بغداد - "الخليج"، وكالات: بدأ الجيش العراقي، أمس، هجوماً واسعاً على منطقة الجزيرة بقضاء الخالدية في محافظة الأنبار ضد مسلحي (الدولة الإسلامية في العراق والشام) "داعش" المرتبطين بتنظيم القاعدة، وتجددت الاشتباكات في الفلوجة والرمادي بين المسلحين والقوات الحكومية، وأعلن عن نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن من الفلوجة، فيما هددت عشائر الدليم بدخول بغداد في حال اقتحام المدينة، في وقت تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي القضاء على مسلحي تنظيم "القاعدة" وطردهم من جميع مدن الأنبار، ودعا إلى الانفتاح السياسي والحوار القائم على كيفية تحقيق النصر الحاسم على القاعدة، في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى خطوات سياسية لدعم الجهد الأمني في العراق . وقال مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن اسمه أن "قوات الجيش بدأت بهجوم عسكري واسع على منطقة الجزيرة في قضاء الخالدية شرق الرمادي، بواسطة الدبابات والمروحيات لضرب مسلحي داعش"، مشيراً إلى أن "أكثر من 19 دبابة تقدمت على المنطقة فيما قامت المروحيات بقصف المواقع التي يسيطر عليها المسلحون" . وأضاف المصدر أن "المسلحين يتحصنون الآن قرب العوائل في هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن "هناك أكثر من 40 عائلة عالقة بين نيران المسلحين والجيش" . وأكد المصدر أن "الجيش يحاول سحب المسلحين إلى خارج الأحياء السكنية في المنطقة من أجل تجنيب المواطنين النيران"، لافتاً إلى أن "حجم الخسائر الناجمة عن هذا الهجوم لم تعرف حتى الآن" . وفي الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، قال شهود عيان إن اشتباكات وقعت فجراً في حيي العسكري والشهداء على مدى قرابة ساعة من الزمن بعد تعرضهما إلى قصف، من دون ذكر مزيد من التفاصيل . وجاءت الاشتباكات بعد إطلاق تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة، الثلاثاء دعوة لسنة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية إلى عدم إلقاء السلاح، في إشارة إلى الأحداث الجارية في محافظة الأنبار . وكان الشيخ علي حاتم السليمان أمير عشائر الدليم في العراق حذر من اقتحام قوات الجيش لمدينة الفلوجة . وقال السليمان في مقابلة مع تلفزيون الفلوجة مساء الثلاثاء: "نحذر من اقتحام مدينة الفلوجة وسندخل بغداد إذا اقتربوا من الفلوجة" . وأضاف: "نحن لا نعترف بداعش وما يجري هو حرب على السنة في العراق" . واستبعد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري الثلاثاء أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة "الآن" . وقال "هناك تريث حتى الآن في حسم معركة الفلوجة وندعو نحن أهالي الفلوجة لعدم اعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم وعليهم اخراج المسلحين منها" . في الأثناء، قال ضابط في الشرطة: إن "مسلحين مجهولين قاموا بمهاجمة مبنى عسكري في منطقة العظيم، بعد نحو 130 كلم شمال بغداد، فقتلوا 12 عسكرياً كانوا يتواجدون فيه قبل أن يفجروا المبنى" . وأوضحت جمعية الهلال الاحمر العراقي في بيان أن "عدد العوائل النازحة من المدينة بلغ أكثر من 13 ألف عائلة"، مشيراً إلى تقديم مساعدات لأكثر من 8 آلاف عائلة خلال الأيام الثلاث الماضية في مختلف مناطق محافظة الأنبار . وأعلن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان أمس أن الأممالمتحدة "تعمل لضمان مرور آمن لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الطوارئ الى الأسر التي تقطعت بها السبل والأسر النازحة، على حد سواء، في محافظة الأنبار" . وعادت عناصر شرطة المرور في المدينة الى شوارعها وانتشرت في ست مواقع، أمس، رغم استمرار سيطرة المسلحين عليها . من جهتها، عاشت مدينة الرمادي المجاورة ليلة من الاشتباكات قتل فيها أربعة مدنيين وامتدت حتى صباح الثلاثاء، حاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو القاعدة من دون أن تنجح في ذلك، قبل أن يقتل 25 مسلحاً فيها بضربة جوية . وسياسياً قال المالكي خلال كلمته الأسبوعية إن "عودة القاعدة إلى مدن الأنبار أو غيرها هو حلم" . وأضاف "سنستمر بملاحقة القاعدة من قبل القوات المسلحة ورجال العشائر في أي موقع وتشديد الحصار عليهم تمهيداً للقضاء على التنظيم"، معتبراً أن "الحرب ضد القاعدة هي حرب مقدسة"، ولافتاً إلى أن الحكومة لن تستخدم القوة ضد الفلوجة مادامت العشائر تتعهد بطرد القاعدة . وحذر مستشاره لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي من مؤامرات دولية لتقسيم العراق . وقالت وزارة الخارجية العراقية أمس، في بيان، إن كيري اكد خلال اتصال أجراه الثلاثاء مع وزير الخارجية هوشيار زيباري "وقوف الولاياتالمتحدة مع الحكومة الدستورية العراقية في مواجهة إرهاب القاعدة والمجاميع الإرهابية في الأنبار"، داعياً إلى "إجراءات وخطوات سياسية لدعم الجهد الأمني وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات" الخليج الامارتية