الخرطوم - عماد حسن: تعثرت المفاوضات المباشرة بين وفدي الصراع في جنوب السودان، فيما واجهت اللقاءات الجانبية التمهدية فشلاً في الوصول إلى نقطة انطلاق إلى مفاوضات أشمل، بسبب الخلاف حول جدول أعمال محدد بوقف إطلاق النار، وتأجلت إلى أجل غير مسمى، فيما لايزال القلق يهمين حول نجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق رغم الضغوط الدولية والإقليمية التي يتعرضان لها . وسمع الليلة الماضية، دوي انفجارات وتبادل كثيف لإطلاق النار في الحي الذي يقع فيه القصر الرئاسي وأبرز الإدارات الحكومية . وقال شاهد عيان إن انفجارات سبقها قصف مدفعي ورشقات غزيرة من الأسلحة الرشاشة دوت في الحي الذي يقع فيه القصر الرئاسي ومقر البرلمان وأغلبية الوزارات . وفي حين تواصلت المعارك الطاحنة حول "بور" مستخدمة المدفعية والدبابات، لا يزال السودان محتفظاً بمسافة واحدة بين الطرفين، وجددت الأممالمتحدة الشكوى من تعثر وصول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 100 ألف شخص بسبب القتال الدائر . وكانت لقاءات الجانبين التي بدأت الجمعة بغرض الاتفاق على ترتيبات وقف إطلاق النار وتحديد أجندة الحوار لوضع حد للعنف الذي انزلقت إليه البلاد، توقفت أمس، وأقر وسطاء أفارقة بتعذر البداية الرسمية لمفاوضات يقودونها بين أطراف النزاع من أديس أبابا بمساندة دولية . وقال ديبلوماسي إفريقي "الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت، ربما يستغرق أياماً" "وأضاف من الواضح أن الطرفين لم يتفقاً حتى الآن على أجندة التفاوض، وقال أندرو ميس القائم بأعمال مبعوث بريطانيا إلى السودان وجنوب السودان" يبدو الأمر وكأنهما ما زالا يتحركان لأجل تحقيق ميزة عسكرية أكثر من الإعداد لوقف إطلاق النار" . وعلى الميدان، واصل الجيش عمليته أمس من أجل استعادة السيطرة على بلدة بور الاستراتيجية، عاصمة ولاية جونقلي، من أيدي المتمردين . وأعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير لوكالة "فرانس برس" إن "قواتنا لا تزال تتقدم في اتجاه بور، وهناك معارك عنيفة حصلت الجمعة" نافياً مزاعم المتمردين بأنهم بدأوا التقدم في اتجاه العاصمة جوبا . وأشارت تقارير إلى معارك طاحنة شملت الدبابات وسلاح المدفعية في ضواحي بور، البلدة الاستراتيجية التي انتقلت السيطرة عليها من فريق إلى آخر ثلاث مرات منذ بدء القتال قبل ثلاثة أسابيع . وأعلن الفريق بيتر قديت الموالي لنائب الرئيس السابق رياك مشار إن قواته أحرزت تقدماً كبيراً في العمليات التي تقودها ضد الجيش الحكومي وأوقفت تقدمه تجاه عدد من المدن الاستراتيجية . وقال قديت، في تصريحات صحفية، إن قواته توجد على بعد 25 كيلومتراً من جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وتتقدم نحوها، كما سيطرت على مدينة "بور" وصدت هجومين منفصلين خلال الأيام الماضية من قبل قوات الجيش الحكومي، وأنها تسيطر على الأوضاع الميدانية بولاية جونقلي وتقوم بعمليات تمشيط واسعة على طول الطريق بين بور وجوبا . والقتال المستمر دفع بمنسق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إلى تنبيه الجنود والمتمردين لضرورة حماية المدنيين والعاملين في الوكالات الإنسانية وإلا فإن الوضع الصعب أساساً سيتفاقم . وقال لانزر "لقد وصل المزيد من الأشخاص الى قواعدنا في جوبا، وأصبح العدد حالياً نحو 30 ألف شخص في العاصمة لوحدها" . واليوم السبت أعلن أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "ستعزز وجودها" في البلاد . الخليج الامارتية