال الرئيسيين للمقاتلين في سوريا، وقال ليث الخوري من مجموعة "فلاش بارتنرز" الخاصة التي ترصد مواقع المتشددين، إن الماجد كان وراء جزء كبير من تمويل الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا، وقال مسؤول أمريكي: إن اعتقال الماجد "يمثل انتكاسة مؤقتة على الأقل لكنه بالتأكيد ليس ضربة قاتلة لسرايا زياد الجراح وهي واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية في لبنان" . (وكالات) الخليج الامارتية