كان مايكل شوماخر يعتزم الاحتفال بيوم عيد ميلاده كالمعتاد بين أفراد أسرته وأصدقائه المقربين في منزله الشتوي في فرنسا، لكن الأمنيات في عيد ميلاده الخامس والأربعين هذا العام والذي وافق يوم أمس الجمعة تتركز على الآمال في بقائه على قيد الحياة. فبعد خمسة أيام من حادث التزلج الذي تعرض له بعث صديقه المقرب ونجم كرة القدم الألماني الدولي لوكاس بودولسكي وزميله النجم الألماني بير ميرتساكر وغيرهما من اللاعبين في نادي أرسنال اللندني رسالة مطبوعة على قميص جاء فيها "نتمنى لك الشفاء العاجل يا شومي"، معبرين بذلك عن أمنيات كثيرين حول العالم. وجذب الحادث الذي تعرض له شوماخر في منتجع ميريبل يوم الأحد الماضي الاهتمام في جميع أنحاء العالم، حيث أوقف التلفزيون الهندي بث برامجه وقدم تقريراً عن حالته كما قدمت الصحف تغطية كاملة على صفحاتها الرياضية. اهتمام إعلامي ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) صورة أرشيفية كتب فيها أسطورة "الفورمولا وان" كلمة "سلامة" باللغة الماندارينية الصينية. ووضعت الوكالة الرسمية على موقعها على الإنترنت عبارة "نتمنى لك الشفاء يا شومي" باللغة الألمانية. وكتبت أسرة شوماخر على موقعه على الإنترنت: "نود أن نشكر الناس من جميع أنحاء العالم أولئك الذين عبروا عن تعاطفهم وبعثوا بأطيب تمنياتهم له بالشفاء". وأضافت: "إنهم يمنحوننا دعماً كبيراً... نعلم جميعاً انه مقاتل ولن يستسلم". تكتم يذكر أن شوماخر لا يزال في حالة حرجة حتى اليوم، حيث يقول العاملون في المستشفى إنه لن يتم الإدلاء بمزيد من المعلومات إلا إذا طرأ تغير (على حالته). ويرقد بطل سباقات "الفورمولا وان" لسبع مرات، والذي تقاعد للمرة الثانية في نهاية عام 2012 عقب عودته لمضمار السباق لمدة ثلاث سنوات، في حالة غيبوبة اصطناعية في وحدة العناية المركزة في مستشفى جامعي في مدينة جرونوبل منذ لحقت به إصابات خطيرة في الرأس في حادث يوم الأحد. عمليتان جراحيتان وخضع شوماخر لعمليتين فشلتا على ما يبدو في وقف النزيف الناجم عن اصطدام رأسه بصخرة كسرت خوذته. وكانت أسوأ إصابة تعرض لها شوماخر خلال ما يقرب من عقدين من سباقات السيارات هي كسر في ساقه خلال سباق الجائزة الكبرى البريطاني في سيلفرستون في عام 1999. لكنه عاد لخوض السباقات بعد 98 يوماً. ويأمل كثيرون ممن يتمنون له السلامة شفاءه بسرعة وبطريقة مماثلة هذه المرة. مسيرة صامتة لعشاق شومي عيد حزين أمس لعائلة أسطورة الفورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر، الراقد في غيبوبة مصطنعة منذ خمسة أيام في مستشفى غرونوبل الفرنسي بعد حادث تزلج، لكن عشاق فريقه السابق فيراري تجمهروا أمس الجمعة لتقديم دعم صامت لقدوتهم. قال ستيفانو بيني (47 عاماً) وهو محاسب جاء من كومو في شمال إيطاليا: "شومي قدم لنا الكثير في الماضي. الأمر الوحيد الذي يمكننا القيام به هو المجيء لدعمه ودعم عائلته في عيد ميلاده (ال45)". استيقظ هذا المشجع المعتمر قبعة حمراء على ألوان فريق الحصان الجامح، الساعة الثالثة صباحاً كي يستقل حافلة في ميلانو والمشاركة في مسيرة صامتة بالقرب من المستشفى حيث يرقد نظمها فريق فيراري الإيطالي الذي أحرز معه البارون الأحمر لقب بطولة العالم خمس مرات. قام الفريق الإيطالي بحجز نحو عشرين حافلة لنوادي مشجعيه للقدوم إلى فرنسا والوقوف إلى جانب البطل السابق الذي خضع لجراحتين في رأسه بعد حادث تزلج الأحد الماضي في منتجع ميريبيل (سافوا) على جبال الألب الفرنسية. حملت أول الوفود لافتات على ألوان أندية فيراري في برغامو، فاريزي، ترافيدونا... وأخرى منذ يوم الخميس كتب عليها: "شومي، كل أفكارنا معك ومع عائلتك". قال غابريال كلوس (36 عاماً) القادم من سيسل (سافوا العليا) مع ابنه لوغان (12 عاماً): "هو قدوة كبيرة لي. تبعته دوماً. آمل أن ينجو بسلام. نتمنى له أن ينجح في صراعه ويعود إلينا". زابينه كيم.. امرأة لا تمل الوقوف وراء شوماخر قبل 20 عاما، كان لدى زابينه كيم فكرة محدودة عما تعنيه الفورمولا -1، وبالكاد كانت تبادلت بضع كلمات مع مايكل شوماخر. واليوم، بعد عقدين، أصبحت المرأة التي لا تتعب، ويقع على كاهلها حمل الضغط الإعلامي الرهيب عقب حادث التزلج الذي تعرض له بطل العالم سبع مرات من قبل. وطارت كيم خلال أكثر من عشرة أعوام إلى مختلف أنحاء العالم إلى جوار الألماني. كانت تتولى تنسيق العمل مع وسائل الإعلام، وتنظيم المقابلات الشخصية، والمؤتمرات الصحفية، ومراسم التقديم المختلفة. بعد ذلك أضحت مديرة أعمال السائق الأنجح على مر التاريخ ، وانتقلت من فرانكفورت إلى سويسرا كي تكون قريبة من مقر إقامة عائلة شوماخر. ومع الوقت، بدأت صداقة حميمة تربط بين كيم وعائلة سائق فيراري السابق. امرأة كألف رجل لكن الأمور باتت مختلفة الآن، فرغم الألم الذي تشعر به من دون شك،تتولى كيم الرد مع أطباء المستشفى الجامعي في غرينوبل، التي يصارع فيها شوماخر منذ يوم الأحد الماضي للبقاء على قيد الحياة، على الأسئلة العديدة للصحفيين. وكل شيء يقاس بدقة، ولا شيء لم تتم مناقشته والاتفاق عليه مسبقا يقال للصحافة خلال المؤتمرات الصحفية التي تعقد في المدينة الفرنسية. وذلك تتولاه كيم، التي ركزت في بداياتها كصحفية على ملاعب التنس. ولا توجد احتمالية للتوغل في الحياة الخاصة لآل شوماخر : فمن يحاول ذلك سيجد نفسه أمام كلمتين واضحتين ونظرة جليدية من عيني الألمانية الشقراء.اكتسبت كيم مع الوقت صرامة، ولم يكن هناك من سبيل آخر في عالم مثل الفورمولا -1 ، يهيمن عليه الرجال. تقدير الإعلام وقالت كيم في أول أيام العام الجديد أمام حشد من المصورين والصحفيين "نقدر كثيرا عمل وسائل الإعلام، لكن الحياة الخاصة ومشاعر العائلة لابد وأن تحترم". ولا يمكن حتى الآن تقدير عمق تأثرها بمأساة شوماخر، لكن منذ تلك التغطية الأولى على حلبة هوكينهايم عام 1994 حتى اليوم، حدث تغير كبير في الصحفية الرياضية المحترفة والمتباهية، التي كانت عليها. مرت خمسة أعوام بعد ذلك العام ورن جرس الهاتف. كان ذلك في عام 1999 وكان المتصل هو ويلي فيبر، مدير أعمال شوماخر في ذلك الحين. وقبل نهاية العام، تحولت صحفية (سوديوتشه تسايتونج) إلى عضو في الفريق المعاون للألماني. قدرات عالية ويثق شوماخر بها ، وبغريزتها وخبرتها : "مسألة قيامها بكل ما ألمح له أمر مختلف. لكن سياستها هي أن تقول لي : هذا هو مجالك، تعرف فيه أكثر مني، وإذا كنت تعتقد أن علينا القيام بالأمر على هذا النحو، إذن فسنفعله كذلك". بهذه الطريقة، تمكن كيم وشوماخر في 2009 من إخفاء تبعات حادث الدراجة النارية الذي تعرض له الألماني. ومؤخرا عندما فشل في عودته إلى فيراري، بدا واضحا أن ذلك لم يكن أزمة أقل. وقليلون من خارج العائلة من يعرفون شوماخر بقدر كيم. وقالت الصحفية السابقة في كتاب نشرته عام 2006 عقب الاعتزال الأول للألماني "بالنسبة للكثيرين، هو شخص مجهول". بعد ذلك بأربعة أعوام عاد شوماخر إلى المضمار وغير مدير أعماله : حلت زابينه كيم بدلاً من ويلي فيبر. تجدي الصعاب وبعد ثلاثة مواسم قليلة التوفيق وما تلا ذلك من اعتزال نهاية 2012 ، ظلت الرغبة في داخل شوماخر ولم يتوقف العمل بالنسبة لكيم ، سواء مع رعاة جدد يظهرون أو للتفاوض حول اتفاقات قائمة بالفعل. وكان من المقرر أن يحتفل شوماخر أمس في منتجع ميريبل للتزلج مع العائلة والأصدقاء بعيد ميلاده الخامس والأربعين. لكن الحقيقة كانت غير ذلك، فالألماني يمر بالمرحلة الأصعب في حياته. وخارج حجرة المستشفى تقف كيم لتواجه الجميع. شوماخر بطل اسطوري البيان الاماراتية