بمناسبة ذكرى بدء ولاية الامام الحجة المنتظر.. الامام المهدي خاتم الاوصياء ومنقذ البشرية عجل الله تعالى فرجه الشريف.. في مثل هذه الايام بدأت ولاية الامام صاحب الزمان وولي العصر المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت (ع) وذلك بعد استشهاد ابيه الامام الحسن العسكري (ع) في 8 ربيع الاول عام 260 ه ونستعرض في هذه السطور مقتطفات من حياته الشريفة. طهران (فارس) الامام محمد بن الحسن المهدي هو الإمام الثاني عشر والأخير من ائمة اهل البيت عليهم السلام وهو الذي بشر به رسول الله (ص) كما ورد في احاديث متفق عليها عند جميع الفرق الاسلامية بانه هو الذي سيأتي في آخر الزمان «ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا». وسمي الامام المهدي لأن الله تعالى سيهدي به جميع أمم الارض وشعوب العالم الى الاسلام وسيتحول الناس الى أمة واحدة ويتحقق هدف جميع الانبياء والرسالات السماوية والذي ظل حلماً بعيداً عن التحقق بسبب ظلم الطواغيت والحكام وجهل الناس بأحقية الرسالة المحمدية (ص) وحقيقتها (ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون) . ويكنى الامام المهدي (عج) بأبي صالح تعبيرا عن مقامه الابوي والقيادي لجميع الصالحين والساعين لازالة الفساد واستبداله بالصلاح واقامة العدل على وجه الارض. وبعد ولادته في عام 255 ه لم يكشف عنه الإمام الحادي عشر الحسن العسكري وظل يخفيه عن أعين الناس إلا المقربين منه فقط خوفا عليه من سطوة الدولة العباسية التي كانت تنكل بالعلويين وشيعة اهل البيت (ع) في ذلك الوقت حيث أن الامام الحسن العسكري كان في إقامة جبرية في مدينة عسكر (سامراء) ليكون تحت أنظار السلطة. وبعد استشهاد الامام الحسن العسكري (ع) بالسم على يد الخليفة العباسي المعتمد في عام 260 ه يروى أن أخيه جعفر بن علي الهادي ادعى الامامة من بعده ولكنه تنازل عن ادعاءه للامام المهدي (عج) له وأعلن البيعة لأبن أخيه.[4] ولما قبض أبو محمد الحسن بن علي العسكري جاءت من قم ومناطق اخرى وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة، ولم يكن عندهم خبر وفاة الامام (ع) ، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام، فقيل لهم : إنه قد فقد، فقالوا : ومن وارثه ؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي. فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في نهر دجلة ، قال : فتشاور القوم فقالوا : هذه ليست من صفة الامام، وقال بعضهم لبعض : امضوا بنا حتى نرد هذه الأموال على أصحابها. فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي : قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة. قال : فلما انصرف دخلوا فسلموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن من أهل قم ومعنا جماعة وغيرها وكنا نحمل إلى أبي محمد الحسن بن علي الأموال فقال : وأين هي ؟ قالوا : معنا، قال : احملوها إلى، قالوا : لا، إن لهذه الأموال خبرا طريفا، فقال : وما هو ؟ قالوا : إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة للمؤمنين الدينار والديناران، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال على أبي محمد يقول : جملة المال كذا وكذا دينارا، من عند فلان كذا، ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم، ويقول ما على الخواتيم من نقش، فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله. قال : فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم : احملوا هذا المال إلي، قالوا : إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من الحسن بن علي عليهما السلام، فإن كنت الامام فبرهن لنا، وإلا رددناها إلى أصحابها، يرون فيها رأيهم. قال : فدخل جعفر على الخليفة - وكان بسر من رأى - فاستعدى عليهم، فلما أحضروا قال الخليفة : احملوا هذا المال إلى جعفر، قالوا : أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون، وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام. فقال الخليفة : فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد قال القوم : كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي ؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه، وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، وإلا رددناها إلى أصحابها. فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي، وهذا علم الغيب، فقال الخليفة : القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين. قال : فبهت جعفر ولم يرد جوابا، فقال القوم : يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة، قال : فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، كأنه خادم، فنادي يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم، قال فقالوا : أنت مولانا، قال : معاذ الله، أنا عبد مولاكم فسيروا إليه، قالوا : فسرنا [ إليه ] معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام، فإذا ولده القائم قاعد على سرير كأنه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم قال : جملة المال كذا وكذا دينارا، حمل فلان كذا، وحمل فلان كذا، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع. ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب، فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا، وقبلنا الأرض بين يديه، وسألناه عما أردنا فأجاب، فحملنا إليه الأموال، وأمرنا القائم أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال. فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات، قال فانصرفنا من عنده، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن فقال له : أعظم الله أجرك في نفسك، قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي. الغيبة الصغرى: موضوع الغيبة عند الشيعة له الكثير من الابعاد والأبحاث نستعرض ملخصه انه بعد إعلان الامام المهدي (عج) عن نفسه والصلاة على جنازة أبيه (ع) أمام الملأ وبعدما بدأت السلطة العباسية في الاستقصاء عنه غاب الإمام عن الأنظار. ويرى اتباع اهل البيت أن الغيبة ليست شيئا مستحيلا أو غير منطقي فكما غاب عيسى في عقيدة أغلب المسلمين وكما يعتقد أهل السنة أن شخصية الدجال شخصية موجودة منذ أكثر من الف سنة ولكنها مخفية عن الأنظار وكما يرى بعض المسلمين أيضا أن الخضر يعيش بين الناس ولكنه مختفي، يرى الشيعة إمامهم غائب عن الأنظار حفاظا على الدين وحفاظا عليه حتى يظهر في الوقت المناسب بعد اجتماع الانصار . كما يعتقد الشيعة فإن الإمام ولمدة 72 سنة كان غائبا ولكنه كان يعين نائبا له يتحدث باسمه ويبلغ الناس عنه وهم أربعة نواب الواحد تلو الآخر: عثمان بن سعيد العمري محمد بن عثمان العمري الحسين بن روح علي بن محمد السمري الغيبة الكبرى بدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمري سنة 328 ه أو 329 ه. حيث توقفت النيابة وخرجت رسالة من الإمام المهدي على الناس أنه لن يكون هناك نائبا عنه مباشر وبالرغم من أن البعض ادعى النيابة بعد السمري إلا أنهم لم يلاقوا تجمعا أو نجاحا وأوصى الإمام في فترة الغيبة الكبرى أن يرجع الناس إلى الفقهاء الحافظين والعلماء العارفين وهو ما سيتحول إلى ما يعرف بالمرجعية الشيعية وستبقى هذه الغيبة مستمرة حتى يأذن الله بظهور الامام والفرج. ومن رسائله التي اوردها الشيخ المفيد «ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم» الانتظار ينتهج أغلب الشيعة المسلمون الآن مفهوم الانتظار، فيعتقدون أن المؤمن ينبغي أن يكون دائما مستعدا لظهور الإمام ونصرته بالبعد عن المعاصي وترقية النفس عن الدنيا والحفاظ على الصلوات والصيام ونشر علوم أهل البيت. وأن يدعو الله دائما بتعجيل الفرج وخصوصا حين يرى الظلم قد استشرى. ويقول السيد محمد باقر الصدر بهذا الخصوص (إن الإسلام حوَّل فكرة الخلاص من الإيمان بها في الغيب، ومن فكرة ننتظر ولادتها، ومن نتطلع إلى مصداقه، إلى واقع ننظر فاعليته وإنسان معين يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا ويعيش مع آمالنا وآلامنا ويشارك أحزاننا وأفراحنا ويترقب اللحظة الموعودة) المصادر ^ نهجنا في الحياة من المهد للممات - الميرزا ال عصفور -باب حجتنا ^ أ ب الإمام المهدي من المهد حتى الظهور - كاظم القزويني ^ الغيبة للطوسي 230 ج 169 ^ ورد في كمال الدين : ج 2 ص 476 ب 43 ح 26 - ^ البحار ج 6 ص 296 ^ روضة الكافي ^ الملاحم والفتن، ص 43 ^ البحار ج 52 ص 243 - 343 ^ الغيبة للنعماني/ 299 ^ مجمع الزوائد ج 10/ ص 60 ^ (الإرشاد ص 336 والبحار 52 ص 214 - 241) ^ (البحار ج 52 ص 220) ^ (سفينة البحار ص 365) ^ (البحار ج 60 ص 213) ^ البحار ج 52 ص 250 ^ الزام الناصب ج 2 ص 119 ^ البحارج52 ص210 ^ الفتن الباب 71 ^ مخطوطة ابن حماد ص86. ^ الشيعة والرجعة ج1- ص 211 ^ ابن حماد ص 86 ^ - بشارة الإسلام ص 43 عن غيبة النعماني ^ - البحار ج 53 ص 182 ^ - البحار ج 52 ص 205 ^ -البحار ج 52 ص 290 ^ - البحار ج 52 ص 290 وكالة الانباء الايرانية