الشارقة - إبراهيم اليوسف: يشكل المهرجان الشعري -عادة- فضاء ذا أهمية استثنائية، وذلك انطلاقاً من أنه يمتد عبر شريط زمني، ويكون مدعاة استقطاب أعداد كبيرة من الشعراء، وهو ما ينطبق على حالة مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي انطلق في عام،1997 وبدأت دورته الجديدة، مساء أمس الأول، حيث يلتقي الشعراء، ويتبادلون فيما بينهم القصائد وجرعة فرح تحقيق النص الشعري لوظيفته الرئيسة، وهو ما يتم في المهرجانات الأدبية، على نحو عام، والشعرية منها على نحو خاص . عدد من الشعراء والشاعرات الإماراتيين والعرب، التقيناهم، كي نستقرئ انطباعاتهم الأولى، عن المهرجان، حيث قالت الشاعرة الإماراتية حمدة خميس، إن أي مهرجان هو ملتقى لا غنى عنه للشعراء، من خلاله يتم التقاء الشعراء ببعضهم بعضاً، وهو ما يأتي في مصلحة الحراك الشعري، بل ينعكس عليه، ناهيك عن أن المهرجان يكون الفرصة للالتقاء ببعض الأصوات التي تفصلنا عنهم مسافات جغرافية . وقال الشاعر العراقي عامر الساعدي: أنا سعيد بدعوة بيت الشعر في الشارقة لي للمشاركة في المهرجان، وأكثر سعادة بهذا اللقاء الحميم بين الشعراء العرب جميعاً، بمختلف أجيالهم الشعرية، وأشكالهم الإبداعية أيضاً . واللطيف في الأمر أن المهرجان يفتح نافذة مهمة لحرية المبدع العربي، حيث لا يسألك أحد: ماذا ستقرأ؟ وماذا ستلقي؟ ما يعني أن هناك تكريماً مبطناً بوجود هذه الفسحة من الشعر التي ستغني المشروع الأدبي والإبداعي العربي . ووصفت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري المهرجان بقولها: إنه "الشعر في دولته"، وأضافت: "ليس غريباً أن يستلقي الشعر على ضفائر الشارقة فراشة من ألوان الكلام، ليس غريباً أن نفتح ستائر الحياة لنشاهد القصيدة سيدة في مسرحها، ليس غريباً أن تعرف أن خلف كل هذا الألق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في كل صباح تتجدد الثقافة بتجدد أحلام القصيدة . مهرجان الشارقة للشعر العربي هو احتفاء بالشعر والشعراء والكلمة . ولا أخص هنا شعراء هذا العصر فقط، بل هو احتفاء بأول من قال بيتاً منذ لقاء الحياة الأول بالشعر، وجميل أن يلتقي الشعر بالنقد بطريقة موجهة تركز على أهم قضاياه من خلال هذه الأسماء التي لن تكون إلا منصفة للقصيدة . ومشاركتي في هذا المهرجان تجعلني أقف طويلاً على أطلال ما كتبت لأقيس ظلال القصائد وكم من المارين سيشده الوقوف هناك، ولكي أعرف أين أنا ولكي أدرك تماماً أنني كلما غردت داخل السرب يجب علي الخروج، لأن الشعر أن لا تكون مع السرب ولأن الشعر غناء آخر . وعلى صعيد الحنين، فإن المهرجان في هذا العام، وهو يحتفي بالشاعر هارون هاشم رشيد لم يكن يعرف أنه يصوغ لقاء بين أستاذ وتلميذة،قبل خمسة أعوام كتب الشاعر هارون هاشم رشيد مقدمة ديواني الأول "مرسى الوداد"، واليوم ألتقيه ثانية، لأتعلم أكثر منه، ومن كل المشاركين في دورة الشعر وفي دولته . الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي قالت: المهرجان فسحة التقاء سنوية بين الشعراء العرب، وفي كل سنة نفاجأ بحلة جديدة من الشعر والأدب، وحلة هذا اليوم ازدانت باثنين من المكرمين هما: هارون هاشم رشيد ذو الشعر العتيق، والتاريخ المعتق، وسالم الزمر ذو الحضور المشع وطنية ووفاء، كما أجاد الشعراء الباقون، فاختصر الساعدي معاناة الفراق لسنوات طويلة بلوحة مكثفة، قال فيها كل ما يريد أن يقول، لوحة شعرية مدهشة شكلت أنموذجاً إبداعياً، من خلال سحر لغته، وشفافية وتلقائية الصورة، وعذوبتها، بل وقبل ذلك دلالاتها، ومعانيها العميقة جداً، أما قصيدة أحمد محمد عبيد فقد كانت مفعمة بصور التراث وحميمية الأسرة، والبيت، وعالم هذا الرجل الذي لا يريد أن يكبر . وعبرت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد عن سعادتها قائلة: هو أول مهرجان شعري أحضره، المكان كنت أعرفه من قبل، من خلال متابعتي للعروض التي كان يحتضنها، وأضافت: حقيقة، لقد سعدت خلال فعاليات اليوم الأول للمهرجان، وتمنيت لو أنني تابعت الدورات السابقة للمهرجان، فالمهرجان مهم جداً، من خلال الأسماء المشاركة فيه، ومن خلال جمهوره . وأشار الشاعر العماني عبدالحميد الدوحاني إلى حسن تنظيم المهرجان قائلاً: يسجل لهذا المهرجان، حسن تنظيمه، واختياره لعدد من الأسماء الفاعلة على مستوى عربي، وما زاد على كل ذلك حضور صاحب السمو حاكم الشارقة لافتتاحه، وقد بلغ التفاعل بين الشعراء وجمهور الشعر الذروة، وكل هذا دلالات على نجاح هذا المهرجان المتميز . وقال الشاعر الإماراتي طلال سالم: يمر الآن اثنا عشر عاماً من عمر هذا المهرجان الذي بدأت بذرته الأولى في عام1997 في بيت الشعر، والعبرة في هذا المهرجان هو تجديد الدماء، حيث في كل مرة شعراء جدد، كما أنه في كل عام يتم تكريم الشعراء على الصعيدين المحلي والعربي، وذلك للتعريف برموز شعرية لها حضورها الراسخ في المشهد الشعري، وما أعطى لهذا المهرجان الأهمية هو عاصمة للثقافة الإسلامية، انطلاقاً من دورها الثقافي الكبير . الشاعر السوري عبدالرزاق الدرباس: مهرجان الشارقة للشعر العربي، يجعلنا نتأكد سنوياً، أن الشعراء على قيد الشعر، وأن اجتماعهم في هذا الزمن الرديء عربياً، في الشارقة يشعل جذوة الأمل، وكل هذا ليس بغريب على الشارقة، والمهرجان هو لفتة كريمة برعاية صاحب السمو، حاكم الشارقة، حيث نلتقي سوياً في كل عام، وإذا كنت تحدثت هنا عن الشعر، فأنا لا أنسى الحديث أيضاً عن المحاور المرافقة للمهرجان، فهي متجددة، في كل عام، كما أن المهرجان يتيح لضيوفه الاطلاع على الشارقة والمكان الإماراتي . الخليج الامارتية